+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الصداقة المميته القاتله

العرض المتطور

  1. #1
    عضو مشارك ايفان is on a distinguished road الصورة الرمزية ايفان
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    ذي قار
    المشاركات
    257

    Icon6 الصداقة المميته القاتله

    من المعروف في علم النفس الباثولوجيا أن الفئات من نفس الأعمار ذات تأثير ضاغط على أفراد هذه الفئات وهذا يسمى بالإنكليزية Peer group pressure، حيث تكون القيم الاجتماعية لمثل هذه المجموعات متجانسة، وقيمة الذات عند كل فرد من هؤلاء الأفراد مستوحاة من الآخرين، وسرعان ما يتشكل العقل الجمعي عند هؤلاء؛ فنرى أن السلوكيات تبدو متجانسة، والإحساس بالكيان الواحد الجمعي ينفذ في التركيب الوجداني والمعرفي عند هؤلاء الأفراد.
    وإذا كان مثل هذا التجمع يضم أفراداً خارجين عن القيم والعادات الاجتماعية السائدة، نكون هنا أمام ظاهرة تجمع شاذ منحرف. ويتعزز السلوك الشاذ بفعل التعزيز المتبادل بين أفراده، وهذا ما نجده في عصابات السطو والإجرام وتجارة المخدرات والمدمنين على المخدرات، وأيضاً في الفئات الإرهابية بمفهومها الحالي السائد. لذلك يحذّر المربون وعلماء النفس من مخاطر الفئات الشاذة الضاغطة التي تفسد الشباب والمراهقين وتدعوهم إلى الانخراط فيها. أي الصحبة الفاسدة وبخاصة في سن المراهقة.
    وحسب الرواية الأميركية لأحداث 11 أيلول (سبتمبر): اثنان من العرب وهما نايف الحازمي ورفيقه سالم الحازمي. الأول يرتدي قميصاً أزرق والآخر قميصاً أبيضَ تسللا بوضح النهار عبر الأمن في مطار دالاس، وهما مسلحان بسكاكين مطبخية، ثم استخدما هذه السكاكين في اختطاف الطائرة التي ستطير بالخط فوق البنتاغون. وفي إسبانيا، دخل رجل إلى حافلة يلبس حزاماً متفجراً، وآخر أوقف بهدوء سيارته المحملة بالمتفجرات وأمونيوم النترات في اسطنبول.
    إن السؤال المطروح هو: ما هي أنواع هؤلاء الناس، أمثال من ذكرناهم، الذين يُقْدِمون على ارتكاب مثل هذه الفواجع الفظيعة، حيث في الغالب يقتلون ذواتهم في العمليات الانتحارية؟
    الجواب، حسبما قاله مارك ساجمان الطبيب البشري والأستاذ المساعد في علم النفس ويحمل الدكتوراه في علم النفس أيضاً من جامعة بنسلفانيا الذي قام بتحليل المعلومات البيوغرافية (السيرة الذاتية للشخص) لأكثر من 004 عضو في المجموعات الإرهابية الإسلامية، أن هذه العمليات التفجيرية الانتحارية ليست بفعل عمليات غسل دماغ هؤلاء وتبديل بُناهم المعرفية وأجهزة المعتقد من قبل رؤسائهم في التنظيمات، أي تقويم العقل ومنهجته بالمعلومات الدينية في سن مبكرة، كما يتم تقليل تلك السلوكيات الانتحارية من قبل وسائط الإعلام، والأهم أن هؤلاء غير مبالين، متبلدو العاطفة وفقراء، لا شيء يخسرونه إلا القليل من حياتهم الفقيرة البائسة، حسبما طرحه هذا العالم السيكولوجي في شهر حزيران عام 4002 في المؤتمر العالمي الذي انعقد في واشنطن العاصمة بمحاضرته تحت عنوان: “العيش مع التأثيرات الاجتماعية النفسية للإرهاب”. بل إن متوسط الأفراد من تنظيم القاعدة الإرهابيين هم متزوجون، ومعظمهم في أواخر العشرينيات من العمر ومن طبقة اجتماعية أعلى من المتوسط ومثقفون، وأن الكاميرات الأمنية في المطارات أبرزت صور اللذين قاما باختطاف الطائرة من مطار دالاس وضربت البنتاغون، وقد ظهرا في الصورة أدناه فردين نظاميين، على حد تحليل السيكولوجي ساجمان.
