مع ارتفاع نسبة البطالة وتضارب الأرقام الحكومية حولها حيث بلغت في بعض الإحصائيات نسبة 9.5%على أقل تقدير , كذلك مع نقص التأهيل الذي يناط بالكليات المختلفة والذي من المفروض أن تقدمه للطلاب لتأهيلهم لسوق العمل الحديث الذي أخذ يعتمد التنافس منهجاً,لا يرى معظم شبابنا سوى الهجرة وسيلة لإيجاد فرصة العمل الموعودة ,ومن أكثر الشباب اهتماماً بهذا الموضوع طلاب السنوات الأخيرة وحديثو التخرج ((عكس السير)) التقت بعضاً منهم وسألتهم عن الموضوع .....
رأي عقلاني</STRONG>
ياسر خريج حديث من قسم الصحافة عبر عن رأيه فتحدث قائلاً : " أنا مع الهجرة شريطة أن تتوفر مقوماتها فعلى سبيل المثال مهنتي كصحفي تتطلب أن يكون لدي علاقات واسعة وخلفيات عن معظم المواضيع , وهذا ما ينفق عليه البعض سنوات طويلة ب! ينما حين أقرر السفر فأنني سأفترض أنني سأبدأ من الصفر في هذه الأمور التي تعتبر أساسية بالنسبة للعمل الصحفي .ويضيف ياسر : الخطأ أن يعتقد البعض بأن حل مشاكلهم العديدة ونمها البطالة في السفر أو الهجرة لأنهم في اغلب الأحيان سيصطدمون بواقع أليم يجعلهم يرجعون خطوات إلى الوراء بدلا من تقدمهم إلى الإمام .
تشاؤم أم ماذا ؟</STRONG>
ويضيف بشار العليوي طالب حقوق سنة رابعة قائلاً : " مع غلاء الأسعار وتكاليف المعيشة وزيادة متطلبات الحياة الأساسية والكمالية لم يعد أمام الشخص سوى الهجرة لمواجهة هذه الأمور . فمثلاً حين تريد أن تشتري منزلاً متوسط الثمن بملون أو مليوني ليرة طيف ستتمكن من تامين هذا المبلغ وأنت عاطل عن العمل أو تعمل براتب ضئيل لا يكفي للعاشر من كل شهر والبيت طبعاً شرطاً من شروط التقدم للزواج ,هذا بالإضافة إلى غلاء الأسعار المهر وشروط الفتاة العصرية التي تتطلب زوجاً يمتلك المفاتيح الأربعة : البيت والسيارة والشركة والخزينة " .
التجربة خير برهان</STRONG>
والتقينا الطالب محمد العبد الله. طالب إعلام سنة رابعة فقال: " على الشخص أن يجرب وبجدية أخذ فرصة في بلاده قبل أن يقدم على السفر ,حتى لو سنحت له الفرصة وقرر السفر فعلبه أن يكتسب بعض الخبرة من بلاده ليستفيد منها وكثير من الشباب الذي يهاجر من بلده ويعمل في مجالات بعيدة كل البعد عن هواياته ودراسته وحتى إذا كانت ضمن مجال عمله فانه غالباً ما يتعذب في الحصول على فرصة عمل مناسبة يطمح إليها فمثلاً في المجال المرئي أو المقروء أو المسموع بإخضاعك لدورة تدريبية وغالباً ما تكون اول نصيحة له ((أنسى كل ما تعلمته في الجامعة)) " .
يأس</STRONG>
وقال محمد حسن العبودي خريج معهد عالي لهندسة الكمبيوتر : " أنا مع الهجرة بشكل تام وخاصة الى الدول المتقدمة لأنهم يقدرون الكفاءات العلمية وأهميتها علماً أن بعض الكليات مثل الهندسات بكامل فروعها وبالأخص الكهربائية والالكترونية فيها الكثير من الابتكار وكما هو معروف إن الطالب عند التخرج يكون مندفعاً للابتكار والاختراع ولكن يجد الطريق مسدوداً أمامه وختم حسن قائلاً : حتى القطاع الخاص الذي يقال عنه أنه لا يقبل الواسطات أو المحسوبيات هو على العكس تماماً فقد مضى عليّ عامان منذ ان تخرجت ولليوم لم أحصل على عمل لا في القطاع العام أو الخاص " .
الهجرة ليست حاجة كمالية</STRONG>
ويعلق الطالب قتيبة شهاب سنة سادسة طب بشري قائلاً : " بالنسبة لطلاب الطب فإنهم يختلفون عن طلاب الكليات الباقية فإذا تخرجت من الجامعة وأردت أن تكمل الاختصاص فانك لن تستطيع أن تكمل المشوار ويرجع ذلك إلى العدد الكبير من الأطباء الذين يعودون من الخارج ويحملون شهادات اختصاص من جامعات أمريكية وأوروبية ولذلك فان الهجرة ضرورية وخصوصاً ان راتب الاختصاص لا يكفي ولهذا يقوم بعض طلاب السنوات الأخيرة بمراسلة إحدى جامعات أمريكا وأوربا لكي يكملوا الاختصاص ويعودوا بعدها بشيء مميز ومختلف وبعضهم الأخر لا يستطيعون تحمل مصاريف الدراسة في الخارج فيكملون الاختصاص في بلدهم وأضاف قتيبة إن الهجرة من اجل إكمال الاختصاص يظن ال! بعض انها كمالية ولكنها هي على العكس تماماً لأنها أصبحت حاجة ملحة لكي تبني اسماً بالدرجة الأولى ويدخل اسمك بقوة في ميدان العمل " .