حوار إنّها تكنولوجيا غير مكلفة بالمقارنة مع الأجهزة الحالية في الأسواق و هي سهلة التشغيل أي تستطيع الأجهزة التواصل مع بعضها البعض بدون بذل المستخدم أي جهد، وكلّ ما عليك فعله هو الضغط على زرّ التشغيل وترك الباقي للبلوتوث ليتّصل بالجهاز المعني بالأمر، وذلك لتبادل الملفات بكافة أنواعها بين الأجهزة الالكترونية كالكومبيوتر و الهاتف النقال أو بين الهواتف النقالة المختلفة النوعيّة و الموديلات ووصل الأجهزة كالسماعة التي تعمل على البلوتوث بالهاتف.
تم تطوير تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي أو "البلوتوث" بواسطة مجموعة يطلق عليهم أسم Special Interest Group (GIS) في العام 1998 و هي شراكة بين شركات عدّة للهاتف النقال، حيث قامت بتطوير لوحة صغيرة تثبت في أجهزة الكمبيوتر والتلفونات وأجهزة التسلية الالكترونية لتدعم هذه الاجهزة تكنولوجيا البلوتوث التي يمكن الاستفادة من ميزاتها العديدة منها، مثلاً وجود أجهزة بدون أسلاك مما يجعل نقلها وترتيبها في البيت سهلاً و بدون تشابك للأسلاك و هي مفيدة خاصة من الناحية الجمالية؛ إلاّ أن التسمية تعود إلى ملك الدنمارك هارولد بلوتوث الذي وحد الدنمارك و النرويج رغم بعد المسافة بين الدولتين منذ قرابة الألف سنة.
أمّا الجوانب السلبيّة لهذه التقنية فلها أبعاد أخلاقية أكثر منها تكنولوجية، إذ أصبح البلوتوث يستخدم في العديد من الدول و خصوصاً المتشددة دينيّاً لأهداف "غير أخلاقيّة"، فهناك من يستعملها لتناقل الصور أو أفلام الفيديو الخلاعية أو تلك المتعلّقة بفضائح تمسّ فنانات صاعدات ليتمّ نشرها في المجتمع.
ففي السعودية مثلاً يستخدم البلوتوث للمعاكسات في الأسواق التجارية والمطاعم، وخاصة أنّه لا يعمل
على أرقام بل محيط مكاني قادر على رؤية كلّ الهواتف الموجودة في المدى التي تستعمل فيه نفس التقنية، في
حالة تشغيل الرسائل وإرسالها واستقبالها. و في مفارقة أخرى، وافق البرلمان البحريني على أوّل قانون من نوعه في منطقة الخليج، يجرّم إساءة استخدام تقنية البلوتوث في هواتف الجوال ببث مشاهد خلاعية أو لا حياء فيها، وتنص العقوبة بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وبغرامة لا تقل عن 100 دينار بحريني (266 دولارا أميركيا).
كما أن الطلاّب بدأوا بإستخدام البلوتوث كأداة للغش في قاعات الامتحانات في الجامعات و المدارس حيث يصوّر التلاميذ المعلومات على الهواتف النقالة ثم يتناقلونها في القاعات عبر البلوتوث و هي أحدث تقنيات الغش، فتم بذلك الإستغناء عن "الراشيتات" و الهمس و غيرها من الوسائل "البدائية" الأخرى.
ليس "البلوتوث" سوى وسيلة أو أداة لتسريع أو تسهيل نقل المعلومات التي نريدها و هو ليس المشكلة بل المشكلة تكمن في أنفسنا وفي ما تسجله كاميرا التصوير أو الفيديو وليس النقل عبر البلوتوث. لأنه لو لم يتم نقل المعلومات عبر البلوتوث فسيتمّ النقل بوسائل أخرى ومنها شبكة الإنترنت أو الأشعّة تحت الحمراء (infrared). فبعد استعمالنا لهذه التقنية، أصبح من الصعب الإستغناء عنها إلاّ أنّ معالجة السلبيات تكون عبر توعية الشباب لإستخداماتها.