![]()
![]()
طوال حياتي الماضية وانا اسمع من البعض بأن البقاء للاقوى , وكنت ارفض هذه المقولة,
لقناعاتي بأن البقاء للأصلح . واصر بأن مصطلح البقاء للقوى يطبق في مجتمع الغابة ,
اي خاص بالوحوش . وفي الوقت الراهن , وبعد معاصرتي وصراعاتي في هذه الحياة ,
ومن خلال ما شاهدته وعشته , اراجع مواقفي .
لقد كان وما زال ..الشرير يعيش حياة ملئها الترف وغيرها من المرادفات , اذان يحقق كل ما يريده ,
وتدعمه قوته وجبروته وسلطته ,وكان يسير على منهج الهجوم افضل وسيلة للدفاع ,
اما الشخص المسالم , الذي يهوى الهدوء , ويعشق الراحة , ويمقت العنف والمشاحنات والمهاترات ,
ويتمنى تحقيق اموره بالود والانتظار الممل دون كلل , والذي تهضم حقوقه وهو ينتظر من الزمن
ان يرد له مظلمته , والذي يقبل ان تداس كرامته من اجل مبررات لا اصل لها من الصحة اللا في
اعماقه الطيبة ...هذا عيب ..وهذا لا يجوز ..ومرة يقول هونها لتهون .
هناك اضادات كثيرة بينهما , مع العلم بان المؤمن القوي خير واحب من المؤمن الضعيف
ولكن لو رددنا على انفسنا بقول الحكيم العليم : " ادفع بالتي هي احسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " صدق الله العظيم.
ولكن انا حديثي لن يقتصر على التكلم عن القوي والضعيف فحسب ,
فحديثي لو نظرنا اليه لنظرنا انه يمكن ان يتكلم عن حواء ايضاً ..ضد هذا العالم الكبير
بما فيه من جبروت ادم وغيرهم *.انا لا اعمم*
إن حواء التي لا طائل لها في الدنيا >>اذا كانت تحت ضغوطات الاخرين
تعشق السلام وتبتعد عن كل ما يؤذيها , وتصبح هي الملامة الوحيدة عما قد يحدث لها ,
لان حواء التي تنتظر قضيتها لتحل ودياً دون منازعات , لان الصلح خير.. تجدها تعيش سنوات وسنوات
بإنتظار الحلول الودية ويطول انتظارها دون طائل ...في حين انها صاحبة الحق ويمكن ان تأخذ مطالبها
بمنتهى السهولة وعن طريق القوة اذا لزم الامر , وعن طريق داؤها بالتي كانت هي الداء .
ولكن ربما لانها مسالمة فهي لا تحب الدخول في متاهات قد تكسب بعدها حقها ويخسر
فيها علاقتها حتى بعدوها ..
![]()
* اختي ككونك حواء ..هل ترضين ان يُهضم حقك ؟؟!!
* هل ترضين ان تكوني مسالمة لدرجة ان لا تستطيعي الوقوف امام العاصفة ؟؟!!
* وإن كانت اجابتك لا ..فما موقفك من اللواتي يقلن نعم ؟؟!!