'ومن الكلام ما قتل وقف الرئيس الأمريكي 'باراك أوباما
في الرابع من يونية الماضي يخطب من فوق ترابنا.. وفي أعرق جامعاتنا جامعة القاهرة.. معلنا مبادرته التصالحية مع العالم العربي، والإسلامي
كثيرون منا صدقوه، وكثيرون انبهروا بحلو كلامه، وبديع عباراته، ونظراته الحانية التي أطلت علينا من وجه أسمر، يشبه تراب أوطاننا
جاء 'أوباما ورحل.. وانتظرنا من بعده هداياه لنا، وترجمة لمعاني كلماته.. طالت الأياموامتد حبل صبرنا، من قلب المنطقة حتي بوابات البيت الأبيض قال لنا إنه لن يقبل إلا بتجميد 'إسرائيل للمستوطنات
حين رفعت حكومة نتنياهو عقيرتها، معلنة لاءاتها،
راح يحول 'الوقف الكامل للمستوطنات إلي مجرد 'كبح جماحها..
والفارق هائل لمن يدرك الفارق.. ولم تصلنا من رسائله طيلة الأشهر الخمسة التي تلت خطابه في القاهرة سوي 'قمة ثلاثية ولدت ميتة،
فما أن التأمت الثلاثاء الماضي حتي تبدد بخارها بعد انفضاضها مباشرة
وكم توقعنا أن يصون 'أوباما كرم الضيافة المصري، يطمر فيه الفطير المشلتت والعسل اللي أكلهم في قصر الرئاسة، ولكن الرئيس المتصالح مع العالم الإسلامي أراد أن يعلمنا أصول الكرم والضيافة علي حقيقتها ففي الاختبار الأول للعلاقة الأمريكية مع مصر في عهد أوباما، اختارت الإدارة الأمريكية أن تتخذ الموقف الأكثر عداءً ضد ترشيح وزير الثقافة فاروق حسني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو وأوعزت لسفيرها في باريس بقيادة أكبر حملة تشويه وعداء للوزير المصري، والذي راح بدوره يستخدم الترهيب تارة، والترغيب تارة أخري،
لإرغام الأعضاء في اليونسكو علي رفض اختيار المرشح المصري لا لشيء إلا لأن فاروق حسني مصري وعربي ومسلم
، ولم يكن هناك من مجال لمناصبته العداء سوي أن اللوبي اليهودي، والحكومة الصهيونية راحت توعز لأذنابها في دوائر أوربا والغرب بالعمل علي إسقاط حسني، مهما كان الثمن الذي ستتكلفه عملية الإسقاط تلك
بالرشوة والإرهاب استطاعت واشنطن في عهد أوباما أن تسقط المرشح المصري، ودفع أصحاب الحق في التصويت إلي الانفضاض من حوله، وتوجيه أصوات الغالبية إلي المرشحة البلغارية
هكذا ستظل امريكا الراعي الأول، والحارس الأكبر، والملبي دوماً لكل مطالب إسرائيل
ويجعوا عامر ياعم ابوما