+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: أبعاد الزيارة في الفكر والعقيدة

  1. #1
    فراتي برونزي قسورة is on a distinguished road الصورة الرمزية قسورة
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    335

    Sun أبعاد الزيارة في الفكر والعقيدة

    أبعاد الزيارة في الفكر والعقيدة
    اللهم صلي على محمد وال محمد
    السلام على الحسين
    السلام على المحسن المظلوم
    السلام على عبد الله الرضيع
    زيارة العتبات المقدسة

    ديهي أن الإنسان منذ أن سكن هذه الأرض وشق مسار حياته فيها اعتمد على أفكار أولية استقى علمها من المعلّم الخالق (جل وعلا) رغم أن هذه الأفكار كانت قليلة نسبياً.
    ثم شقت البشرية مسار حياتها نحو الرقي والتكامل مستفيدة من هذه الأفكار الأولية وممّا تراكم لديها من خزين تجريبي ولا زالت البشرية تقطع المنعطفات وتمر بأشواط الحياة المختلفة لتحقيق السعادة التي تصبو إليها ماثلة ببلوغ درجة الرقي والتكامل.
    والبشرية تدرك في كل الأحوال بواسطة بنيتها الوجودية أن القيمة الحقيقية تنصرف للأعمال وليس للفكر الخالي المجرّد، وهي تعلم أن ما يجذب القلوب ويأسرها هي آثار الأعمال وخواص الأفعال لا الأقوال المجردة.
    وخير دليل على هذه الدعوى أو الفرضية هو تعلق البشرية وارتباطها عملياً بآثار الأعمال وليس بصورها التخيلية الوهمية مهما بلغت هذه الصور من جمال.
    لذلك كان من المظاهر التي تجذب المجتمعات البشرية التي يتشكّل وجودها على أساس العلاقات الدينية أو غير الدينية، هم أولئك الرجال الذين يجسّد سلوكهم القدوة الحسنة وتختزل حياتهم المثل العليا التي يؤمن بها المجتمع سواء أكان المنهج السائد دينياً أم غير ديني.
    فأمثال هؤلاء الرجال هم الملاذ الذي يلجأ إليه الشعوب والحارس الذي تتجلى حيوية المنهج فيه فيلتفّ من حوله الناس.
    من هنا وجدنا تاريخ البشرية يسجّل لنا في جميع أشواطه حرصاً شديداً على الاحتفاء بالأسلاف وإبقاء أواصر الصلة نابضة معهم. وكان من صور هذا الحرص تشييد القبور وإقامة الأضرحة والمزارات على قبور الموتى لترمز الإنسانية بذلك إلى وسائل ارتباطها بالماضين، ولتبقي ذكراهم حية رغم غياب أجسادهم.
    وهذه الحالة تعبّر دون شك عن واحدة من أجدر أواصر الصلة بين الإنسانية في حاضرها ومستقبلها وبين أسلافها في الماضي.
    ومثل هذه السنن هي في طليعة العناصر التي لها أثر مهم في الحفاظ على نبض الحياة قائماً في الاتجاهات الدينية المختلفة وفي الآداب والمراسم الوطنية المتوارثة.
    وطالما كان الإسلام ديناً فطرياً يشيد دعائم وجوده على أساس طبيعة الخلقة والتكوين الإنساني، رأيناه يمضي هذه الوسيلة الفطرية القائمة منذ القدم ويؤيدها بتشريع أحكام دفن الأموات وبناء القبور؛ وأن يرعى احترام الميت كما يرعى احترام الحي.
    إن ما بين أيدينا من الروايات عن طريق العام والخاصة تؤكد أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يزور أهل القبور ويترحّم عليهم ويسلّم. وكذلك مضى على هذه السيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حيث كانوا يزورون المقابر ويذكرون أهلها.
    وقد ثبت أيضاً استحباب زيارة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (بالنسبة للشيعة وصل الأمر إلى حد التواتر القطعي) والحثّ على ذلك والترغيب به.
    إن الإنسان في وقوفه أمام مراقد أولياء الدين لا ينشد سوى الحق والحقيقة. ومثل هذه الوقفات تبعث أثراً روحياً عميقاً في النفوس، ويكون لها جذوات مؤثرة تشد الإنسان لجمال الحق وتجذبه إلى الحقيقة التي تتجلى أمامه في مظهر متكامل.
    ومن أدب الزيارة وفيض عطائها الاجتماعي أن تصهر الجميع في بوتقة واحدة حيث تتراص الصفوف من جميع فئات الناس وطبقاتهم فيقف الجميع، المرأة والرجل، والأبيض والأسود، والشريف والوضيع، والغني والفقير، والحاكم والمحكوم، في صف واحد مقابل الحق.
    أجل! ثمة طائفة من الناس تنسب زيارة أهل القبور وبالذات المشاهد المقدسة للنبي وأئمة أهل البيت وأولياء الدين، إلى الخرافة وتزعم أن الزائرين عبّاد قبور.
    ونحن لا نملك سوى أن نعذر هؤلاء. لأنهم لا يفقهون معنى الحياة ولم يدركوا منها سوى الجانب الشهوي المادي الذي يلوّث الفطرة ويأتي على أصالة الإنسان في فطرته وتكوينه الخلقي.
    هؤلاء لأنهم لم يعرفوا الحقيقة ولم ينفتحوا عليها فقد رموا الأمر بالأسطورة والخرافة.
    وثمة إلى جوار هؤلاء من عدّ زيارة قبور أئمة الهدى وتقبيل الأضرحة وجدران الحرم والتشفّع شركاً أو من الذنوب الكبيرة.
    وممّا يحتج به هؤلاء أن الله ذمّ قوماً وعدهم من المشركين لأنهم كانوا يعبدون الأصنام ويقولون عنها: (هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) وكانوا أحياناً يتشفّعون بالملائكة وببعض الجن والبشر.
    والخضوع لغير الله يستوجب الشرك لا فرق في أن يكون التوجه بالشفاعة إلى الملائكة والأنبياء والأئمة وغيرهم.
    إلا أن ظنّ هؤلاء خاطئ، فالله (سبحانه) لم يسمّ عبدة الأصنام ونسبهم إلى الشرك لأنهم تشفّعوا بالملائكة أو الكمّل من البشر، وليس ثمة ما يؤيد قولهم من القرآن مطلقاً. بل أن القرآن تحدّث صراحة في آيات كثيرة عن إمكان شفاعة الملائكة وأوليائه. يقول تعالى في الآية 26 من سورة النجم: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً) ثم يردف في الآية 27 من نفس السورة: (إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى).
    وإنما نسب القرآن عبدة الأصنام إلى الشرك لأنهم وإن كانوا يقولون بشفاعة الملائكة وإنهم وسائط خير، إلا أنهم أعرضوا عن الله عزّ اسمه، وأخذوا يعبدون هؤلاء من دون الله، ويخضعون لهم بمراسم العبودية من دونه سبحانه. أي أن هؤلاء اتخذوا آلهة لهم مقابل الله سبحانه فاستحقوا أن يصفهم القرآن بالشرك.
    أما زائرو قبور النبي وأولياء الدين وأئمة الإسلام فمع توقيرهم لأصحاب المراقد إلا أنهم لا يعبدون صاحب القبر، ولا يعدّونه إلهاً في مقابل الله جل اسمه. يقول تعالى: (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) سورة الزخرف: الآية 86.
    وما يبديه هؤلاء من آثار الاحترام والتوقير إنما هو تعظيم لشعائر الله. وما يظهر من آثار المودة من قبيل تقبيل الضريح وأجزاء المرقد الأخرى إنما هو من آثار المحبة. وإلا كيف يجعل القرآن مودة أهل بيت النبوة واحدة من الفرائض الدينية بنص القرن الكريم، يقول تعالى في ذلك: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ثم ينهى عن لوازم هذه المودة ويمنع من ظهورها؟
    أما إذا رأينا أحياناً البعض من عامة الناس وهم يطلبون الحاجة من أئمة الدين أو يتوسلون إليهم في شفاء مريض وغير ذلك، فإنك تسمع منهم ـ كما سمعنا مرّات ـ حين تعترض عليهم بأن قضاء الحاجات وشفاء المرضى بيد الله وحده وإن من تسأله هو عبد من عبيد الله، يقولون: إن الذي أعنيه أن يقوم هذا العبد الصالح بعرض حاجتي وطلب قضائها من الله أو ييسرها بإذنه سبحانه. وهذا الجواب كما هو واضح مبني على أساس التوحيد وليس الشرك.

