+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: المراه في الاسلام

  1. #1
    فراتي ابوايمن الانصاري is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    37

    Icon1 المراه في الاسلام

    بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ،
    وبعد:

    فقد كانت المرأة في عصر السلف بدءا من عصر النبي صلى الله عليه وسلم نموذجا فريدا في المجتمع ، فهي تعاون زوجها على متاعب الحياة ، وهي التي تحرض أولادها على الجهاد ، وهي التي تتفقه في الدين ،بل وصل بعضهن إلى مرتبة المشيخة في العلم ، فقد أخذ بعض العلماء عن بعض النساء الحديث والفقه وغيرهما من العلوم الشرعية .

    وقدكانت المرأة تأتي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسأله في أخص الشئون. حتى إن "عائشة"ـ رضى الله عنهاـ قالت: "رحم الله نساء الأنصار، لم يَمْنَعَهُنَّ الحَياء أن يَتَفَقَّهْن في الدين". حتى في علاقة الرجل بامرأته، وفى علاقة المرأة بزوجها، كانت تسأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ لأنه لا حياء في الدين، وكانت النساء حريصات على اتباع ما أمر الله، ولما نزل قوله ـ تعالى ـ: (وقُلْ للمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أبْصَارِهِنَّ ويَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ولَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلَّا مَا ظَهَرَ منها ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ علَى جُيُوبِهِنَّ) (النور: 31)، لما نزلت هذه الآية، قالت "عائشة" ـرضى الله عنهاـ: "ذهبتْ نِساءُ الأنصار كل واحدة تَبْحَثُ عن غِطاء عندها، وجِئْنَ إلى الصلاة، وقد وضعْنَ الأَغْطِية على رؤوسهِنَّ وتلَفَّعْنَ، وكأن على رُؤوسِهِنَّ الغِرْبَان".
    لم يَنْتَظِرْنَ لحظة واحدة، بل سارعْنَ إلى امتثال أمر الله ـ سبحانه وتعالىـ. وهكذا كان شأن المرأة مع ربها وأوامر دينها.
    أما زوجها فقد كانتْ نِعْمَ العَوْنِ له.
    المرأة تعين زوجها في العمل :
    ذات النِّطاقين "أسماء بنت أبي بكر"ـ رضي الله عنهماـ كانت تُعِينُ زوجها "الزبير بن العوام"، ابن عمةِ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحَوَارِيُّه، كانتْ له أرض على ثُلُثَي فرسخ من المدينة… أي: عِدَّة كيلو مترات، وكانت تذهب ماشية إلى هذه الأرض، وكانت له فرس فكانت تَدُقُّ لها النوى، ومرة عادَتْ فرآها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ماشية فأَرْدَفَها، فَحَكَتْ ذلك لـ"لزبير" فتَأَلَّم لما تُعانِيه من مَشَقَّة، ولكن هذا واجبها، تُساعِد زوجها. المُهِمُّ أن تكونَ مع زوجها وقتَ الشدة وساعة العُسْرة.
    كانت "فاطمة الزهراء" عليها السلام ـ بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيدة نساء العالمين ـ، تَكْنِس في بيتها، وتَعْجِن وتَطْبُخ وتَخْبِز، حيث لا يُوجَد خُبْز حاضر، كما هو الحال في زماننا، بل كانت المرأة تَطْحَن الشعير وتَعْجِنه.
    طَحَنَتْ "فاطمة"ـ رضي الله عنهاـ حتى مَجِلَتْ يداها وظَهَرَتْ فيها آثارُ هذا الطحن ـ تَقَرَّحَتْ وصار بين الجِلْد واللحم ماء ـ وكانت بعد الطحن تعجن وتخبز.
    وذهبت يومًا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تشكو إليه ما تُلاقي، وتَطْلُب خادمًا، وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: "فاطمة بضعة مني، يُرِيبُنِي ما رابَها"، فقال لها عندما اشتَكَتْ إليه: "ألا أَدُلُّكِ على خير من ذلك.. عندما تَنامِين تُسَبِّحين الله ثلاثًا وثلاثين، وتَحْمَدِينه ثلاثًا وثلاثين، وتُكَبِّرينه ثلاثًا وثلاثين، إن ذكر الله خير لك من الخادم". أي: أن ذِكْرَ الله يَمْنَحُك قوةً رُوحِيَّة تُعِينُك على أعباء الحياة، استعيني بالله عزَّ وجل.
    ساعدت زوجها "على بن أبى طالب"؛ عليه السلام لأن عليا لم يكن يَمْلِك في ذلك الوقت أن يأتي لها بخادم يساعدها، فكان لابد أن تُشاطِرَهُ أعباء الحياء، لابد أن تعيش الحياة بحُلْوِهَا ومَرِّها، ووردها وشَوْكها.
    هذا هو الإخلاص.. وهذا هو الوفاء.
    المرأة في عهد السلف كانت نِعْم العَوْن للزوج، بينما امرأة اليوم تريد نقودًا وثيابًا وحَلْيًا. وتُرِيد أن تكون في مَظْهَرِها أحسن من فُلانة وفلانة، وتُحَرِّض الرجل على أن يُوَفِّر المالَ عن أيِّ طريق كان، حلالًا أو حرامًا.. عزيزًا أو ذليلاً.
    المرأة في عصر السلف الصالح كانت تقول لزوجها إذا خرج للعمل أو للتجارة أو نحو ذلك: يا أبا فلان، إياك وكسب الحرام! فإننا نَصْبِر على الجُوع والطَّوَى، ولا نَصْبِر على النار، وغضب الجَبَّار! فلو كان الزوج رِخْو العُود، أو ضعيف الإرادة أمام الحرام، فإن هذه الكلمة من امرأته سَتَجْعَلُه يصحُو لنفسه وبيته، ويستيقظ ضميره، ويُحاسِب نفسه مرة ومرة قبل أن يرتكب حرامًا.

