خبر مفرح من مدينة الصدر التي طالما ذكر اسمها باسماء المليشيات واعمال العنف. هذه المرة خبر لا ينتمي الى عمليات القتل والتفجير والترهيب، بل يرتقي الى تحسين ظروف اهالى المدينة الصابرة.
عودة الاستقرار والقانون الى العراق سيتيح لمدينة الصدر ان تزيل عن نفسها بؤس السنوات وان تخطو قفزة كبيرة نحوى تامين حياة انسانية لمليونين من ذوي الدخل المحدود الذين يسكنون فيها و يحرمون من ابسط حقوق البشر. اهلها الذين ومنذ سنوات يدفعون الثمن الغالي لشعارات طنانة ما اثمرت وما اطعمت وما اغنت عن جوع.
بدا العمل في خطة إعادة بناء مدينة الصدر، بتصميم عالمي مطابق للمواصفات الإنسانية والبيئية، وجعلها مدينة عصرية لجهة توافر الخدمات لسكانها. وسيجرى نقل المنطقة الصناعية في «كسرة وعطش» والمنطقة التجارية في "جميلة" المتاخمتين للمدينة، الى مواقع أخرى تتوافر فيها الحداثة والخدمات المختلفة.
لقد مضى اكثر من نصف قرن على بناء مدينة الصدر التي تحتوى حوالي ثمانون الف دار، مساحة الدار لا تتعدى 140 مترا تضيق بسكانها، ولم يتم توسيعها او تحسين الظروف الانسانية فيها منذ اجيال عديدة. هذا المشروع يهدف الى اضافة 5 ملايين وحدة سكنية لاسكان اهالي مدينة الصدر وتحسين ضروف معيشتهم وتطوير البنية التحتية والخدمات.
يبدو ان العديد من شركات الاستثمار مستعدة لمشاركة جهود الحكومة في هذا المشروع الذي ستبلغ تكلفته عشرة بلايين دولار تصرف على مدى عشرة سنوات.
ان توقف اعمال العنف سيتيح للعراق الانطلاق من مآسيه ليكون من افضل دول المنطقة.