    الزيارة في حديث رسول الله (صلى الله عليه واله) وأهل بيته (عليهم السلام)

    قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني. وقال أيضاً: من زارني بعد وفاتي كمن زارني في حياتي.

    والأحاديث في فضل زيارته (صلّى الله عليه وآله) وزيارة الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) من أهل بيته وحتى زيارة أهل البيت من غير الأئمة المعصومين كزيارة الشهداء فحمزة بن عبد المطلب عم النبي وردت أحاديث كثيرة تؤكد استحباب زيارته وأن من لم يزر حمزة فقد جفا رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
    وأما حول فضل زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد ورد في الحديث: إن الصلاة عند علي بمائة ألف. وفي فضل زيارة الحسين (عليه السلام) ورد من الأحاديث ما لا يحصى، ولعل الأحاديث التي وردت في فضل زيارته (عليه السلام) هي أعظم أحاديث وردت في فضل زيارة أحد على الإطلاق. وكذا وردت أحاديث في الحث على زيارة الإمامين الجوادين والإمام الرضا (عليه السلام).

    ما هو السر في الزيارة؟

    يقول القائل الجاهل: إن زيارة القبور تشبّه بالشرك، وإن التمسح بها شرك. ولذلك ترى أن من يحاول تقبيل ضريح النبي (صلّى الله عليه وآله) ينهره أولئك العتاة الذين يسمون أنفسهم الآمرين بالمعروف وهم في الواقع آمرين بالمنكر ناهين عن المعروف وهذه هي أفكار الفئة الضالة التي تدعي أن زيارة القبور بدعة. وتمادى أولئك الضالون المارقون حتى سموا خصومهم بالـ(قبوريين) وهم يسمون أنفسهم بـ(السلفيين).

