بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ،
مرحــبــا بـــكــمــ
......أحــداثٌ مـُؤلِمَة ٌ......
بين أضلعي نبضة حزينة يتشقق لها صدري، ما كنتُ لأبالغ إذ أني أصررتُ على ذكرها وهي مُوجعة ومُؤلمة لأحْيَاءَ في المستقبل سيُعانونَ أيامهَا لِهـَوْل ِ ما يُصادفهم من حساسيةِ مجتمعهم تـُجاهَهُمْ لواقعِهِم الذي افتـُرضَ عليهم وليس بأيديهم...
كثير هـُمْ من سيُعانون عُقدة الحرمان من الأب في الواقع وكذا من الوثائق الإدارية الخاصة بهم، وتصفعُهم الألسُنُ وتـُشينُ بهم، فتسحقـُهُم لذغـَتـُهُم وتـُودِعُهم في غيابات الإنعزال والتأزم النفسي والسخط على الواقع إلا من رحم ربي...
أحداث شدتني بطريقة عجيبة تدعو للتأمل... لقد حاولتُ أن أتدبر أمْرَها إلا أني وقفتُ مُندهشا لهذه النفسية العجيبة من البشر التي تخلقُ هذه الأحداث بأيديها مُتـَعَمِّدة وبـِوَعْي ٍ كامل من فكرها...
إن الكسبَ عند الكثيرين لا يَهُم عندهم بأية وسيلة يمكن أن تكون، سواء عن طريق الحلال أو الحرام، لقد تأملتُ أحداث بعض الفتيات مِمَّن يَئِسْنَ من الزواج والتجأن إلى الحمل الغير الشرعي متعمداتٍ ذلك للحصول على مولود يملأ حياتَهـُن ويمنحهن الدفئ والأمان من مستقبل تَرَاهـُن من وجهةِ نظرهن غير مأمون، وكما يُردْنَ أن يتمتعنَ بزينةِ الحياة ولو عن طريق الحرام...
كثيراتٌ منهن من يَصِفـْنَ حَالـَهُنََّ هذا كحال الآدمي الذي يجمع المال ليَغـْتـَنِيَ به ولو عن طريق الحرام، ثم بعدها يتوب إلى الله، وهن أيضا يَريْنَ أنهن لا يُمكن أن يَحْرمْنَ أنفسهن بما لذ من طيب الحياة وزينتها كالذي اشتهى شيئا ولم يُدركه بالحلال فاستولى عليه بالحرام...
هُنَّ يَعتبرْن أنهن مُذنبات، وإن وقفن على باب الرحمان سيجدونه غفورا رحيما، ويَتـُبْنَ إلى الله من بعدما غـُرِّرَ بـِهـِنَّ...
زعمتُ أني على حوار مع إحداهن تـُبرر لي فعلتـَهَا...
سألتـُهَا : كيف وجدتِ نفسَكِ وأنتِ تـَقدِمينَ على الحمل الغير الشرعي مُتعمدةً وتعلمينَ علم اليقين أنه سيُسيئ لسُمعتِكَ؟
أجابت وكأن الأمر عادي بالنسبةِ لها: لم أكن أرد لأتذوقَ حُرقة الوحدانية وأنا مُتيقنة أنني إذا ما كبرتُ في السن كثيرا سأعاني جحيما حقيقيا...
سألتـُهَا : ماذا عن إبنكِ الذي سوف يعلم يوما أنك أنجبتِهِ بطريقة غير شرعية؟
أجابت : سيأتي يوما ويذكرني بكل الخير إن هو نشأ على التعاليم الإسلامية، لأن الله أوصاهُ بالوالدين إحسانا.
سألتـُهَا : ماذا عنك أنتِ فيما أقدمتِ عليه وهو محرم عليك؟
أجابت : من صُغرنا ونعلمُ بوجود ربنا الواحد، وإنما لا نـُعِيرُ اهتماما بما تقترفهُ أيدينا من ذنوب ومعاص لغفلتنا، وقد وجدتـُنِي اليوم وأنا أ ُدْركُ جُرمي، وجدتُ أن ربي لم يأذن لي بأن أقتُل ابني، وإنما أذِنَ بأن أتوبَ وأتضرع إليه ليغفر لي خطاياي...
سألتـُهَا : كيف ترين ابنك في وسط المجتمع؟
أجابت : أوصي المجتمع بأن يرأف به ويرحمه، وخروجُهُ إلى الحياة بهذه الطريقة لم يكن بإرادتِهِ، فلتـَعْلَمِ القلوب أنه قلباً يريدُ قلوباً تعطفُ عليهِ وتـُكرمُهُ، ولن يُضيع الله أجر من أحسن عملا...
للنقاش وما تتكرمُ به أقلامكم المبدعة
تحياتي للجميع