الاطفال الصغار يدغعون ثمن اخطاء الكبار
اطفال العراق يدفعون ثمن الحرب باهظا
الجيش الاميركى يرسل كلابا للتخفيف من معاناة جنوده
عواصم – العرب اونلاين – وكالات :اعلنت منظمة لمحاربين قدامى ان الجيش الاميركى سيرسل للمرة الاولى كلابا تم تدريبها للتخفيف من معاناة الجنود لمساعدتهم على معالجة الضغط العصبى والصدمات التى يمكن ان يتعرضوا لها.
وقالت منظمة "فيتدوغس" انها سلمت كلبين من نوع لابرادور اسمهما بو وبادج الى الوحدة الطبية الخامسة والثمانين للجيش ليتم ارسالهما فى نهاية الشهر الجارى الى الجنود الاميركيين فى العراق.
واكدت المنظمة فى بيان ان مهمتهما ستكون "التخفيف من حدة انفعالات" الجنود.
وقالت قائدة الوحدة الطبية الخامسة والثمانين الميجور ستيسى كاسويل ان "الكلاب كانوا دائما الابطال الصامتين لجهدنا فى الحرب. لكن بارسال كلاب علاجية الى العراق نقطع مرحلة اكبر".
واضافت ان "هذه الكلاب تشكل طريقة جدا لمكافحة الضغط العصبى ولمساعدة الجنود على العودة".
واثبتت دراسات فوائد الحيوانات الاليفة للصحة خصوصا لمعالجة التوتر والضغط العصبي.
وتستخدم كلاب للعلاج للاطفال والمسنين فى المستشفيات ودور المتقاعدين فى عدد من دول العالم.
تخيفض قوات
فى ذات السياق قال وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس الجمعة أنه ينبغى ان يكون بوسع الولايات المتحدة سحب خمسة ألوية مقاتلة من العراق بحلول منتصف 2008 لأن القوات حافظت على المكاسب الأمنية التى تحققت هذا العام.
وأعلنت عمليات السحب المخططة من 20 لواء مقاتلا فى سبتمبر/ أيلول بناء على توصيات من قائد القوات الأمريكية فى العراق الجنرال ديفيد بتريوس.
لكن سحب القوات يعتمد على قدرة القوات الأمريكية على الحفاظ على الحالة الامنية الافضل.
وقال جيتس للصحفيين "الوضع على الأرض فى اعتقادى يجعل من المرجح أن يتمكن الجنرال بيتريوس أن يقرر ويسحب أول خمسة "فرق ألوية مقاتلة" بحلول يوليو كما أشار فى سبتمبر."
ويغادر أول لواء العراق هذا الشهر.
وزادت وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" عدد قواتها فى العراق بنحو 30 ألفا هذا العام كجزء من حملة أمنية مشددة ادت الى تراجع العنف فى أنحاء البلاد.
ولدى الولايات المتحدة الآن فى العراق نحو 158 الف جندي.
وبمقتضى الخطة الحالية سيسحب البنتاجون خمسة ألوية بحلول يوليو/تموز مخفضا العدد بنحو 20 الف مقاتل إضافة إلى أفراد المساندة.
وقال جيتس إنه يأمل بسحب خمسة ألوية أخرى من العراق فى النصف الثانى من 2008.
وسيترك ذلك نحو عشرة ألوية مقاتلة أو نحو 100 ألف جندى فى العراق بنهاية إدارة بوش.
وقال جيتس "سيعتمد ذلك كليا على الظروف على الارض. نريد بوضوح أن نحافظ على المكاسب التى حققناها بالفعل."
وسيقدم قادة الجيش تقييمهم الرئيسى التالى عن حرب العراق بما فى ذلك تقييم لعمليات خفض القوات فى المستقبل فى مارس آذار.
وقال جيتس فى آخر إيجاز صحفى له هذا العام "كل هذا يعتمد على الظروف وسيعتمد كثيرا على ما يقدمه كبار قادة الجيش ومستشارى الرئيس من تحليلات وتوصيات فى مارس."
اطفال العراق
وفى سياق الحرب قال صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" الجمعة ان ما يقدر بنحو مليونى طفل فى العراق يواجهون اخطارا شديدة تتمثل فى سوء التغذية والامراض وعدم توافر المدارس لكن هناك ثمة فرصة لوصول المزيد من المساعدات اليهم فى عام 2008.
