السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
قبل مدة ألتقيت بسيدة من منطقتي وهي سعيدة بمبلغ من النقود قد وجدته في الشارع
فلما أستنكرت ذلك منها قالت لي أنها سمعت من وجد نقودا في الشارع فهي كما سمتها (لكية السلطان) وهي رزق من الله وحلال عليها وبعد مدة من النقاش الحمد لله أقنعتها بحرمة ذلك وظلت الحادثة في بالي، لا أعرف كيف تستنبط الأحكام في مجتمعات اليوم؟؟
لقد وجدت هذه القصة المروية عن الأمام الصادق عليه السلام في حادثة كهذه وجئتكم بها..
قالَ سَعِيدُ بْن عَمْرو الْجُعْفِيّ : خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ وَ أَنَا مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ حَالًا ، فَشَكَوْتُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [1] ( عليه السلام ) ، فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَجَدْتُ عَلَى بَابِهِ كِيساً فِيهِ سَبْعُمِائَةِ دِينَارٍ ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ مِنْ فَوْرِي ذَلِكَ فَأَخْبَرْتُهُ .
فَقَالَ : " يَا سَعِيدُ اتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ، وَ عَرِّفْهُ فِي الْمَشَاهِدِ " .
وَ كُنْتُ رَجَوْتُ أَنْ يُرَخِّصَ لِي فِيهِ ، فَخَرَجْتُ وَ أَنَا مُغْتَمٌّ ، فَأَتَيْتُ مِنًى وَ تَنَحَّيْتُ عَنِ النَّاسِ وَ تَقَصَّيْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَوْقُوفَةَ ، فَنَزَلْتُ فِي بَيْتٍ مُتَنَحِّياً عَنِ النَّاسِ .
ثُمَّ قُلْتُ : مَنْ يَعْرِفُ الْكِيسَ ؟
قَالَ : فَأَوَّلُ صَوْتٍ صَوَّتُّهُ ، فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى رَأْسِي يَقُولُ : أَنَا صَاحِبُ الْكِيسِ !
قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : أَنْتَ ، فَلَا كُنْتَ .
قُلْتُ : مَا عَلَامَةُ الْكِيسِ ؟
فَأَخْبَرَنِي بِعَلَامَتِهِ ، فَدَفَعْتُهُ إِلَيْهِ .
قَالَ : فَتَنَحَّى نَاحِيَةً فَعَدَّهَا ، فَإِذَا الدَّنَانِيرُ عَلَى حَالِهَا ، ثُمَّ عَدَّ مِنْهَا سَبْعِينَ دِينَاراً ، فَقَالَ خُذْهَا حَلَالًا خَيْرٌ مِنْ سَبْعِمِائَةٍ حَرَاماً ، فَأَخَذْتُهَا .
ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فَأَخْبَرْتُهُ كَيْفَ تَنَحَّيْتُ وَ كَيْفَ صَنَعْتُ .
فَقَالَ : " أَمَا إِنَّكَ حِينَ شَكَوْتَ إِلَيَّ أَمَرْنَا لَكَ بِثَلَاثِينَ دِينَاراً ، يَا جَارِيَةُ هَاتِيهَا " .
فَأَخَذْتُهَا وَ أَنَا مِنْ أَحْسَنِ قَوْمِي حَالًا [2] .
[1] أي الإمام جعفر بن محمد الصَّادق ( عليه السَّلام ) ، سادس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، المولود سنة : 83 و المستشهد سنة : 148 هجرية .
[2] الكافي : 5 / 138 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .


 
		
		 
			 
			 
			 
 
			
			
 
  أصبحت من أحسن القوم حالا..
 أصبحت من أحسن القوم حالا..
				 رد مع اقتباس
  رد مع اقتباس