    المرأة والجهاد :

    وإذا ذهب الرجل إلى الجهاد، ماذا كان موقف زوجته منه؟ لم يكن موقفًا مُثَبِّطًا وإنما كانت تَحُثُّه على الجهاد. فلو قيل لها: ماذا تصنعين أنت وعيالك بلا زوجك؟ قالت لهم في إيمان الواثقة وثقة المؤمنة: إني عرفتُ زوجي أكَّالًا لا رَزَّاقًا، فإن ذهب الأكَّال فإن الرزاق باقٍ!
    نريد مسلمة الغد أن تكون صورة من هذه المسلمة. مُعِينة لزوجها على طاعة الله وأداء الواجبات. نريدها صالحة. وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة.
    نريدها أُمًّا صالحة تُحْسن تربية أولادها.. نريدها أن تُنَشِّئهم على مكارم الأخلاق، وعلى فضائل الإسلام، وعلى محبة عبادة الله وطاعة الله، وأن تُكَرِّهَهُم في معصية الله، وتُنَفِّرَهم من الرذائل، وتُرَغِّبَهم في الفضائل، وتُذَكِّرهم بالآخرة.
    هذه الأمُّ المسلمة عندما يدعو الداعي وينادى منادي الجهاد، وعندما يَدُقُّ ناقوس الخطر، وعندما يقول القائل: يا خيل الله اركبي، ويا كتائب الله سيري.. نَجِدُها تَدْفَع أبناءها لأداء الواجب، كما كانت الأم المسلمة من قبل، فالأم المسلمة كانتْ تَحُثُّ أبناءها على الجهاد.
    نريد أُمًّا كـ"الخنساء"... الخنساء هذه كانت لها حالتان: حالة قبل الإسلام، وحالة بعد الإسلام. قبل الإسلام مات أخوها "صخر" وكان أخاها من أبيها، فملأت الدنيا بكاءً وصُراخًا وعَويلًا، نَظَمتْ ديوان شعرٍ، كله بُكاء وعويل على "صخر"..
    ومما قالتْ في رثائه:
    يُذَكِّرُنِي طُلوعُ الشمسِ صَخرًا وأذْكُرُهُ لكلِّ غُروبِ شَمْسِ
    ولَوْلا كثرةُ الباكينَ حَوْلِي على إخوانِهِمْ لَقَتَلْتُ نَفْسي
    وما يَبْكِينَ مِثْلَ أخي ولكِنْ أُعَزِّي النفسَ عنه بالتَّأَسِّي
    وقصائدها مشهورة في رثاء أخيها، ولكنها بعد أن دخلت الإسلام، وخالَطَتْ بَشاشة الإيمان قلبها، غَيَّرها الإسلام، وأنشأها خلْقًا آخر، وصاغها من جديد، وأصبحتْ إنسانة أخرى، لها أهداف أخرى، ولها تفكير آخر.
    فعندما ذهب أبناؤها ليُقاتِلوا في معركة القادسية في عهد "عمر"ـ رضي الله عنه ـ، ظَلَّتْ تُعَلِّمَهم وتَنْصَحُهم وتَعِظُهم أن يُقْدِمُوا ولا يُحْجِموا، وأن يَثْبُتوا ولا يَتَرَدَّدُوا، وأن يَحْرِصُوا على الشهادة في سبيل الله. وأوْقدَتْ شُعلة الحماسة واليقين في صدورهم، ولهذا لما خاضوا المعركة ـ وكانوا أربعة فرسان ـ كان كل واحد يُذَكِّر أخاه كلما رأى منه بعض التكاسل فيقول له: أَنَسِيتَ وصية الأمِّ العجوز؟ فيُقْدِم غير هَيَّاب ولا وَجِل، وخاضوا المعركة بهذه الروح الإيمانية، وكان أن اختارهم الله جميعًا شهداء.
