وُلِدت عجوزا ..
أفقتُ على دمع أمي يُبلّل جفني ..
وقفتُ قبل أواني و مشيتُ قبل اواني ..
لتمتزج قدمي بالأرض و أصبح انا الغرسة التي لا تتحرك ..
و لا تُقتلع الا حين تموت..
استنزفت بصري بالنظر الى صور الأهل و الأقارب و الجيران .. حتى أصبحت أراهم في منامي ..
إستنزفت يدّي و انا أشدّ على أكفّ الكبار و الصغار .. حتى رأسي و فكري استنزفته و انا أحلم بخيال أوسع من الزوايا بقليل ..
قد ذبلت ورودي قبل أن تتفتّح و لم أستطع أن أحييها حتى بمزهرية أضعها على الرف ..
نسيت جسدي و لم اعد أفرّق بين الشلل و الحركة ..
لا أعرف متى تطأ قدمايا الأرض و متى تفارقها .. فجاذبية الأرض ابتلعتني و كأنني واحد من أنفاسها ..
و يبقى أني أشاهد العالم يتباكى على التاريخ و الحاضر و المستقبل كل يوم ..
و أنا في تلك الزاوية أعيش الأرض و ما بقي عندي حتى دمع لأبكي
أهو فكري الضعيف قد أثبت أنه غير جدير بالتمازج مع الواقع
أم أني كائن يعيش على الهامش .. كفخارة قديمة كُتب لها أن تصلب على هاوية نافذة مهجورة
لا يزورها سوى بضع حشرات لم تجد ما تقتات عليه
فالتجأت إلى فخاري و صناديق الخشب
.......بقلمي
ورد



ورد
رد مع اقتباس

