الحسين(عليه السلام) وأصحابه

س/ وردة في زيارة عاشوراء المروية عن الأمام الباقر (عليه السلام) والموجودة في كتاب مفاتيح الجنان عبارة :
{السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين على أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين }
لماذا لم يذكر الإمام الباقر (عليه السلام) إخوان الحسين وهل منزلة أولاد وأصحاب الحسين أعلى من منزلة إخوان الحسين (عليه السلام ) نرجو الجواب على ذلك ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : المعصوم (عليه السلام) كلامه أو فعله أو إقراره أو سكوته حجة و ما يريده يقوله و ما لا يريده لا يقوله فهذا الكلام كان لإثبات مراد الإمام الباقر (عليه السلام) في عدم ذكر إخوان الحسين (عليه السلام)
ثانياً : ورد في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد ص131 في إن ذكر أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام ) وعددهم و أسمائهم ومختصر من أخبارهم :
فأولاد أمير المؤمنين صلوات الله عليهم سبعة وعشرين ولداً ذكراً وأنثى
الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى (أم كلثوم) أمهم فاطمة البتول..........
ومحمد المكنى أبا القاسم أمه خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية ....
وعمر ورقية كانا توأمين و أمهما أم حبيب بنت ربيعة ....
والعباس وجعفر و عثمان وعبد الله الشهداء مع أخيهم الحسين ابن علي (صلوات الله عليه وعليهم) بطف كربلاء و أمهم أم البنين بنت خزام.........
ومحمد الأصغر المكنى أبا بكر وعبد الله الشهيدان مع أخيهما الحسين (عليه السلام) بالطف وأمهما ليلى بنت مسعود الدرامية ...
ويحي أمه أسماء بنت عميس الخثعمية (رضي الله عنها) .....
فنستنتج مما سبق أن أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) الذين استشهدا مع الإمام الحسين (عليه السلام) هم:
(العباس وجعفر وعثمان وعبد الله ومحمد الأصغر (أبا بكر) وعبيد الله.....
وهذا جزء ، ليس من الصحيح على حساب جزء يتم شمول الكل ، فلو أراد الإمام الباقر (عليه السلام) ذكر هذا لقال (السلام على بعض إخوان الحسين).
وإنما عن الإمام الباقر (عليه السلام) وشمل أولاد الإمام علي (عليه السلام) بدرجهم من صنف أصحاب الإمام الحسين فالسلام عليهم وهنيئاً لهم هذه المنزلة....
ثالثاً: أما قضية أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) فأن ليس مطلق الأصحاب لوجود قرينة منفصلة تقيد الكلام بذكره (الذين بذلوا مهجهم دون الحسين) أي ليس كل أصحاب الحسين (عليه السلام) ولكن فقط الذين بذلوا مهجهم وبعض إخوانهم من الذين بذلوا مهجهم و كانوا أحبابا له..

رابعاً: ذكر سماحة السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) في كتاب أئمة أهل البيت(عليه السلام) ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية في مبحث التحول من أخلاقية الهزيمة إلى أخلاقية الإرادة.
فيبين السيد الصدر مواقف إخوان الأمام الحسين (عليه السلام) تجاه أخيهم الإمام الحسين (عليه السلام) فقد ذكر السيد الصدر (قدس سره) في صفحة 342:
.....أخلاقية الهزيمة هي هذه الأخلاقية التي انعكست في كلام أخو الحسين عمر الأطراف حينما قال للإمام الحسين (عليه السلام): إن تبايع يزيد خير لكَ من إن تقتل,من إن تموت.
... أخلاقية الهزيمة التي كان يواجهها الإمام الحسين (عليه السلام)
هي الأخلاق التي انعكست في كلام لمحمد بن الحنفية حيثما كان ينصح الإمام الحسين ويقول: له إن أخشى ما أخشى أن ترحل إلى مصر وبلدة من بلاد المسلمين فيختلف عليك المسلمون فبعض يقفون معك وبعض يقفون ضدك ويقع القتال بين أنصارك وأعدائك فتكون أضيع الناس دماً...
هذين موقفين لإخوة الإمام الحسين (عليه السلام) وهم الذين تعاملوا مع الإمام الحسين (عليه السلام) و تعاطفوا معه على أساس الأخوة النسبية وكذلك القائد السياسي ولم يتعاملوا معه على أساس انه معصوم مفترض الطاعة لا يفعل فعلاً إلا وكان مسدد من الله وهو عين الصواب فلو كانوا كذلك لم يعترضوا عليه بهذا القول في حين أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) حيث قال لهم الحسين (عليه السلام) اتخذوا من الليل جملاً فان القوم يطلبوني أبوا أن يتركوه وقاتلوا و قتلوا معه سلام الله تعالى عليهم.