    أربعة قُتِلوا في سبيل الله.
    ونعَى الناعي الأبناء الأربعة. وجاء الخبر إلى الأم، فماذا صنعتْ؟
    هل لَطَمَتْ خدًّا أو شَقَّتْ جيبًا؟
    هل دَعَتْ بدَعْوَى الجاهلية؟ هل ضَعُفَتْ؟
    موت أربعة!!!
    هي أمٌّ، ولكن إيمانها كان أقوى من لَوْعَتِها، فقالت: الحمد لله الذي شَرَّفَنِي بقَتْلِهم في سبيله، وجعلهم شُفَعاء لي يوم القيامة. هذا ما قالته المرأة الأم!!
    كما نعرف موقف ذات النِّطاقين "أسماء" من ابنها "عبد الله بن الزبير"، حينما كان يُقاتِل بني أُمَيَّة على الخلافة.
    وحينما حُوصِر ولم يبقَ معه إلا أتباع قليلون، وجاء يَسْتَسْلِم، فقالتْ له الأم الصابرة الشجاعة: يا بُنَيَّ، إن كنتَ على الحق فلا تدعْ هؤلاء القوم يلعبون برأسك، فقال لها: يا أمِّ، إني أخشى إذا قُتِلْتُ أن يُمَثِّلوا بي، فقالتْ له: يا بُنَيَّ، إن الشاة لا يَضُرُّها سَلْخُها بعد ذَبْحِها!
    و"أم الفضل" ـ زوج العباس عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما قيل لها: إن ابنك فلانًا قُتِل في البلدة الفلانية، وابنك فلان مات في البلدة الفلانية، فقالت كلمة حكمة: "لقد باعَدَتْ بينهم الهِمَم! ولو كانوا ذَوِي هِمَمٍ مُنْحَطَّة لمَاتُوا حيثُ وُلِدوا".
    نريد أمَّ الغد أن تكون على هذا المستوى.
    نريد مسلمة الغد مسلمة فاقهة لدينها، عارفة بحياتها، غير معزولة عن الحياة وعن الدين.
    نريدها أن تعيش في عصرها، ولكن على ألا تَتَخَلَّى عن دينها.
    أنا مُوقِن بأنه لابدَّ أن يأتي هذا اليوم.. وهو قريب.. لتستعيد المسلمة الثقة بدينها، والثقة بشخصيتها، الثقة برسالتها، والثقة بتراثها، وتقول:
    أنا لستُ أوربية ولا أمريكية ولا روسية، إني مسلمة، ومعنى مسلمة، أي: من خير أمة أُخْرِجَتْ للناس.
    أنا قد رَضِيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبالقرآن كتابًا، وبمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ نبيًّا ورسولًا.
    لا بد أن أظل محتفظة بإسلامي وبقِيَمي الإسلامية، بشخصيتي الإسلامية، وبتقاليدي الإسلامية.
    لابد أن تعود إليها هذه الثقة، واحتفاظها بهذا لن يُحْرِمَها من الحياة إطلاقًا، لن يُحْرِمَها شيئًا من حقوق الحياة.

