الزواج هو الوسيلة السليمة لارتباط الرجل بالمرأة ، وبه قضى الإسلام على الفوضى التي كانت سائدة في الجاهلية وما قبلها من الاُمم المتأخّرة ، وبه حصلت المرأة على عزّها وكرامتها وصانت شرفها ، وأصبح لها شأن في الحياة ، ولم تعدّ مجرد متعة يتمتع بها الرجل وقت حاجته .
قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة ) (3) ، ولتسكنوا إليها : أي لتطمئنوا ، إذاً فهي وسيلة للراحة والطمأنينة والوِد الذي يجعل الرابطة قوية بين الرجل والمرأة .
وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام الرجلَ أن يعاشر زوجته بالإحسان والمعروف ، وأن يعفو عن ذنبها ويكرمها ، كلّ ذلك في سبيل المحافظة على طهارة المرأة وعزّتها ، حتى لا تكون متعة رخيصة للرجل .
![]()
روى محمّد بن مسلم عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
« قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أوصاني جبرئيل بالمرأة حتى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة » (1) .
وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
إنّ لي زوجة إذا دخلتُ تلقّتني ، وإذا خرجتُ شيّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت لي : ما يهمك ؟ إن كنتَ تهتم لرزقك فقد تكفّل لك به غيرك ، وإن كنتَ تهتم لأمر آخرتك فزادك الله هماً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « وهذه مِن عمّاله ، لها نصف أجر الشهيد » (2) .
وفي رسالة أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن عليه السلام عبّر عن الزوجة بأنها « ريحانة وليست قهرمانة » (3) .
وقال إسحاق بن عمار :
قلت لأبي عبدالله عليه السلام : ما حقّ المرأة على زوجها الذي إذا فعله كان محسناً ؟ قال : « يشبعها ويكسوها ، وإن جهلت غفر لها » (4) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
« من اتخذ زوجة فليكرمها » (5) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :
« استوصوا بالنساء خيراً ، فإنّهن عندكم عوان » (6)
وقال أيضاً :
« خيركم خيركم لنسائكم وبناتكم » (7) .
أعْلامُ
النِّساءِ المُؤمِنَاتِ
تأليف مُحَمَّد الحَسُّونْ :::و::: اُم عَلي مَشكُور