    والقبوري بنظرهم هو من يزور القبور، ونحن حين نزور القبور نزور من في القبر لا التراب أو الحجر أو الطين، لعلمنا أن من في القبر حي يرزق. فإذا كان الإنسان مؤمناً بالغيب وليس جاهلياً بنظرته يعلم أن من يموت في سبيل الله حي يرزق. فقد قال عزّ من قائل: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) وقال أيضاً بأسلوب النهر: (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) إذن، من يتصوره الناس ميتاً، هو حي عند ربه يرزق.
    ونحن نقول لهؤلاء الضالين المنحرفين المارقين عن الهدى والإيمان، إذا كان النبي (صلّى الله عليه وآله) ـ الآن في قبره ـ فزيارته راجحة، وإن كان ميتاً كما تزعمون فزيارته عبث. إلا أننا نزعم ونقول ونثبت أنه ليس بميت والأدلة على ذلك كثيرة منها الصلاة التي يصليها أي مسلم مؤمناً كان أم منافقاً إذ لابدّ له فيها من أن يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. فإذا كان النبي ميتاً فلماذا تسلم عليه بقولك هذا.. أتسلم على إنسان ميت؟
    فسلامك عليه في صلاتك أينما صليت ـ وقد أمرنا الله أن نصلي ونسلم عليه في كل صلاة ـ دليل على أنه حي وأنه يسمع بإذن الله كل من يسلم عليه ويصلي عليه.
    وهو (صلى الله عليه وآله) لم يأمر المسلمين بتغيير صلاتهم بعد انتقاله إلى ربه بل قال (صلوا كما رأيتموني أصلي) وهذا دليل ناصع وواضح على أنه (صلّى الله عليه وآله) حي وأنه يسمع الكلام ويرد الجواب، وهكذا أهل البيت (عليهم السلام) بل كل من سار على هديهم فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون.
    والأحاديث تأمرنا بالزيارة لأنها ـ في حقيقتها ـ بيعة يبايعها الزائر للمزور، فأنت حين تزور النبي (صلّى الله عليه وآله) طائعاً مؤمناً بأنه رسول الله، فهذه بيعة منك وطاعة لله ورسوله وتجديد للعهد وتثبيت للإيمان، وهكذا هي زيارة أي إمام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بل كل صالح من المؤمنين وليس من صالح إلا في خط أهل البيت (عليهم السلام).
    تقوي الزيارة الإيمان وتجدد العهد به وتقرب الزائر من المزور. فحين تزور زينب (سلام الله عليها) وتبرأ من عدوها وتوالي وليها. ففي ذلك إثبات لإيمانك وتثبيت لقلبك وطاعة لله وتقرباً إليه. لذلك نرى أن الذين في قلوبهم مرض والذين طبع الله على قلوبهم بالنفاق يبتعدون عن الزيارة فترى قلوبهم منصرفة عنها يرون أن الزيارة شيء عديم التأثير في دينهم فلا يعيرونها أي أهمية. بينما هي في الحقيقة من أهم الأعمال التي يقوم بها الإنسان لتثبيت إيمانه وتقوية قلبه وتأكيد طاعته لله ولأولياء الله، فحين تزورهم فأنت متبع لهم، وإن زرتهم دعتك زيارتهم للتمثل بهم ومحاكاة سلوكهم وسلوك سبيلهم. والابتعاد عن سبيل أعدائهم الذين هم أعداء الله. فالزائر لمعاوية معتقداً بأن معاوية كان ـ والعياذ بالله ـ أمير المؤمنين، أليس عليه وزر هذه الزيارة؟
    والله تبارك وتعالى يقول: (ولا تصلّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره) هذا نهي عن أن تقوم على قبر المنافق لأنه تأييد للنفاق.. وهذا يعني أن مفهوم هذا الأمر أن نقوم على قبر المؤمن لأنها نافع لإيماننا ولأنه تأييد للإيمان، ووقوفنا على قبور الأولياء الصالحين من شيعة أهل البيت تثبيت لولائنا لأهل البيت وزيارتنا لسادتنا أهل البيت (عليهم السلام) هي من أفضل الطاعات وأعظمها. وقد ورد في فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) أحاديث لم ترد حتى في الحج المستحب. فزائر الحسين العارف بحقه له في كل خطوة حجة وعمرة.