    المرأة والتعلم :

    لابد أن تَتَعَلَّم؛ لأن طلب العلم فريضة على المرأة، والذين فرضوا الجهل على المرأة في بعض الأوقات كانوا هم جُهَلاء، الجهل عمَّ الرجال والنساء جميعًا.
    أما الإسلام فهو يريد التَّعَلُّم لكلا الجِنْسَيْن.
    لقد كان من نساء المسلمين مَنْ يُفْتِي الرجال.
    نعرف أن الرجال كانوا يَذْهَبُون إلى أُمَّهَات المؤمنين كأمثال السيدة "عائشة" ـ رضى الله عنها ـ و"أم سلمة" ـ رضى الله عنها ـ؛ لِيَرْوُوا عنهنَّ الحديث ويَسْألوهُنَّ في كثير من أمور الإسلام، وكان كِبار الصحابة والتابعين يذهبون إلى السيدة "عائشة" ويسألونها، وكانت تَرُدُّ عليهم، وتَسْتَدِرك عليهم، وقد أُلِّفَ في هذا أكثر من كتاب.
    أَلَّف الإمام "الزركشي" كتابًا أسماه "الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة"، حيث كانت "عائشة" تَرُدُّ على الصحابة.. فلان مخطئ في كذا، وفلان في كذا.. بكل شجاعة وبكل قوة.
    وفي العصور الأخرى كانت النساء المسلمات لهن مجالس.
    كانت السيد "سكينة بنت الحسين"، على ابيها وعليها السلام يُرْحَل إليها، وكان لها مجلس علم. وقالوا: إن الإمام "الشافعي" ـ أحد الأئمة الأربعة ـ حضر مجلسها.
    كانت بعضهن تَرْوي الحديث، ويأتي الرجل لِيَرْوِي عنها قائلا:
    حَدَّثَتْنِي الشيخة الصالحة المُسْنِدة فلانة بنت فلان.
    الحافظ "ابن حجر العسقلاني" ـ أعظم شارح لـ"لبخاري"، وأمير المؤمنين في الحديث ـ يقول: إن من شيوخي فلانة بنت فلان.
    أحد أئمة المذهب الحنفي، ومن كِبار علمائه، كانت له بنت تُفْتِي كما يُفْتِي أبوها. ويَخْرُج الخَطُّ من بيت أبيها وعليه توقيع الأب.. وتوقيع البنت بأنها أَقَرَّتِ الفَتْوَى.
    وقد زَوَّجها لأحد تلاميذه، وهو أيضًا من كبار العلماء، وهو "علاء الدين الكاساني"، وكان يُسَمَّى: (مَلِك العلماء). ألَّفَ كتابًا في الفقه الحنفي، اسمه "بدائع الصنائع"، وهو عبارة عن تَوْسِعة لكتاب شيخه وأستاذه المُسَمَّى: "تُحْفَة الفُقَهاء"، ولذلك قال العلماء: شَرَح تُحْفَته وتَزَوَّج ابنتَه! وكانت الفتوى ـ أيضًاـ تخْرُج وعليها توقيع ابنته وتوقيع زوج ابنته.. البنت كانت تُفْتِي، كما يُفْتِي أبوها، كما كان يُفْتِي زوجها.
    وأيضا نجد أن "أبا حيان" كان له من شيوخه ثلاث نساء ذَكَرَهُنَّ، ونَوَّه بِهِنَّ.

    والله أعلم
    التعديل الأخير تم بواسطة عراقي هواي وميزة فينا الهوى ; 22-04-2009 الساعة 10:00 AM

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك