لقاء بالاعب الكبير: بين ماضيه وحاضره .. ليث حسين: اتحاد الكرة يفتقر الى التخطيط الجيد

[محمدالفتلاوي]

تمر كرة القدم العراقية بتعاقب أجيال لاعبين بصورة مستمرة منهم من يرسخ اسمه بأذهان الجماهير الرياضية ومنهم من يمر مرور الكرام كل حسب مستواه وأدائه في المستطيل الاخضر ومن بين اللاعبين الذين برزوا في جيل الثمانينات من القرن الماضي لاعب خط وسط المنتخب العراقي ليث حسين الذي كان يتمتع بمهارة وعقلية رائعة حتمت على مدربي المنتخب الوطني ان يكون لاعباً اساسياً في تشكيلة منتخبنا الوطني من دون منافس لاسيما وهو لاعب ينفرد بأداء متين لكونه يلعب بكلتا قدميه فضلا عن أنه يمتلك الصفة الهجومية على فرق الخصم ولمعرفة ماضي وحاضر هذا النجم الكبير كان لمجلة الشبكة العراقية هذا اللقاء معه..
*كيف كانت بدايتك في عالم كرة القدم؟
-كانت بدايتي مع منتخب أشبال العراق وذلك عام 1983 بأشراف المدرب الكبير حازم جسام وجاء انتمائي للمنتخب عن طريق اعلان في الصحف الرسمية للخضوع الى اختبارات تجرى على ملعب الشالجية وتمكنت من اجيتاز الاختبار وبعدها التحقت في صفوف نادي العمال الرياضي ليتسنى لنا لقاء فريق نادي الزوراء ليتم استدعائي الى صفوف الزوراء عن طريق مكتشف المواهب رشيد راضي ولعبت موسماً واحداً مع فئة الشباب ومن ثم تدرجت الى الفريق الاول انا وزميلي اللاعب ابراهيم عبد نادر وكان الزوراء يضم حينها نخبة من نجوم الكرة العراقية، بعدها تم استدعائي رغماً عني من قبل نادي الرشيد وبعد اغلاق هذا النادي وتحويله الى نادي الكرخ عدت الى نادي الزوراء الذي يعني لي الكثير ومن ثم انتقلت الى اللعب الاحترافي في نادى الوكرة القطري وبعدها انتقلت الى نادي الانصار اللبناني وبعدها لعبت مع نادي الاهلي البحريني ومن ثم عدت الى نادي الزوراء لغاية اعتزلي الكرة.
*من هو مكتشف موهبتك؟
-المدرب الكبير حازم جسام هو من أكتشف موهبتي لكونه أول مدرب اشرف علي وتمكنت من خلاله الوصول والتدرج في عالم كرة القدم فقد منحني هذا المدرب الثقة العالية في النفس من خلال ارشاداته التربوية.
*هل تعتقد انك نلت استحقاقك الكافي من كرة القدم؟
-بالتأكيد نعم لكوني كسبت أهم شيء في الوجود هو محبة الجمهور الرياضي وهذا ما أراه حين اتجول في شوارع العراق وملاعبه واعتقد ان محبة الجمهور هو اثمن شيء في الوجود.
*من اقرب اللاعبين اليك؟
-اللاعب السابق والمدرب الحالي حبيب جعفر لكوننا دائما على تواصل وهو اقرب الناس الى قلبي.
*ما الشيء الذي ميز ليث حسين عن أبناء جيله؟
- الموهبة هي التي ميزتني عن أبناء جيلي الكبار فأنا أجيد اللعب بكلتا قدمي واتصف بمهارة اللاعب الهداف فضلا عن البنية الجسمانية واقصد بها اللياقة البدنية العالية ناهيك عن اجادة اللعب في كل المراكز وهذا ماجعل المدربين يستقطبون ليث حسين سواء في الاندية الرياضية أو المنتخبات الوطنية.
*أهم الاهداف التي تعتز بها؟
-الهدف الحاسم حين وقف منتخبنا الوطني على اعتاب الفوز بلقب دورة الخليج العربي التاسعة في السعودية عام 1988 امام البحرين فبعد تمريرة طويلة من الكابتن عدنان درجال الى منطقة جزاء الخصم تمكن foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? راضي من انزال الكرة برأسه وتمريرها لي فتمكنت من اخماد الكرة ومن ثم سددتها ارضية الى المرمى البحريني محرزاً الهدف الوحيد في المباراة ومنحت منتخبنا الوطني لقب بطولة الخليج الثالثة من خلال هذا الهدف.
