السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة
يقول الإمام علي(رضي اللة عنة) ـ كما في نهج البلاغة ـ (فلا تكلموني بما تكلّم به الجبابرة، ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالاً في حق قيل لي، ولا التماس اعظام نفس، فانه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما عليه أثقل).
إن الإمام علي(رضي اللة عنة) لا يحتمل أن يصدر منه الخطا أو أن يغتر بما يقال له، لأنه كما قال رسول الله(صلي اللة علية وسلم) (علي مع الحق والحق مع علي)، ومن كان هذا شأنه يكون معصوماً إذ لا يعقل أن يكون الحق مع الخطأ، كما أنه(رضي اللة عنة وكرم اللة وجهة الشريف) منصوب من قبل الله عز وجل، ومن كان هذا شأنه يستمر على جادة الصواب قطعاً، ولكنه مع ذلك يرفض التعامل معه معاملة صنمية وكما يتعامل مع الجبابرة،
ً
لا شك أنّ كل مسلم يعتقد بأن الإسلام هو الطريقة التي ارتضاها الله عز وجل للبشرية منهجاً يحقق لها السعادة والرفاه (إن الدين عند الله الإسلام) آل عمران، ولا يقبل بأي دين أو طريقة أخرى بدلاً عنها (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران، ولأنه تعالى هو الخالق للإنسان ولكل ما يرتبط به - مادياً كان أم معنوياً ـ فإنه يعلم كل ما يصلحه ويفسده، ولذا جعل الطريقة المناسبة التي تلائم طبيعته وحياته، فأحلّ كل طيب يستلذه الناس وحرّم كل خبيث يستقبحونه (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) الأعراف، كما أنه حرم كل فاحشة والاثم والبغي والافتراء (إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير حق...) الأعراف.
وهذا التطابق بين أحكام الشريعة والطبيعة السليمة للبشر، دليل على اكملية الدين وواقعيته في معالجة ازمات الإنسان وحل مشاكله.
لكنا نرى أن بعض المنادين بهذا الشعار لا يعرفون الإسلام حق معرفته، أو يعرفون منه زاوية واحدة كما قال سبحانه (ومن الناس من يعبد الله على حرف) الحج، وعدم معرفتهم بسائر الزوايا يوجب تخبطهم في العمل مما يسبب اضطراب حياتهم وبالتالي اضطراب حياة الناس الذين يعملون من أجلهم، ومن الطبيعي أن يتجاوز الناس كل ما يسبب خللاً في حياتهم وأن يلتفتوا إلى مشاريع أو مناهج أخرى كي توصلهم إلى حياة مستقرة وأمن دائم.
والعصر الحاضر قد تجاوز حالة الشعارات التي لا تحتوي على حقائق واضحة في العديد من جوانبه، ولو انخدع الناس في فترة فإن الغطاء سرعان ما ينكشف ويبدأ التمرد والمخالفة، لأن الكذب حبله قصير وإن طال..
ولا شك بأن المسلمين يعتقدون بالقرآن الكريم وبالرسول(ص) وما جاء في الشريعة من أحكام وقواعد وآداب وسنن، وقد جرّبوا مختلف الأفكار والانظمة طيلة حوالي قرن من الزمن، وفي العقدين الأخيرين حصلت صحوة إسلامية تنادي بالرجوع إلى الإسلام وانه الحل،
المجتمع السليم يبتني على الثقة المتبادلة بين اعضائه، لأن الثقة هي الأساس التي ينطلق منها الإنسان في تعامله مع بني نوعه، ولولاها لما استقر حجر على حجر،
تقبلوا مني التحية