    (ما نعلمه ونفهمه من ذلك، أن هؤلاء هم أقل ما يُقْدمون عليه من أفعال مؤذية، إذ هم على المستوى الفردي أكثر ميلاً أن يقوموا بأعمال جماعية) هذا ما قاله ساجمان. وعندما نفهم ما الذي يجرهم «كشباب طيبين»، إلى الجماعات الإسلامية الإرهابية، فإن من شأن ذلك أن يساعد الحكومة الأمريكية على بناء سياسات تسد سيل التجنيدات القوية في هذه الجماعات وتفرعها من هؤلاء الشباب المضللين». وهذا ما قاله جيرولد بوست الطبيب البشري مدير البرنامج السيكولوجي السياسي في جامعة جورج واشنطن في المؤتمر الذي ذكرناه. وهذا المؤتمر كان برعاية كل من جامعة حيفا الإسرائيلية، وجامعة بنسلفانيا في أمريكا، ومن المحاضرين في هذا المؤتمر: السفير الكولومبي لويس ألبرمورينو، ومونيكا غابرييل التي مات زوجها في أحداث 11 أيلول.
    وأضاف جيرولد بوست قائلاً: وبشكل خاص، يتعين على الحكومة ألا تصدق معتقدات الإرهابيين بأن البلدان الغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا هما دولتان علمانيتان تمنعان المنطقة من أن تتحول إلى «مستنقع» للأصولية الإسلامية، وقال ساجمان «إن هؤلاء الأصوليين يؤمنون بعودة الحكم الديني الذي هو وحده الطريق للبلدان مثل العراق لإنجاز العظمة والازدهار. وهذه الفكرة، وليس القادة المركزيون، هي التي تحرك هؤلاء جميعاً».
    التنظيمات الاجتماعية
    يعيش الشباب العرب كمواطنين في البلدان كفرنسا التي تبدو بخاصة معرضة إلى الفكرة التي تقول أن الحكومات الأجنبية تمنع العالم العربي من الوصول إلى مجده الغابر، قال ذلك ساجمان الذي أظهر أبحاثه في موضوع “فهم شبكات الإرهاب” ونشرتها صحافة جامعة بنسلفانيا عام 4002.
    اكتشف ساجمان هذا النموذج من خلال بحثه الذي دام 02 سنة في تقارير الأخبار ونتائج التجارب، والتقارير الأكاديمية للمعلومات الخاصة بالسير الحياتية لأفراد كانوا ضالعين بما يسمى بالسلف الجهادي، وهي حركة أصولية إسلامية عنيفة حيث القاعدة جزء منها. ومن خلال تصالب المعلومات الشخصية المرجعية من هذه المصادر كسب ساجمان الاستبصار بالطرق النموذجية التي من خلالها أصبح هؤلاء الرجال منخرطين في سبب عنفهم.
    ومن بين هذه النتائج أن 07? من الإرهابيين الذين انتسبوا إلى السلفية الجهادية عاشوا مغتربين عن أوطانهم، فكانوا في الأصل يبحثون عن أعمال وتثقيف، ومعظمهم تعلموا وتثقفوا في بيئة علمانية غير دينية. وبينما كانوا يعيشون في الأراضي الأجنبية فقد ترددوا على المساجد وانتقلوا مع مسلمين آخرين مغتربين، وفي بعض الحالات أضحوا أصدقاء بسرعة مع أعضاء موجودين من الجهاد، حيث فيما بعد تم تجنيدهم.
    إن كامل عينة ساجمان 86? انخرطوا في الحركة الأصولية لأن أصدقاءهم سبق أن انخرطوا في تلك الحركة. أما الآخرون فأضحوا متآلفين مع الحركة من خلال عضو في الأسرة بحدود 02?. وهناك جزء انخرط في الجهاد بفعل قائد ديني، مثل الأندونيسي أبو بكر باسير، لذا قال ساجمان: لا توجد عملية غسل دماغ لهؤلاء، إذ إنهم ببساطة اكتسبوا معتقدات أصدقائهم.