وقال الصندوق ان الاطفال العراقيين كثيرا ما تتقطع بهم السبل فى تبادل اطلاق النيران فى الصراع هذا العام كما ان المئات يفقدون ارواحهم او يتعرضون لاصابات بسبب العنف.
واضاف ان العائل الرئيسى لعائلات العديد منهم تعرض اما للخطف او القتل.
وقال روجر رايت الممثل الخاص لليونيسيف فى العراق فى بيان "اطفال العراق يدفعون ثمنا باهظا" وتابع "يجب ان نتحرك الان."
وقال اليونيسيف ان الظروف بدأت تسمح ببذل المزيد من الجهد الملموس لتقديم المساعدات رغم الصعوبات التى لا تزال ناجمة عن انعدام الامن والنزوح فى اجزاء من البلاد.
واضاف ان 28 فى المئة فقط من العراقيين فى سن السابعة عشرة ادوا امتحاناتهم النهائية هذا العام.
وذكر ان 25 الف طفل فى المتوسط اجبروا على الخروج من منازلهم كل شهر بسبب اعمال العنف او الترهيب هذا العام وتسعى عائلاتهم للحصول على مأوى فى مناطق اخرى بالعراق.
وقالت فيرونيك تافيو المتحدثة باسم اليونيسيف للصحفيين فى جنيف انه رغم الاحتياجات الماسة فى مجالات الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحى فان اليونيسيف لم يتلق سوى 40 مليون دولار من بين 144 مليون دولار طالب بها من اجل العراق هذا العام.
وساعدت الاموال العاملين فى قطاع الصحة بالعراق على تطعيم اكثر من اربعة ملايين طفل ضد مرض شلل الاطفال واكثر من ثلاثة ملايين طفل ضد الحصبة والتهاب الغدة النكافية والحصبة الالمانية. وحصل نحو 4.7 مليون تلميذ بالمدارس الابتدائية على دعم لتعليمهم من خلال مواد مدرسية او اعادة بناء مدارس وفصول جديدة.
وقال رايت "اطفال العراق هم الاساس لتعافى بلدهم... سنبقى مدينين لهم ببذل اقصى جهد فى عام 2008 وما بعده."
زيارة مفاجئة
من جانب اخر قام رئيس الوزراء الاسترالى الجديد كيفن رود الجمعة بزيارة مفاجئة لقوات بلاده فى العراق وتعهد بمواصلة تقديم العون فى مجال تدريب قوات الجيش والشرطة العراقية بعد سحب 550 فردا من القوات الاسترالية من العراق بحلول منتصف عام 2008 .
وكانت استراليا من اوائل الدول التى اسهمت بقوات فى الغزو الذى قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 الا ان رود الذى ازاح عن طريقه المحافظين بعد حكم استمر 11 عاما فى الانتخابات العامة التى جرت فى استراليا فى 24 نوفمبر تشرين الثانى الماضى قام بحملته الانتخابية بناء على وعود بسحب القوات الاسترالية من العراق.
وتتمركز القوات الاسترالية اساسا فى محافظة ذى قار بجنوب العراق الذى تقطنه اغلبية شيعية والذى ينعم بقدر من الامن حيث تشارك هذه القوات فى الحفاظ على الامن وتدريب القوات العراقية. ولاستراليا 1500 جندى فى العراق وحوله.
وبعد ان تفقد قوات بلاده فى ذى قار اجرى رود محادثات مع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى فى بغداد لبحث تعزيز التعاون الاقتصادى وتدريب قوات الامن العراقية.
وقال المالكى فى مؤتمر صحفى ان الجانبين العراقى والاسترالى اتفقا على زيادة حجم التجارة من خلال انشطة الاستيراد والتصدير كما اتفقا على ضرورة قيام الشركات الاسترالية بالاستثمار فى العراق فى قطاع النفط وما الى ذلك.
وقال رود إن ثمة خطة لتدريب ضباط الشرطة العراقية فى دول اخرى بالمنطقة فضلا عن توفير التدريب للقوات العراقية فى استراليا.
تحرص استراليا على استعادة دورها فى المنطقة كمورد رئيسى للقمح الى العراق وهو من كبار مستورى القمح فى العالم.
وكان العراق قد تحول العام الماضى الى شراء معظم احتياجاته من القمح من الولايات المتحدة.
كان العراق قد اتفق مع استراليا فى سبتمبر ايلول الماضى على استئناف مبيعات القمح فى منتصف عام 2008 بعد ايقاف التعامل مع مجلس القمح الاسترالى فى فبراير شباط عام 2006 .