للشاعر عبدالرحمن حبنكة الميداني
إنّ فِي الخُفاشِ من اتْقانِ صُنْع ألف آيةْ
إنَّ جُنْحَيَهِ شِرَعاَنِ أُعِداً بِعِنَايةْ
جِذْعُهُ أطرافُهُ مُنْغَمِساتٌ بِعَبَاية
غَيْرَ إبهَاميهِ ظَلاً خَارِجَيْنِ لِلنِّهايةْ
هُوَ ذُو ضَرع وَلكنْ شَذَّ إذْ طَارَ لِغايةْ
وهوَ طَيْرٌ شذَّ لا يَحْتَاجُ مِنْ ريشٍ وِقَايَة
هَوَ طَيرُ اللَّيلِ جَوَّابُ الدَّياجِي بِرِعايَة
فَاتِحاً للصَّيْدِ ثَغراً مُتقِناً فَنَّ الرِّمَاية
وَهوَ إذ يُبصر قَد يُبصرُ مِن دُون الكِفاية
يَتَحدَّى كُلَّ دَيجُور إلى حَدِّ العَمَايَة
كَيفَ لاَ تَصْدِمُهُ الأشياءُ؟ مَا هذي الحِمايَة؟
إنَّهُ يَعطِفُ عَنْهَا بِعَجِيبٍ مِنْ دِرَاية
بَحَثُوا قَالُوا: هُو "الرَّادَارُ" يُعْطِيهِ الهِدَايَة
هُو بالصَّوتِ وَرَجع الصَّوتِ يفرِي بِعِنَايَة
تَفَكَّرتُ فِي أمْرهِ البَاهِرِ
فآمنْتُ بالخالقِ القَادرِ
خَفَافِيشُ فِيها لِمَن يَعْتَبِرْ
رَوَائِعُ آيَاتِ رَبِّ الْبَشَرْ
... فآمَنْتُ بِهْ