    والمنافقون لا يحبون زيارة النبي وأهل بيته ولذلك وصفهم الله تعالى في القرآن بقوله: (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) فهذه الآية ليست محددة بزمن.. لأن آي القرآن لا تحد بزمن فإذا انقضى ذلك الزمن ماتت الآية إنما هي مستمرة ما دامت السماوات والأرضون، فكما كان هنالك من المنافقين من يقال لهم: (تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ..) أي تعالوا لزيارة رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون. هؤلاء موجودون في كل عصر وزمان أيضاً.. يمثلهم الآن كل عدو لأهل البيت (عليهم السلام).
    قد يسأل السائل: رسول الله نبي مرسل.. فهل زيارة أهل البيت كزيارته؟ الجواب نعم.. لأن الله تبارك وتعالى قال في كتابه العزيز (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) فمن زارهم فقد زار النبي (صلّى الله عليه وآله) ومن أعرض عنهم أعرض عنه فالنتيجة الزيارة عمل عبادي تربوي يربي فيه الإسلام المؤمنين المخلصين على الولاء لأولياء الله وأهل البيت والصالحين من عباد الله لكي يكون الزائر على هدي المزور.
    فأنت حين تخاطب الإمام: أشهد أنك قد أقمت الصلاة.. ألا يدعوك ذلك القول أن تقيم الصلاة اقتداءً به؟
    وتقول: وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين. وفي زيارة أمين الله تقول: السلام عليك يا أمين الله في أرضه وحجته على عباده.. إذن الزيارة تربية وأي تربية، لأنك تحب من تزوره فإن أحببته أحببت عمله وإن أحببت عمله حاولت أن تسير على هديه.
    انظروا إلى زيارات أهل البيت (عليهم السلام) فهذه زيارة عاشوراء التي يستحب أن يزار بها الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء بل في كل يوم كم فيها من العبر والدروس.. (اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد ومماتي ممات محمد وآل محمد.. اللهم اجعلني عندك وجيهاً بالحسين (عليه السلام) في الدنيا والآخرة).
    أذكر هنا في زيارة عاشوراء واقعة حدثت ورواها الشيخ عباس القمي في كتابه القيّم (مفاتيح الجنان) عن امرأة مؤمنة توفيت ودفنت في مقبرة دفن فيها من قبل شخص من الفساق فرأى أحد أصدقاء ذلك الفاسق ـ رآه في المنام ـ فسأله عن حالة فقال له: كنت معذباً من لحظة وفاتي إلى قبل ليلة واحدة حيث دفنت امرأة فزارها الإمام الحسين (عليه السلام) في قبرها ثلاث مرات في ليلة دفنها وفي الزيارة الثالثة إكراماً للحسين رفع الله العذاب عن جميع من كان في تلك المقبرة فسأله: من تلك المرأة؟ فقال له: إنها امرأة أشرف الحداد. فاستيقظ الرجل وذهب للسؤال عن ذلك الحداد فأرشد إليه فسأله: هل لك زوجة؟ فأجابه: بل كانت لي زوجة توفيت ودفنت البارحة في المقبرة الفلانية (حيث قبر صديقه). فسأله: ماذا كان عمل هذه المرأة العظيمة؟ قال له: لم يكن لها من عمل خاص، كانت امرأة تصلي وتصوم وكانت أخلاقها حسنة وهي قارئة للقرآن وتصلي المستحبات. فقال له: تذكر هل كان لها من عمل خاص؟ قال: نعم كانت في كل يوم تزور الحسين بزيارة عاشوراء. فقال له: نعم هذا ثواب زيارة عاشوراء.. فإن الإمام الحسين قد زارها في قبرها ورفع الله ببركته العذاب عن كل من كان في المقبرة.
    وفي واقعة أخرى حدثت حيث التقى أحد المؤمنين بالإمام الحجة (عليه السلام) فأمره الإمام أن يلتزم زيارة ثلاثة أشياء ويوصي المؤمن الالتزام بها وهي: زيارة عاشوراء وصلاة الليل والزيارة الجامعة الكبيرة.
    فهذه الزيارات هي باب من أبواب رحمة الله الواسعة وكنز من كنوز الدين ليغتنم المؤمنون هذه الكنوز ويزدادوا ـ بالزيارة ـ إيماناً ويستحب أن نزور أهل البيت (عليهم السلام) في كل وقت وبعد كل صلاة فأمير المؤمنين يقول: إذا أصبحت فاستعذ الله واذكر أسماءنا واحداً بعد واحد ليجيرك الله من شر ذلك اليوم.
    نسأل الله تعالى أن يرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم وأن يجعلنا معهم لا مع غيرهم
    اسالكم الدعاء اخوتي واخواتي الطيبين

