عملية عسكرية عراقية في جزيرة أم الرصاص إثر تقارير عن تسلل إيراني
مصدران أمنيان لـ«الشرق الأوسط»: نفذت من دون الحاجة إلى مشاركة أميركية
البصرة: جاسم داخل
شهدت جزيرة أم الرصاص في شط العرب جنوب البصرة أمس عملية عسكرية واسعة على خلفية أنباء عن تسلل قوات إيرانية إليها.
وأكد مصدران، أحدهما برتبة عقيد في قيادة شرطة المحافظة، والآخر ضابط في قيادة العمليات، لـ«الشرق الأوسط»، خلو الجزيرة القريبة من الحدود الإيرانية من أي وجود أجنبي، «وأن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تسلل أعداد من القوات الإيرانية إليها لا أساس له من الصحة». وأوضحا: «إن العملية المشتركة بين الجيش والقوة البحرية اتسمت بالسرعة والمباغتة والاستعداد العالي للقتال، دون الحاجة إلى مشاركة من القوات الأميركية».
تعد جزيرة أم الرصاص الأكثر جدلا من بين عشرات الجزر المماثلة لها، كونها لا تبعد أكثر من 300 متر عن ميناء خرمشهر الإيراني. وخلال الحرب العراقية الإيرانية احتلها الإيرانيون أكثر من مرة، وفي كل مرة سارعت القوات العراقية لاستردادها. وقال سليم محمد (ضابط سابق في البحرية)، إن جزيرة أم الرصاص «كانت وما زالت محط اهتمام الإيرانيين، وسبق أن دخلوها في يونيو (حزيران) 2005 , وانسحبوا منها بعد افتضاح أمر احتلالهم لها، الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية عبر تصريحات حازم الشعلان وزير الدفاع العراقي آنذاك».
ويرى الشيخ محمود الغانم (رئيس عشيرة الغانم) إن جزيرة أم الرصاص معروفة بعراقيتها منذ أمد بعيد، وترتبط بجزيرة أم الحبابي القريبة منها بلسان ترابي، وسكنها أبناء عشيرته منذ زمن بعيد، إلا أنها باتت مهجورة إثر الحرب العراقية الإيرانية، وقطنها بعد عام 2003 عوائل من أهالي الأهوار بعد أن كان سكنهم بالمنطقة محظورا، مؤكدا أهميتها كونها تتحكم في الممر الملاحي للشط وقريبة من الضفة العراقية ويستخدمها المتسللون والمهربون نقطة عبور بين الجانبين العراقي والإيراني.