عليٌّ والمحراب
المدخل
الكوفةُ خنجرٌ في قلبِ محمدٍ
ليته خنجرٌ أعمى
في حشا قلبي توسد
لم يزل ينزفُ قيحا
ولئن طابَ تجدد
لم يزل يحصدُ فينا
هازئا باسمِ محمد
الكوفةُ جرحٌ يعلو الجراحَ
والموتُ قادمٌ من بعيدٍ
تجرُّه الرياحُ
يفتضُّ بكارةَ العيدِ من جديد
خرساً يعلوه إذْ عزَّ الصياح
البداية ...
هو صوتُك زينب
يميطُ اللثامَ عن خبثٍ يقرحُ
العيونَ إذ تنامُ
تلوحين حيث أنتِ
والحزنً يعلو كالغمامِ
.. يا سيدي الإمام
الموتُ قادمٌ
والليلُ ينذرُ بانتقامٍ ...
الليلُ خنجرٌ ..
مِخرزٌ ينسلُ في العيونِ
وصيحاتُ إوزٍٍ!!
ترتعدُ لها الفرائصُ
تَستبِقُ الظنونَ!!؟؟
وعليُّ يَشُدُّ مِئزرَه
يتوضأ الفجر على الخناجرِ
يُقَلّْبُ السماء ..
يستقرئ النجومَ والكواكبَ
والموتُ هناك..
يَضُجُّ على المنائرِ
ينفلتُ الظلامُ
والخوفُ يحتبسُ الحناجرَ
وخلفَ الصدور..
ألفُ جرحٍ يئنُّ في الضلوعِ
آه ..
لو همَّ بالرجوعِ ..
لو عادَ
يطعمُ الأيتامَ والجياعَ والأرامل
وينتهي الشرُ إلى المزابلِ
ياسيدي الإمام..
أبى الحقدُ
إلاّ أن تموتَ .. أوتموت
أو ترتضي الذلَ
وتنأى بالسكوتِ
والرجسُ يعتزمُ البدايةَ ..
يحلمُ بعريِ قِطامٍ
وبعضِ خزيٍ وهدايا
- عليّ في المحرابِ يكبر -
وخلفَه الآلافُ من الحناجرِ..
يحرسُك الإله ..
والخوفُ يكبر
ونَجَسٌ ينقضُ في الصفوفِ
جاء من أرذلِ قيح في قُمامةٍ
وسخٌ يغمدُ سيفَه
يقتفي أثرَ العمامةِ
جاء في أقبحِ جرمٍ ..
ملثماً بالجبنِ...
والسلِ والدرنِ
سيفُه حانَ انتقامُه
ينتظرُ الوثوبَ ..
وسيدي الإمام
يفترشُ القلوبَ ..
الأرملُ .. العجوزُ ..
الطفلُ والأرحامُ
وضربةٌ طاعِنةٌ في الحِقدِ
تَغتصِبُ الوجودَ
تَمتَدُّ من بَدرٍٍ
إلى وقعةِ خيبر
.. ضربةٌ ..
شطرَت هامةَ حيدر
لِتَزُفَ القدسَ عُرسا
وشذى بغدادَ مهراً لليهود
ياسيدي الإمام
مُذْ نِمتَ
عيني لم تَنَمِْ
والريحُ لمّا تزلْ
تحملُ الحريقَ ..
وتقتلُ السلامَ
وتقمعُ الصباحَ
و تنشرُ الألَمِ
حسن الشيخ ناصر