كعادتي كل يوم أنتظر حبيبتي ، أسرح بفكري والشوق يجرف حيائي كما تجرف ريح الصبا ورق الخريف الاصفر ، أنظر الى نافذتها التي تقابل نافذة غرفتي ، وأنتظر طلة من وجهها أسبح فيها وأغتسل من صدأ سنوات الركود ، فأنا شاب في العقد الثالث ولم أتعرف على فتاة . أعتقد أني قد بالغت في علاقتنا ، فكيف لها أن تكون حبيبتي وليس بيننا كلام ولا سلام غير ضحكات ترسلها لوجهي الذي خطت فيه الايام أشعار الاسى فأصبح كوجه العجوز ، قبل سنوات تعرفت على شابة بادلتني الحديث وكانت بين الفينة والفينة ترسم ضحكات تيقنت أنها من باب الاستهزاء بعد أن صارحتها بحبي لها ، فأنفجرت بضحكة عصرت فؤادي بعدها بكلمة لن أنساها حيث قالت وبصوت يتقطع بضحكات اللؤم ( خطيه ) وذهبت .
أما الان فالحالة تختلف فحبيبتي ( كما يحلو لي أن أسميها ) تملك وجه ملائكي بعيدا عن ملامح الشياطين ، ولها عينان لاتستقران على شيء فعرفت أنها تحاول أن لا تنظر الى وجهي لكي لا تبوح بحبها لي بهذه السهولة ، فأنا خبير بقلوب الفتيات فهن لا يحبن التنازل بهذه السرعة ، اه ماذا أفعل اليوم لكي أجعلها تتعلق بي أكثر ، البس القميص الاسود ؟ لأن البنات يعشقن الشاب الوقور والسواد يدل على حكمة الرجل ورجاحة عقله ، أم البس الابيض فلعلها ممن يعشقن الفرسان البيض أصحاب المغامرات والنياشين ، أم البس .... ، واه ها هي حبيبتي تفتح النافذة ، كم أنا محظوظ فمثل هكذا وجه يجمع الطفولة والملائكية وحرية العصفور نادر هذه الايام ، ها هي أبتسامتها التي تشبه زخة المطر على الارض البور ، متى تريحني من هذا الدلال وتفتح لي المجال لوصلها ، عن ماذا تبحث بهذه النظرات التي بدأت أفقد صبري معها ، أنها تتلمس حافة المنضدة لأخذ المشط ، هنيئا لك يا مشط فستلامس شعر حبيبتي ، أعتقد بأنها تحاول أن تبين لي بأنها نبيهة فتأخذ المشط من دون النظر اليه ، يا لذكائها فهي تعرف أن الرجال يحبون الفتيات النبيهات ، يالهي لا أقدر أن أمنع نفسي من الضحك فقد أسقطت المشط وهي تحاول لفت أنتباهي ، زاد تلهفي لها فهي غرة لاتعرف عن الرجال الكثير كما يبدوا ، والاحسن لأبادر أنا وأرمي لها رسالة لكي أختصر عليها هذا المشوار . ماذا سأكتب ؟؟ أبدأها بكلمة حبيبتي ؟ أو عزيزتي ؟ أو ياااااا جارتي ، فهم جيران جدد لم يمض عليهم في هذا البيت سوى ثمانية أيام ، أوه يا للحظ السيء ها هو صوت ينبعث من درجات السلم ولا أعرف من هو يتجه الى غرفتي ، سأ جلس وأتظاهر بأني أقراء كتاب حتى لايشعر أهلي بشيء ، أنفتح باب الغرفة من هو ؟؟؟؟
بني تعال أنزل فوقت الغداء قد حان
نعم أمي سأنزل حالا
ولا تنسى بأن تغلق النافذة وأنت تنزل
حاضر أمي سأغلقها
أنا متأكدة سوف تنزل وتبقيها مفتوحة ، والاحسن أنا من سيغلقها ، ومشت أمي بخطوات قليلة ووصلت للنافذة فحاولت منعها .......... توقفي أنا سأغلقها
أنظر لهذه الفتاة المسكينة أبنت جيراننا الجدد ....... أنها عمياء ..... أنزل قبل أن يبرد الطعام