شهادة بدون أخلاق
بدايةً أحب أن أذكر أحد التعريفات للأخلاق وهي: شكل من أشكال الوعي الإنساني يقوم على ضبط وتنظيم سلوك الإنسان في كافة مجالات الحياة الاجتماعية بدون استثناء في المنزل مع الأسرة وفي التعامل مع الناس، في العمل وفي السياسة، في العلم وفي الأمكنة العامة.
لذا كثير من الناس الذين يدعون بشهاداتهم وعلمهم الذي ربما يقول منهم لامثيل له وهذا شيء خاص لكل فرد ولكن هناك مهمات في حياتهم مع الآخرين يفقدونها مثل الأخلاق التي لايجعلون لها أي قيمة لأن البعض منهم يرى غيره بأنه أقل مستوى منه فيتعالى عليه بالغرور والكبرياء وهذا لاينفعه مع احترامي له.
ومن يملك شهادة أو علم ولايملك الأخلاق فلا فائدة منه ونهايته ليست ببعيدة لأنه مهما واصل في مشواره لن يصل إلى مايريد.
كثير ما أسمع من الناس إنهم يعانون من الإساءة في أعمالهم وعدم التعاون فيما بعضهم والسبب هو بعض الموظفين الذين يملكون شهادات والمتنصبين على الكراسي الدوارة وغيرها.
هؤلاء أناس يكثرون من الثرثرة ويرفعون أصواتهم غير متقبلين مايترتب عليهم من أنظمة منهم من يقول أنا (فلان بن فلان) ومنهم من يقول أنا زميلك ومنهم من يقول أنا عندي شهادة وكلهم للأسف يدعون بأنفسهم ولايملكون ذرة من الأخلاق.
فيا صاحب ماذكرته بالأعلى عليك بالآتي:
1/ أن تلزم حدودك وأن تتعامل مع من هم حولك بكل احترام.
2/ أن تتواضع وتجعل الأخلاق شعارك.
3/ أن تقدر العمل المناط لزملائك.
4/ أن تلتزم بالأنظمة الموجودة.
فماذكرته ليس إلا نقطة ماء في بحر ولا أعرف مالذي يدفع هؤلاء الأشخاص إلى هذه النمطية السيئة ؟! ولا أعرف هل لديهم إحساس بمايفعلونه؟ وكثيرة هي التساؤلات وأحب أن أختم الموضوع بحديث عَنْ جَابِرٍ بنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ:[ إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ, وَأَقرَبكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيامَةِ أحاسنكم أَخْلاقاً, وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِكُمْ إِليَّ, وَأَبعَدِكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ, الثرْثَارُونَ, وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ؟ قالوا : يا رسول الله قد علمنا (الثرثارُون والمتُشدقون) فَمَا المُتَفَيْهِقُونَ؟ قَالَ: المُتَكَبِّرُونَ].
] تحياتي لكم