لا اعرف ما الذي سيقوله المدافعون عن "المقاومة الشريفة" و افعالها المجيدة و كيف سيبررون القتل الوحشي في سوق الغزل و سوق بغداد الجديدة يوم الجمعة؟ و لا اعرف كم مرة و مرة تم طرح هذا السؤال و لكن للاسف ما سمعنا له من جواب. هل ان الاطفال و الشباب و الشيوخ الذين ذبحوا و قطعوا اليوم و هم يتفرجون على عصافير صغيرة و اسماك ملونة و كلاب زينة هم هدف المقاومة؟ اذا كان الجواب نعم فليست هي اذن بالمقاومة حسب المفهوم الشائع لانهم اهل البلد و فقرائه و اذا كان الجواب لا فلماذا اذن استهدافهم؟
و هل بعد ما رايناه اليوم من سبيل الى الدفاع عن اولئك الذين ادمنوا استنشاق رائحة الموت و الاستماع الى موسيقى القتل الجماعي و الاقتيات على اللحم البشري المفروم و اشلاء الاطفال و شرب دمائهم الممزوجة بمياه احواض الاسماك في سوق الغزل ببغداد. هل من يقول ان المقاومة شريفة او نبيلة او وطنية؟
اهل مكة ادرى بشعابها و اهل بغداد ادرى بأن زوار سوق الغزل هم من بسطاء الناس الذين يهربون من ضوضاء الدنيا و تعاساتها الى حيوان اليف او عصفور او سمكة صغيرة يتحدثون اليها و يسمعون اصواتها فيترجموها الى اجوبة تريحهم و لو الى حين من قلق الحياة و صخبها و هم الذين يتحاشون السياسة و التحزب و المظاهرات و التجمع الوحيد الذي يرغبون ان يكونوا فيه هو يوم الجمعة في سوق الغزل. فلماذا يقتلون و لماذا يقطعون و تحرق اجسادهم و هل لا زالت تلك المقاومة "شريفة"؟
![]()
الصورة من موقع براثا نيوز