يُعتبر الوزن الزائد مُشكلة بالنِّسبة إلى الراشدين، فكيف هي الحال عند الأولاد الّذين لا يستطيعون اتّباع حمية حقيقيّة أو القيام بالتّمارين؟ يُشكِّل هذا الموضوع حالياَ مشكلة بالنسبة إلى العائلات العربية التي تُحارب الحملات الإعلانية المروّجة للوجبات السريعة التي لا تكف عن إجتياح حياتهم اليومية.
أصبحت البدانة في مرحلة الطفولة مشكلة وطنيّة بحيث قام عدد كبير من الحكومات بنصّ قوانين لمكافحتها. فعلى سبيل المثال، وظّفت الحكومة الأُسترالية ملايين الدولارات في برنامج الوقاية من السُمنة. وفي الولايات المتحدة، يتلقّى الأهالي الّذين يعاني أولادهم مشكلة البدانة تحذيرات بهذا الشأن. أمّا في العالم العربي، فيُعتبر الولد السمين مدعاة فخر لتمتّعه بالصِّحة كون أهله يُطعمونه على مدار الساعة وبدون أيّ ضوابط.
وهناك أسباب عديدة أدّت إلى هذه النسبة العالية من الأطفال الربلاء في عالمنا العربي، نذكر منها: انضمام المزيد من النساء الى الطبقة العاملة. فبما أنَّهُ ليس لديهُنَّ الوقت للطبخ، يأخذن أولادهُنَّ إلى مطاعم الوجبات السريعة مرّات عديدة في الأُسبوع، علماَ بأنّ هذه المطاعم تحتوي على ملاعب وألعاب تسلية تُشكِل حافِزاَ مُهمًّا ومُشجّعاَ لاختيار مِثل هذه الأماكن لتناول الطعام. فتخيّل أنَّ وجبة الهمبرغر مع البطاطا المقليّة وشراب الصودا تحوي 1500 سُعرة حراريّة، 40% منها تتأتّى من الدهون بالإضافة إلى الكثير من الشُحوم الَّتي تتكون منها المنتوجات الّتي يتناولها الأولاد خلال النّهار من رقائق البطاطا إلى ألواح الشوكولا إلى الفطائر المُحلاّة: إنَّ أولادنا يتناولون أسوأ أنواع الطعام على الإطلاق، إذ يحصلون على أكثر ممّا يحتاجون إليه من دهون.
ثانياَ، يُمضي مُعظم الأولاد أوقاتهم إمّا في مُشاهدة التِّلفاز أوفي استعمال الكمبيوتر أو في ألعاب الفيديو, وبالتالي، فهم لا يقومون بأيّ مجهود أو تمرين حقيقي أو يمضون بعض الوقت في ممارسة رياضة المشي، وركوب الدرّاجة أو اللَّعب بالكرة. وهكذا، لا يحرقون الدُهون بل يكتسبون وزنًا زائدًا.
تُعتبر البدانة في مجتمعنا مُشكلة حقيقيّة ينبغي التغلُّب عليها. فلنحاول استبدال ألواح الشوكولا ورقائق البطاطا بالفواكه، واستبدال زيارة مطاعم الوجبات السريعة بالبحث عن بعض الوصفات السريعة إمّا من الكُتب أو عبر الإنترنت. فعندما تعود في المساء إلى منزلك، اصطحب أولادك في نزهة على الشّاطئ ، أو في الحديقة، أو في الحيّ، أو إلى الحديقة العامة حيث يكون بإمكانهم اللّعب مع أولاد آخرين أو قيادة درّاجاتهم. يمكن لبعض النشّاطات الصغيرة أن تأخُذ مكاناً في حياتك اليومية و تجلُب الصحة والرّاحة لك ولكامل عائلتك.