    إن هذه الشبكة الاجتماعية تزود بالأرضية الأساسية لتنظيم الجهاد، على حد قول ساجمان. وهذا ما يضلل ضباط المخابرات في التمييز بين الأصدقاء القوّالين أو الأصدقاء الذين يخططون لهجوم انتحاري.
    «إن التنظيم السلفي غير الرسمي لا يشابه أي حملة ارهابية انتحارية أخرى. هذا ما قاله المحاضر في المؤتمر آمر بندا هزور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا، واختصاصي في التنظيمات الإرهابية الفلسطينية، وأضاف أن قيادة معروفة جيداً ومركزية وهي جماعة حماس مثلاً تشن حملات انتحارية بهدف تعطيل محادثات السلام أو لشد الانتباه نحوها والمباهاة بأعمالها واستدرار الأموال نحوها، وأن العمليات الانتحارية تحدث من خلال موجات نادراً ما تدوم أكثر من ثلاث سنوات وأن هناك من يعلن عن بدء مثل هذه العمليات وتاريخ إيقافها”.
    وقال ساجمان إلى المؤتمرين: «وبالمقارنة يعمل أنموذج القاعدة من خلال فئات صغيرة من الأصدقاء، يعدون خططهم بأنفسهم لعمليات انتحارية. ولا يوجد أحد في الجهاد السلفي لديه سلطة إيقاف الحملة الإرهابية لأن تنظيم الحركة يقوم على مجموعات محلية مستقلة بقادة محليين»
    الحلول الاجتماعية
    «إن الأقرب للجهاد السلفي الذي يأتي إلى القيادة المركزية ويكون قادراً على إيقاف الهجمات الإرهابية قد تم تدميره من قبل القوات الأمريكية مع حكومة طالبان عام 1002». هذا ما أفاد به ساجمان، إلا أن زمن الضربات العسكرية قد ولّى. الآن على الحكومات الغربية تبديل معتقدها بأنه يوجد أعداء للسلام والشرق الأوسط. وأن المهم، وهو محاربة الشبكات المرسخة بأفكار، يحتاج إلى حلول مرسخة الأفكار على حد قول ساجمان. وهذا يمكن تحقيقه بالعمل مع المنظمات الدينية المحلية والقادة الحكوميين لإدانة هذه الشبكات. ولأن منظمة الجهاديين السلفيين مؤلفة من مجموعة أصحاب، فإن عملاء الحكومة في مقدورهم تسويق النزاع والفرقة في صفوفهم من خلال الإعلان عن صفقات العفو (كما فعلت السعودية - المترجم) عن أولئك الذين ينفكون عن الحركة ويخرجون منها.
    هذا ما اقترحه العلّامة بوست في المؤتمر. ولعل الطريقة الأكثر قوة وفاعلية بالنسبة لأمريكا هي تخريب الغرور والعجب لهذه الحركة العالمية وذلك بالسعي في النجاح لبناء العراق بنجاح، لأن إيجاد بلد إسلامي مفتوح ونَزَّاع نحو الديموقراطية من شأنه تحسين الازدهار المأمول والممكن الوصول إليه بدون الأصولية وإظهار الولايات المتحدة الأمريكية أنها صديقة للعالم العربي.
    وإذا ما فشلت أمريكا بهذا الاتجاه، فإن أعداد المجندين في الحركة السلفية الجهادية ستتزايد كثيراً. وهذا ما ختم البروفيسور ساجمان به كلامه.

  2. #2
    ابوليلى المهلهل الزير سالم is on a distinguished road الصورة الرمزية الزير سالم
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    8,361

    افتراضي رد: الصداقة المميته القاتله

    شرح رائع ومفصل بطريقه ذكية

    معلومات في قمة الروعه


    ننظر المزيد من هذا العطاء

    تقبلوا تحياتي

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك