اخوانى و اخواتى اعضاء منتدى الفرات العامره بالمحبه و الاقلام الناطقه بالتميز اسمحوا لى ان انقل لكم هذا المقال الذى يتكلم عن السعاده التى ننشدها و نبحث عنها و لكننا غالبا ما نشعر بالفشل هل لان السعاده و الشقاء شعور نصنعه بايدينا و هل نملك الاختيار بين السعاده و الشقاء ؟ لن اطيل عليكم و دعونا نقرأ معا
***
كثيرا ما نجد الناس يتساءلون أين يمكن لهم أن يجدوا السعادة؟ ويتوقعون أن يجدوا من يدلهم على مكان خاص تختبئ فيه تلك السعادة المنشودة ليقتنصوها. ولهؤلاء أقول إن السعادة قريبة من كل الناس وفي متناول أيديهم، لكن الغالبية منهم اعتادوا أن يبحثوا عنها فيما هو بعيد عنهم ويغفلوا عن القريب، هم اعتادوا أن ينظروا في كل اتجاه عدا الاتجاه الذي يقفون عنده، لذا تختفي السعادة عن ناظرهم فلا يرونها.
***
مثلاً في هذه اللحظات والقارئ مسترخ يقرأ هذا المقال و يقلب صفحات المنتدى و هو يعيش لحظات سعيدة متى أدرك أنه ينعم بنعمة البصر، والقدرة على القراءة، والعقل لفهم ما يقرأ، وأنه قادر على تحريك يديه اللتين يحرك بهما الماوس يقلب به الصفحات، ويمتلك ساعات فراغ يرتاح فيها وغير ذلك كثير من جمال اللحظة الذي يحمل سعادة للإنسان، لكن الانسان قد لا يرى ذلك ولا يستمتع به، لأنه يرى أموراً أخرى تشغله كالتفكير في أحداث ماض تعيس، أو في تأمل أيام مقبلة تلوح له كئيبة غير سارة حتى وإن كانت لا تزال في حكم الغيب، وهكذا ما بين الماضي التعيس والمستقبل المبهم تضيع متعة اللحظة الحاضرة ويذوب طعمها بلا مذاق مهما كانت حلاوتها .
***
تعاسة كثير من الناس تأتي من كونهم يقيسون السعادة بمقدار ما ينجزون أو ما يملكون وما يتحقق لهم من رغبات، فيظلون في ركض مستمر نحو بلوغ السعادة لكنهم لا يبلغونها، فالإنسان أهدافه كثيرة وطموحه لا يتوقف ورغباته لا تنتهي، وكلما حقق رغبة تولدت لديه رغبة أخرى تحل محلها، فيظل يقضي حياته في مطاردة الرغبات بغية الحصول على السعادة، إلا أن السعادة تظل نائية لا تأتي طالما أن الوسيلة إليها هي تحقيق الرغبات وبلوغ الأهداف، فالسعادة تكمن في أن يعيش الإنسان رحلة الحياة كما هي وأن يستمتع بحياته في لحظتها ووقتها الراهن.
***
السعادة شعور نحن نخلقه في داخلنا متى عرفنا كيف نستخرج من لحظتنا ما فيها من خير وجمال. وأذكر أني قرأت مرة ما كتبه أحد الباحثين عن السعادة، حيث يقول إنه كان في مساء أحد الأيام يعاني كعادته من ضيق شديد وغم يكاد يكتم أنفاسه، فهو واقع في شراك الفقر مكبل بالديون ومهدد بالسجن، يعيش عيشة مزرية في كوخ صغير يخر عليه المطر وتصفر فيه الريح وتسابقه إليه الحشرات والزواحف، خال من الكهرباء والماء النظيف، في ذلك المساء تلقى رسالة من صديق قديم تضمنت خبراً محزناً فقد أصيب صديقه في حادث سيارة وتم بتر ساقه من فوق الركبة
***
وعلى إثر قراءة هذا الخبر المحزن انتفض واقفاً وصار يجول في غرفته على قدميه شاعراً بالبهجة رغم حزنه على ما أصاب صديقه، لقد أدرك لحظتها قيمة ما يملك من نعمة، وحين أحضر السراج ليكتب رسالة مواساة لصديقه كانت المرة الأولى التي يشعر فيها بامتنان أنه يملك سراجاً وكيروسين كي يستطيع الكتابة بعد أن كان لا يشعر سوى بالتذمر لعدم وجود الكهرباء. هذا الرجل كان إلى ما قبل لحظات من تلقيه رسالة صديقه يعيش مشاعر تعاسة وضيق، ثم في لحظات تحولت تلك المشاعر إلى مشاعر بهجة وامتنان أضفت عليه الشعور بالسعادة، إن وضعه الفعلي لم يتغير لكن مشاعره هي التي تغيرت.
***
و هنا ينتهى المقال و لكنه لن يكتمل بدون كلماتكم و اضافاتكم و تعليقاتكم الرائعه و اسمحوا لى ان اتوجه اليكم بهذه التساؤلات
هل تتفقوا مع المقال ان السعاده و الشقاء شعور نصنعه بايدينا ؟؟
و هل ترى ان السعاده حاله تصالح بين شعورنا و بين الواقع الذى نعيشه ؟
ام ان السعاده كالسراب يسعد الظمئان لحظات و لكنه لا يرويه ؟
اتمنى لكم سعاده دائمه فى ظل مخافة الله
تقبلوا منى التحيه و التقدير
اميرة العاشقين
***