  2. #2
    qeen ام فيصل is on a distinguished road الصورة الرمزية ام فيصل
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    51,391

    افتراضي رد: أبعاد الزيارة في الفكر والعقيدة

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


    قال جل من قال بسم الله الرحمن الرحيم (( وابتغوا اليه الوسيلة ))

    وليس لنا وسيلة نحن المذنبون للتقرب الى الله الا باهل بيت النبوة
    فوجوهنا سوداء - وذنوبنا كثيرة وهم عباد الله المكرمون الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا

    وسيقول قائل -- ان الله تعالى قد قال (( ادعوني استجب لكم )) وهذا صحيح اذا كان المؤمن متوجها لله قلبا وروحا ولكن مالمانع من وسيلة تقربنا اليه ولها عنده سبحانه وتعالى المقام العظيم - ولي مثال بسيط في هذا المضمار وهو

    عندما نريد قضاء حاجة من حوائج الدنيا وتتطلب منا زيارة امير او ملك او حتى رئيس دولة

    لقضاءها -- هل تذهب بمفردك وتدخل على هذا الملك وتطلب حاجتك ؟
    الا يوجد عند باب الملك او الأمير الحاجب والمدير والسكرتير وما الى ذلك من الافراد وعن طريقهم توصل طلبك الى صاحب السيادة ؟

    او انك تصطحب معك احد من وجهاء المدينه وكبراءها ليتوسط لك واكراما له قد يوافق الملك او الرئيس ؟


    فكيف بالملك الجبار عندما تطلب منه حاجتك وانت مسود الوجه من ذنوبك ومعاصيك وتأمل بقضاءها
    الا يحتاج ذلك الى ولي صالح او من له ماء وجه عند العزيز الجبار لتقضى مسألتك ؟


    نسأل الله تعالى أن يرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم وأن يجعلنا معهم لا مع غيرهم

