السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
الأخوا ت والأخوة تحيه من اعماق قلبى اهديها اليكم ثم أما بعد :...........
:


في ذاك المستشفى الذي تتحرك إليه خطواتي سريعة ً متثاقلة ترقد على
سرير ٍ أبيض نظيف بهي ولكنه جدا ً مزعج لنفسي وراحة بالي ترقد خيتى

ذو السبع سنوات صغيرتي ذات الشعر الأسود المنسدل كالحرير
على كتفيها الصغيرتين والعيون ذات اللون العسلي الصافي وتلك البشرة
النضرة بياضا تخللها خدين حمراوين وأنف ٌ كالسيف في حده والإصبع في
حجمه دخلت عليها حزينا ً أُظهِر لها الفرحة في كل ما أملك من حواس إلا
العينين فلما رأت محيا أخيها صرخت صغيرتي ذات اللسان اللدغ :
أخى حبيبى : فانكببت أقبل تلك الوجنات والعينين واليدين كالعاشق الولهان
على اختى الصغيره فأخذت بالضحك ، ضحك ٍ طفولي ينعش القلوب قائلة :
أخى متى تكف عن تقبيلي أخى ؟
قلت : صغيرتي والله وددت أن أقضي بقية عمري أقبلُ اختى وحبيبتي الصغيرة
قالت : أخى إني أخجلُ من تقبيلك لي وخاصة إن كان أحدٌ من ( الناث ) حولي
فضحكت وكم كنت اضحك من تلك اللدغة في لسانها لما تضفي عليها من
طفولة و برائة وجمال نظرت إليَّ صغيرتي قائلة أخى
قلت صغيرتي ماذا ؟

> هكمل الكلمات بتلك اللدغه <
اخى تواترت لديَّ وفيَّ (أثــئلة) عندما غبت عني فأحبُ أن أطرحها عليك :
تفضلي صغيرتي فكلي لك أذانٌ صاغية
أخى.........
صغيرتي.......
متى الإنــثان يكون في ثــعادة ؟
قلت : عندما يكون قلبه خاليا ً من هم الدنيا ومشاغلها
قالت : وكيف يكون ذلك ؟
قلت : لا يكونُ أبدا ً ، فالدنيا همها أكبر من سعادتها
قالت : وما الحل ُ يا أعز َّ حبيب ٍ لي ؟
ترقرقت الدموع في عيني من قولها ،
فقلت :الصبر على البلوى ، وسؤال ربنا المولى
فقالت بكل لهفة وعفوية
أخى ، أخى ، أخى
ماذا يا صغيرتي :

ما الأمر يا حبيبة أخيكى ومهجة فؤاده ؟
قالت :هل يبكي الرجال يا اخى ؟
استغربت سؤالها ، وصمت مني اللسان لحظات ، وكأن نفسي أوجست شيئا
فقلت : صغيرتي ما دعاك لهذا السؤال ؟
قالت : لا شئ أخى ، ولكنه ثــؤال ورد في ذهني فجأة وأريد الإجابة عليه إذا ثـمحت
قلت : لكِ هذا يا صغيرتي ، نعم يبكي الرجال أحيانا ً
قالت : كبكاء النــثاء أبتاه ؟
قلت : لا ، فالنـــثاء أقصد النساء ........
ضحكت صغيرتي بقوة حتى كاد قلبي أن يقف خوفا ً عليها ، ضحكت صغيرتي
على أبيها عندما أخطأ فأخذت تقول وهي تقهقه أبتي لقد
أثــبحتَ مثلي ،
تأكلُ حروف الكلام فضحكت من قولها ،

هههههههه

فبادرت تقول أكمل أخى:
قلت : أها ، حاضر ، نعم يبكي الرجال ولكن ليس كالنساء
فالنسوة في طبعهن العطف والحنان ،

يثير قلبها الحاني أي موقف مؤثر وإن
لم يكن هذا فيها أو في أحد تعرفه
قالت : إذن متى يبكي الرجال ؟
قلت : يا حبيبتي ، يبكي الرجال في مواقف شديدة وخاصة عندما يعجزون
عن التصرف فيها أو لا تكون لديهم حيلة في هذا الأمر أو ذاك
قالت : متى أرى دمعة الرجل أخى ؟
قلت : ترينها يا صغيرتي
في صرخة مقهور ، ونار الغيور ، وعند فقد العزيز ، وفي جبن ٍ لبعض
الرجال عندما يكون للرصاص أزيز
قالت : أخى ، ما تـقـثد بالعزيز ؟
قلت : عندما يفقد الرجل أحب ما في الكون لفؤاده
قالت :هل بكيتَ على امى وابى يا أخى ؟
( خيتي يتيمه ، فقد فقدت انا وهى أمنا وابينا فى حادث وهي في السنة الأولى من عمرها
وسؤال تلك
الصغيرة فاجأني وبعد صمت طويل وترنح فؤادي للذكريات وعيون صغيرتي
ترقب ُ الإجابة مني )

قلت : نعم يا حبيبتي ، بكيتُ كالطفل الرضيع على ماما وابينا ، بكيتُ كثيرا حتى أحسست أني سأموت من الحزنْ
قالت : أخى
قلت : قولي يا أعظم ما في حياتي وأمنيتي
قالت : أخى ، أرجوك يا أخى
قلت : ما الأمر يا غاليتي
قالت : أخى ، إن فقدتني في يوم من الأيام فلا تبكي يا أخى
صدمت ، بل صعقت وبسرعة البرق حملتها من سريرها الى حضني صارخاً
لما تقولين ذلك خيتي ؟

هل تشعرين بشئ ؟
هل يؤلمك أمرٌ ما ؟
قالت وابتسامة ترتسم على وجهها المزخرف بجواهر الحب والحنان والبرائة
كم أحبك يا أخى عندما تهتم فيني بجنون وأخذت الابتسامة في الاتساع
ورددت قائلة لا تخف يا أخى ، فو الله ما فيني شئ غير حبٌ أملكه ويتملكني لك يا أخاه
قلت : إذن لما قلتي ما قلتي ؟
قالت : أخى إني أثــمعُ ممن حولي من أعمام وأخوال وأثــحاب يقولون إن
أخيكى لذو هيبة ورجولة في شكله وفعله فأحببت أن يكون أخى كما هو
مهيبا ً كما تعود الــناث منه ذلك ، فلا تهتز ثــورته الرائعة عند الناث
قلت : صغيرتي ، لقد والله قتلتيني بكلمتك وقد خفت كثيرا
قالت : أخى عدْني ألا تبكي يا أخى
صمت لحظات فقالت :

أخاه يا أخاه عدني أرجوك ، قل لي أنك لن تبكي إن فقدتني أرجوك قلها
فقلت : لا عليك سأفعل ما تحبين صغيرتي
قالت : عدني أخى
قلت : إن شاء الله حبيبتي
قالت : أخاه عدْني أخاه
قلت : أعدك يا خيتي ولكن لا تعودي لهذا الكلام مرة أخرى
قالت : أعدك ألا أتكلم مرة ً أخرى إلا شيئا ً أريد قوله فهل تـثمح لمن دللتها و دلعتها أن تقوله
قلت :قولي ما تشائين
قالت : أخي ، إني أرى أمي وابى أمامي ، يُنادونى قائلين
( تعالي يا صغيرتي )
أخي ، ما أجمل أمي وابى وما أحلاهم ، أخى أمي تدعوني يا أخى ، أخي أريد
ماما ...... أخي أريد ماما ، تلك ماما ، بابا ، مامااااااااااااباباااااا
صرخت : لا ، لا ، لن أتركك تذهبين ، لا يا صغيرتي ، لا تتركي أخيكى ، لا خيتي لا....لا يا حبيبتي لا,
أرجوك ، يا رب يا الله خيتي ، يا رب ليس لي غيرها يا رب أرجوك يا حبيبي
قالت : أخى وعدتني ألا تبكي
أخاااااااااااه كم أحبك يا أخى ، أخااااااااااه كم أحبك يا أخى صمتت خيتي عن الحديث فجأة ، ولكنها مبتسمة فهززتها أصرخ........
اختى ، صغيرتي ، أرجوك يا صغيرتي
آآآآآآآآآآه ، يا ويلي ، ماتت اختى ، ماتت صغيرتي ، ماتت حبيبتي......
ماتت اليتيمة ماتت اليتيمة ويتمتنى آآآآآآآآآه... أعلم من مرضك الخبيث أنك سوف تموتين ولكن ليس الآن آآآآآه ٍ يا صغيرتي فانهمرت الدموع من عيني
وأنا وعيني نتسابق على إنهمارها ومسحها لأني وعدت ُ خيتى حبيبتى
فوقعت دمعة على خدها الأبيض الشفاف البرئ فمسحتُ الدمعة وقلت ُ لخيتي الصغيرة سامحيني صغيرتي ، لا أستطيع وقفَ دموعي ، سامحيني حبيبتي فأخذت تلك الجوهرة الثمينة الى حضني ودموعي تنهمر بغزارة ولكن بلا صوت أقول في نفسي :
( هنا يبكي الرجال )
هنا يا صغيرتي هنا
يا حبيبتي يبكي الرجال
العتاة..القاسية قلوبهم أشباه الجبال
هنا يبكي الرجال
وداعا ً يا خيتي ، وداعا ً يا صغيرتي
وداعا ً الى الأبد وداعا ً يا صغيرة َ ومهجة قلب اخيها وداعا ً يا مهجة حانيها
وداعا ً يا ثمرة ْ لم أجنيها
وداعا ً
وداعا ً يا برائة الطفولة
وداعا ً يا سؤالي وحلوله
وداعا ً يا نسبي وأصوله
وداعا
سأفتقد تلك البسمات
والجدائل الصغيرة الناعمات
وحروفٌ تحولت لثائات
وداعا ً
وداعا ً وداعُ مودع يودع
وداعا ً يامن للموت تجرع
وداعا ً صرخة فيها أُسمِع
وداعاً
وداعا ً يا أجمل يتيمه
يا أغنى وأغلى قيمه
يا نظر العين و ديمه
وداعا ً.............
الى تلك اليتيمه التي فقدت حياتها بإبتسامة
فأفقدتني
كل إبتسامة وداعا ً يا صغيرتى......
وأخير الوداع ايها الاصدقاء