بات من الواضح أن نجد الحديث عن الديمقراطية و ممارستها في المجتمع العراقي..... و بطبيعه الحال هذه علامات واضحة جداً, وتدعونا للفرح. بالتأكيد هذا عامل نضج و انفتاح...
لكن اللذي نأسف له.. أن بعض هذه الممارسات تصب في خانة الغلو.. بها ..!!
وبالأخص لدى بعض الساسة .. حتى أنعكست هذه المغالات على المواطن البسيط الذي يعيش خارج الأطر السياسية... ان صح التعبير "الحزبية" ونحن أيضاً نعرف. أن لاهمَ لهذا المواطن البسيط غير كسب الرزق الحلال للعيش فوق الفقر بدرجة...!
لكنه بنفس الوقت يفكر بالتغير و بضماناته الحقوقيه للعيش أفضل ... و بشكل يؤمن له الأستمرار بالحياه... "بحبوبحه" و أبداء رأيه بكل شفافيه و علنية بدون خوف من المجهول .. !!
و بطبيعه الحال .. هذا الشيء لا يأتي من فراغ.. بل يأتي من خلال الطموح و الطموح المشروع تحت خيمة الديمقراطية التي أخذنا نعيشها الأن... وهذا بالتأكيد يفضي الى المستوى الجمالي للحياة...
ومن هذا المنطلق يجب أن يتعاون رجل السياسة مع المواطن البسيط, فعلى السياسي أن لا يضع شعاراته في أبراج عاجية, ويفهم أن المواطن العراقي البسيط يملك القدرة على التطور و التغير, وهذا مايجعله يختلف عن الشعوب الأخرى, فيجب أن يكون للسياسي قاعدة عريضة وشمولية مع المواطنين البسطاء, و عليه أن يتكلم, ويفعل... و يكون واضحاً تماماً... و البدء بمشروع التغير من حالة لا ديمقراطية الى حالة واعية من الديمقراطية.
وهنا على كل واحد منا ... أن يمسك العصا من الطرف ويغير ما في النفوس.. نعم أن يغير القبح اللذي كنا نعيشه في عهد النظام السابق...و يعكس هذا القبح الى حاله من الجمال.. جمال الديمقراطية ... التي نشدو لها. بدلالات علم الديمقراطية, وعليه يجب أن يفهم أن الديمقراطية سلاح ذو حدين... لأنها تتبلور في أحايين كثيره الى "داء" عند الغلو بها.....
و بنفس الوقت تكون الديمقراطية قيمة أخلاقية و أجتماعية عاليه بل " دواء" عند أعتدالها... بعيداً عن تطرف السياسي ...., فيجب أن نحقق الأعتدال في تنفيذ الديمقراطية و يكون هذا الأعتدال من صميم رجل السياسة قبل المواطن البسيط شريطة أن لا يختلف مع الخطاب السياسي الدستوري الجديد... و أن نفكر نحن العراقين في الأشياء التي تفضي الى الأبداع الذاتي .. ليكون هذا الخطاب الدستوري الديمقراطي.. من أجل البناء .. و ليس من أجل الهدم .. وهذا الفعل لا يتسنى لنا الأخذ به مالم نفكر بالحديث الشريف...
(مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد إذا أشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى) و علينا أن نشد هذا البنيان و نضع له أساساً متيناً قوياً بذاتية أجتماعية خالصة تشد بعضنا للبعض, و بالتالي تكون هذه البنية جسداً حياً مركباً للمجتمع في بنيه أجتماعية مشدوده و متماسكه من أجل العيش الكريم, بعيداً عن الترهلات و المسميات التي نسمع بها بين الحين و الأخر وهذه البنيه يجب أن تكون متبلورة و مشدودة بنظام أجتماعي بعيداً عن الأفكار و التنظمات الطائفيه الضيقة التي تفضي الى التصفيات المذهبية وهذا الفعل يتسنى لنا فعله .. بمد يدنا للأخر ...
وندعو الى المصالحة الحقيقية بتكوين حضاري شمولي تحت خيمة الديمقراطية... و نعيش عصر العلم ... و لا نسمح لأحد أن يفرض علينا أراء متخلفة ضيقة و لتكن أفكارنا متفتحة على كل النظريات و الاراء و المذاهب بواجدانية عاليه و دقة متناهية .. لنبني عراقاً جديداً .. يضاهي المجتمعات المتقدمة ...