نحن العراقيين نعلم جيدا اهمية مدينة النجف ، فالناس يأتون من جميع أنحاء العالم لزيارة المدينة المباركة.
يمكن أن تكون النجف مصدر جيد جدا لزيادة دخل العراقيين إذا استثمرنا فيها ، فالزوار سوف يحتاجون الى الفنادق والمنشآت السياحية ، ولكي نتمكن من تقديم هذه التسهيلات ، علينا جلب شركات معروفة لمساعدتنا في بناء البنية التحتية لهذه المدينة.

هذه فكرة جيدة جدا و لكن ايران بدأت بالتأثير على اقتصادنا في مدينة النجف و الغرض من هذه الخطة ليس الاستثمار بالسياحة بقدر السيطرة المطلقة على مطاراتنا والفنادق والاجهزة الامنية العراقية والإدارية في المدن المقدسة كسامراء و كربلاء والكاظمية والنجف.

نفوذ إيران الاقتصادي المتزايد يثير مخاوف لأن إيران تستخدم العلاقات التجارية لمزيد من الأهداف العسكرية والسياسية. هذا هو جزء من محاولة إيرانية لممارسة الضغط على الحكومة العراقية وتكمن المشكلة في الكثير من هذه الشركات بانتسابها الى الحرس الثوري. ومن المعروف أن الحرس الثوري مؤسسة قوية لديها قوات عسكرية وتدير الأعمال التجارية ، وغير ذلك من الاستثمارات التي تنوي القيام بها في العراق. ان هذه الشركات ليست تابعة للقطاع الخاص الإيراني بل هي شركات يمولها الحرس الثوري.

نحن في حاجة لشركات جيدة لتقدم لنا الخدمات ، وتعيد بناء البلاد وتوفر فرص عمل لأولئك الذين لا يجدون وظائف. نعم ، نحن بحاجة إلى علاقات جيدة مع الدول المجاورة ، ولكن يجب أن تكون مبنية على المساواة وعدم التدخل في شؤون الآخر.

ايران قامت مرارا على اثارة العنف الطائفي في العراق ، حيث غالبية السكان من الشيعة. لكن طهران نفت هذه الاتهامات وقال انها تسعى لتحقيق الاستقرار في العراق. في رأيي أنها لا تسعى إلى تحقيق الاستقرار في البلاد لأنهم يخافون من شركات معروفة تأخذ أعمالهم. الاستثمار في العراق هو مجرد وسيلة أخرى لتمويل الجماعات المتطرفة لزعزعة استقرار الوضع الأمني في العراق. ببساطة نحن الذين نقوم بزعزعة استقرار البلاد من خلال منح العقود للمتطرفين.

نحن بحاجة إلى أن نسأل أنفسنا السؤال التالي : هل ستسمح ايران بتدخل العراقيين في القضايا الداخلية لبلادهم ؟