يا طيور .. اسمعي صوتي أنادي
بهيّة رحلت
يا بهيّة بأي دمع أبكيكِ
لا بحار تغسل الألم
بأي قلم أرثيك
الحروف تعجز أمام آهات الندم
هل يكفيك أن أرسل لك الدعاء
رغم أنف من ظلم
.
كم سأفتقد عينيك
رفق قلبك , دفء جناحيك
و جود تسرّب من يديك
إحتويتي العالم بطيبة ترتسم على شفتيك
و الماكرون يرسمون خريطتهم
بالطول و العرض
يستكثرون أن تحتويك بقعة أرض
.
حتى الآهات تشتاق لك
حتى التنهدات تشتاق لك
هي الان تتلو مراسم وجع قديم كقدم الحياة
على مرأى من عيون أهلك و من أحبّك
أسقوك الجحيم
أي حبّ هذا
الذي لم يشفي و لم يرحم من نزف الأليم
ما ناصرك إنسان
رحلت كما ولدتِ وحيدة
لم ينصفك حتى الزمان
أنت الطائر الذي تلا صلاته بلا مكان
.
الموت اليوم يهديك
و رحمة من الله وحدها تشفيكِ
لا خوف من مبغض و لا جبّار خال أنه
من وطنك ينفيكِ
فوطنك حيث خلق الإنسان
.
قضيت عمرا منتحبا بالجراح
طعنات غدر سعت لتشوه وجهك المضي كالصباح
لكنك بقيت الأبهى يا أجمل الملاح
.
كم من أشلاء سنلملها من اسمك الذي استباح
شاهدة على الألسن التي طاولتك
و سوء النوايا التي حاصرتك
و من تستروا بالعمم التي حاكمتك
اليوم لن يحاسبك بشر
الله وحده يحاسبك
قدير فوق كل مقتدر
.
أين حجارتهم اليوم
من رجموك و لم يروا كبر خطاياهم
أين نيرانهم
التي ما أضرموها لولا السوء في نواياهم
.
لك الرحمة .. لك الرحمة .. لك الرحمة
باذن من ترفّق بكِ .. مولاك و مولاهم
.
في وداع بهيّة
.
ورد