    واعتذر عزيزي لهذه الإطالة في الرد ولكنه موضوع يستحق النقاش

    وليهدي الله من ضل الى سواء السبيل
    تحياتي لك ولقلمك وهذا الطرح المميز

    دمت بحفظ الله

  3. #3
    مشرف متفرغ رونق الحياة is on a distinguished road الصورة الرمزية رونق الحياة
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    المشاركات
    13,849

    افتراضي رد: أبعاد الزيارة في الفكر والعقيدة

    اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخي الكريم

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    أحسنتم كثيرا بارك الله تعالى بكم

  4. #4
    فراتي برونزي قسورة is on a distinguished road الصورة الرمزية قسورة
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    335

    افتراضي رد: أبعاد الزيارة في الفكر والعقيدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام فيصل مشاهدة المشاركة
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم


    قال جل من قال بسم الله الرحمن الرحيم (( وابتغوا اليه الوسيلة ))

    وليس لنا وسيلة نحن المذنبون للتقرب الى الله الا باهل بيت النبوة
    فوجوهنا سوداء - وذنوبنا كثيرة وهم عباد الله المكرمون الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا

    وسيقول قائل -- ان الله تعالى قد قال (( ادعوني استجب لكم )) وهذا صحيح اذا كان المؤمن متوجها لله قلبا وروحا ولكن مالمانع من وسيلة تقربنا اليه ولها عنده سبحانه وتعالى المقام العظيم - ولي مثال بسيط في هذا المضمار وهو

    عندما نريد قضاء حاجة من حوائج الدنيا وتتطلب منا زيارة امير او ملك او حتى رئيس دولة

    لقضاءها -- هل تذهب بمفردك وتدخل على هذا الملك وتطلب حاجتك ؟
    الا يوجد عند باب الملك او الأمير الحاجب والمدير والسكرتير وما الى ذلك من الافراد وعن طريقهم توصل طلبك الى صاحب السيادة ؟

    او انك تصطحب معك احد من وجهاء المدينه وكبراءها ليتوسط لك واكراما له قد يوافق الملك او الرئيس ؟


    فكيف بالملك الجبار عندما تطلب منه حاجتك وانت مسود الوجه من ذنوبك ومعاصيك وتأمل بقضاءها
    الا يحتاج ذلك الى ولي صالح او من له ماء وجه عند العزيز الجبار لتقضى مسألتك ؟


    نسأل الله تعالى أن يرزقنا في الدنيا زيارتهم وفي الآخرة شفاعتهم وأن يجعلنا معهم لا مع غيرهم

    واعتذر عزيزي لهذه الإطالة في الرد ولكنه موضوع يستحق النقاش

    وليهدي الله من ضل الى سواء السبيل
    تحياتي لك ولقلمك وهذا الطرح المميز

    دمت بحفظ الله

    اطلت فاحسنت فشكرنا لك للاطالة لفائدتها
    تحيات الاخوة الحقة التي لا تشوبها شائبة نبعثها لكم
    مكللة باريج الورد العطر بعطر الولاية

  5. #5
    فراتي برونزي قسورة is on a distinguished road الصورة الرمزية قسورة
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    335

    افتراضي رد: أبعاد الزيارة في الفكر والعقيدة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رونق الحياة مشاهدة المشاركة
    اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخي الكريم

    اللهم صل على محمد وآل محمد
    أحسنتم كثيرا بارك الله تعالى بكم
    وبك حبيبي الغالي مشكور لكم مروركم الطيب
    تحياتي لكم دوما وليس يوما

  6. #6
    فراتي ذهبي @عراقية@ is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    بغداد
    المشاركات
    1,435

    افتراضي رد: أبعاد الزيارة في الفكر والعقيدة

    (اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد ومماتي ممات محمد وآل محمد.. اللهم اجعلني عندك وجيهاً بالحسين (عليه السلام) في الدنيا والآخرة)
    باتت زيارة العتبات المقدسة والتشرف بالورود فيها جزء لا يتجزأ من عباداتنا وأصبحنا نربط زيارة أهل البيت عليهم صلوات ربي بكل تفاصيل حياتنا فبتنا نقصد أضرحتهم المطهرة لكل حاجة أو ملمة تعترينا وكيف لا وهم أبواب الله ووسيلتنا للتقرب الى الله جل وعلا..
    بورك موضوعك الطيب وبوركت يدك الكريمة أختي العزيزة قسورة جعله الله ذخرا لك يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ولك مني كل الود..

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك