قبل ان تغيب الشمس بين احضان زرقة موصلية تستوحش الصوت البعيد في المغارات التي تحيط بالمدينة كالاسوار ...كانها ملابس الحداد .
و ببطيء النهر توضئه بعد ان شق صدره الصيهود... ويتعالى صوت الله في المنائر في ظهيرة محرقة... وينفطر الشفق السماوي في حمرته الدموية...
وحين تتعب الخطى أرصفة المدينة ...والكادحين يرمقون (الهمرات) بنظراتهم التي تضيع في اسفلتها بينما الغربان تنعق في منائرها الحدباء......
كان بلال يهم صاعدا السلم الطيني في المأذنة ليصدح الاذان قبل موعده ويركع النبي والصحابة.
كانت الذئاب بانتظارهم في كوة سوداء في زقاق موحش في (الزنجيلي) بين ركام البيوت التي تناثرت بالامس طينها والاشلاء والدفاتر والمدى...
مااصعب الفراق حين لاتكمل الارض دورتها..ويجهض النخيل اعذاقه ويصبح عسل السوس بلا مذاق.
آه ياعراق .
وضاعت الوعود. ..واختلطت رؤوسهم بالزجاج والبارود والشظايا.
وشحت القبور... ومااكثر النذور.... والضحايا( يامصعب وياforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? وياايهاب وقيدار).
كان الفقراء بانتظاركم كي تمسحوا التراب عن روازين البيوت التي تناساها الزمان الجديد والساسة المتخمون النائمون في المدن الخضراء... بينما اغلق الجوع شبابيكهم والتصقت الاسمال بالجلد والعظام والوحشة واليباب... بينما الصغار يشاركون تهدج الجوع مع الارملة الحزينة التي اشعلت من دمعها الشموع منذ ان غاب زوجها في دربه اليومي قبل سنين .
والمذياع الحكومي يشنق الحقيقة في كل لحظة وتمطر الجرائد والمواقع بالاكاذيب والتظليل بينما الوطن الغريب المحاصر بالذئاب في الموصل يبحث عن قمر العيد في نافذة الطب العدلي منذ سنين بلا خلاص .
كانني اعيد اليوم نعيكم قبل الفطور... يامصعب وقبل ان يحصل الايتام على لعبة طالما انتظروها ورغيف يغص في الحلقوم.. وشربة ماء باردا... في هذا الهجير.
وترفض الشمس ان تغيب في المدينة بانتظار عودتكم ...وتفطر الموصل والشواف من جديد كانها تستعيد في هذه الظهيرة كل تلك المذابح والمجازر والمشانق المنصوبة في ساحاتها منذ دهور في لحظة اختطافكم وتنتزع كل اشجار الغابات اوراقها في الموصل الحدباء حين تذبحون. وابصر الحسين.
أبصر الحسين الشهيد موقنا كانه يركض نحوكم لاحتضانكم ويفتح المضيف في كربلاء للفطور ويصلي ابا ذر في الرؤوس المقطوعة والاجساد التي حفر فيها الرصاص جذورا وخلفه ثلاثمائة صحفي عراقي .
هل اكتب النعي في المساء ام في صحف الصباح ؟
ونحن كلنا نقف اليوم حاملين اقلامنا واوراقنا في الطابور بانتظار الرصاصة ياسيدي السلطان لاننا نقاتل الظلام... وسراق النفط والسلطة والدستور.
ونشعل الفوانيس في سراديبهم المظلمة نبطل سحرهم وكفرهم نسقط اصنامهم ونحمل القران والصحيفة ونكتب الحقيقة بوجه اخلاقية الطلقة والغدر ونحن مؤمنون بل نحن موقنون حتى الشهادة انهم سيهزمون لامحالة ... انهم سينهزمون لانهم افاقون
كمموا افواهنا بما لديكم من دناءة وخسة ...ومالديكم من سقوط.. وحراب.. واحتراف.. في الجريمة والسمل والتشويه...ومارسوا السلطة والغدر ضد كل من ينطق بالحقيقة حيثما يكون.
مااجمل الحقيقة قد نصحتنا ان نمقتها وراودتنا فما استطاعت لانها طريق الشعب للحقيقة.... لانها الرسالة والوضوء والصيام... وانتم وجميعا ايها الخوارج ستسقطون تحت اقدامنا لاننا الوطن ولاننا العراق تؤام الحقيقة ومصدر التشريع...
امن دمائنا ستفطرون وهؤلاء اليتامى لازالوا ينتظرون لاننا قلنا لهم ان (افطاركم علينا)؟!.