نفى الفنان السوري عباس النوري في الحلقة الثانية من حواره مع برنامج "ساعة صفا" أمس - الأحد - كل ما نسبته الصحافة إليه من تصريحات معادية للدراما المصرية اتَّسم أغلبها بإثارة الجدل، مؤكداً أن هذه فبركة إعلامية، وأنه يكنّ كل التقدير والاحترام للفن المصري وتاريخه العريق.
وأَكَّد أن تصريحه بأن أداء الفنان يحيى الفخراني خافت في مسلسل "يتربى في عزو" كان المقصود منه أنه جاء أقل بكثير من قدراته التمثيلية الكبيرة، والتي يراها أنه استثمرها بشكل جيد في مسلسل "عباس الأبيض في اليوم الأسود"، واصفاً إيَّاه "مدرسة حقيقية في التمثيل".
وحول تصريحه "إذا كان الفن المصري قبلة الصلاة الوحيدة فأنا أول الكافرين" أشار إلى أنه قصد بهذا عدم إحتكار بلد عربي محدَّد للفنون وتنصيب نفسها عاصمةً لها، وأنه ليس على كل من يود العمل في الفن قصد مصر فقط.
وأعلن النوري مقاطعته للمهرجانات العربية؛ لاعتباره أن جميعها قائمة على الرياء والنفاق والرشاوى، وجوائزها ليست قائمة على تقييمات نقدية حقيقية، مشيداً في ذلك الإطار بموقع راديو وتلفزيون العرب الالكتروني artonline.tv من حيث موضوعيته في رصد آراء الجمهور بكل حيادية في جوائز مهرجان أوسكار art السنوي.
وكشف للمرة الأولى عن واقعة كانت من أسباب هجومه على المهرجانات العربية، هي قيام أحد المنتجين بالاتصال به في سوريا لإخباره بضرورة السفر لبلد معين رفض الإفصاح عنه من أجل تسلّم جائزة تمثيل عن أحد أدواره التلفزيونية، لكنه اعتذر له عن عدم الحضور لارتباطه بموعد تصوير، وأخبره بإرسال إليه زميلة فنانة لاستلام الجائزة بالإنابة عنه، وكانت المفاجأة أن الجائزة للموسيقى التصويرية للمسلسل.
وأشار النوري إلى أن "الاجتياح" والجزء الأول "حصن الشام" من أكثر المسلسلات التي أُرهق فيها، ورغم ذلك لم ينالا حقهما من العرض الجماهيري بشكلٍ كافِ، كما أوضح أن أبرز سمات العمل الفني الناجح تمتعه بأكبر قدر من المصداقية، لافتاً في هذا السياق إلى أن فشل الجزء الثالث من "باب الحارة" جاء بسبب تقديمه لنماذج غير مطابقة للواقع.
وتحدث عن انضمامه في سن المراهقة إلى حركة "فتح" التابعة للمقاومة الفلسطينية كمتطوع يقوم بإلصاق المنشورات العسكرية ليلاً في الفترة التي شهدت أحداث أيلول الأسود بأواخر الستينات من القرن الماضي، وإلقاء القبض عليه وإعادته إلى المنزل مع باقي زملاءه، ممَّا أعطى لديه انطباعاً داخلياً أن ثقافة الشعارات فاشلة ويجب عدم التأثر بها.
واختُتمت الحلقة الثانية من حوار ساعة صفا مع عباس النوري بإشارته إلى أن الدراما المصرية تعاني حالياً من معايير خاطئة، مثل ضياع الجزء الأكبر من ميزانية العمل على أجر بطله، وتدخله في اختيار المخرج، والمؤلف، وباقي الممثلين المشاركين معه.