*اين ليث حسين الآن؟
-أنا الآن موظف في وزارة الشباب والرياضة في دائرة التدريب البدني والرياضي.
*لماذا ابتعدت عن جانب التدريب؟
-المرحلة القادمة من حياتي ستكون إدارية لاتمكن من خدمة الكرة العراقية بصورة صحيحة واعتقد ان فرصتي قائمة بمجال التدريب لكنني افضل العمل الاداري.
*كيف تقيم منتخبنا العراقي من الناحية الفنية؟
-منتخبنا الحالي يضم أفضل العناصر من اللاعبين لكن هناك خللاً واضحاً في عدم الانسجام فيما بينهم وهذا يعود الى فترة الاعداد التي دائماً ماتكون قصيرة ولا تتناسب مع حجم البطولات وهذا ما لاحظناه في تصفيات كأس العالم وبطولة الخليج وبطولة القارات لذلك تترتب علينا النتائج السلبية التي لا تكون مفاجئة لكل المدربين أو أغلبهم الذين يقيمون العمل الفني فالمنتخب يتم تجميعه قبل أنطلاق البطولات بفترة قصيرة تكون أقصاها شهرين وهذا لا ينطبق مع معطيات الكرة من حيث المهارة والخطة.
*على من يقع هذا الخلل؟
-الخلل يقع على الاتحاد بالتأكيد لكونه غير ملم في جانب التخطيط بعيد الامد فنرى الاتحاد يتخبط دائما بقراراته من حيث أختيار المدرب الاجنبي الذي لا يعني شيئاً اذا ماقورن بالمدرب المحلي العراقي والجانب الاخر هو الاختلاف في تطبيق القرار الذي يصدر عن الاتحاد وخصوصاً بعد بطولة الخليج حيث نوه الاتحاد الى حل المنتخب الوطني واعتمد على اللاعبين الشباب وعلى المدرب راضي شنيشل ومع اقتراب البطولة الخاصة بكأس القارات انقلبت الموازين حيث وجدنا الاتحاد يعين مدرباً اجنبياً ويهمش المدرب راضي شنيشل ويعيد اللاعبين المحترفين الى صفوف المنتخب وأنا برأيي لا ضرر من إعادة المحترفين والمدرب الاجنبي لكن المشكلة تكمن في فترة اعداد المنتخب حيث تم التعاقد مع المدرب الصربي بورا على اساس بطولة القارات فقط ولم يخططوا الى المستقبل البعيد ناهيك عن عدم الاهتمام بمنتخبات الفئات العمرية التي تعد نواة واساس المنتخب الوطني التي باتت شخصيته غير مستقرة من ناحية الاداء الفني بدليل نزول منتخبنا في الترتيب الدولي في لائحة منتخبات العالم.
*كيف تقيم الدوري العراقي؟
-الدوري العراقي يتغير عن الاعوام التي تلت سقوط النظام بالشيء الكثير هذا من ناحية الاداء الفني فنجد هناك غياباً واضحاً للمسات الفنية داخل المستطيل الاخضر وربما هذا نابع من الطريقة العقيمة الخاصة في تنظيم الدوري فتجد اللاعب والمدرب ينصب تفكيرهما بالفوز فقط من أجل البقاء في صدارة المجموعة أو البقاء في الدوري الممتاز وهذا ما يؤدي الى غياب واضح للمسات الفنية وهناك مشكلة حقيقية ثانية وهي سوء الملاعب التي غالباً ما تكون فخاً للخصم.
*كلمة توجهها الى لاعبي المنتخب وعشاق كرة القدم؟
-يجب على كل لاعب يريد الوصول الى النجومية وكسب محبة الناس الابتعاد عن الغرور ويكون متواضعاً ويقدم كل مالديه داخل الملاعب وينسى الخلافات الشخصية ليتمكن من تقديم مستوى يتناسب مع امكانياته الحقيقية، وعلى كل لاعب الالتزام بأرشادات وكلام مدربه لان كل ما يصل أليه هو بفضل مدربه، أما الجماهير الرياضية فاقول لهم لن يبقى حال منتخبنا على ما هو عليه الان وستكون المرحلة القادمة نحو الافضل لكوننا نعلم بقدرة العراقي في اجتياز المحن والصعاب وهذه محنة ستزول باذن الله وترجع الكرة العراقية بهويتها المعروفة إلى المحافل الرياضية التي تشتاق للكرة العراقية بان تكون بافضل صورها ولا يسعني القول سوى لا يصح إلا الصحيح.

[نسيت انساك]

شكرا لك عزيزي على الخبر المميز