+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: حين ما تصبح الضحيه متهمه

  1. #1
    نور على نور سواد الليل is on a distinguished road الصورة الرمزية سواد الليل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الدمام
    المشاركات
    583

    new حين ما تصبح الضحيه متهمه



    حينما تصبح الضحية متهمة!!!

    هذه قصة حقيقية حصلت هنا في فلسطين ، في مدينة خليل الرحمن , وتحديدا في البلدة القديمة من المدينة المنكوبة بأشرس واحقد المستوطنين الأكثر كرها للعرب , هذه البلدة المنسية إلا من رحمة الله، أبنيتها عبارة عن لوحة معمارية نادرة، بل هي اقرب الى تحفة فنية وتاريخية عز مثيلها في هذه البلاد، مدينة منسية من كل شيء، إلا من ويلات وعذابات الاحتلال البغيض, واعتداءات غلات المستوطنين, الأكثر عنصرية وشوفينية وتعصب,

    حاملين حقدهم الأعمى, لكل ما هو عربي في هذه البلاد .
    القصة المتكررة دوما، بدأت حينما كان احد المهندسين الفلسطينيين العاملين مع لجنة الاعمار في البلدة القديمة ،عائدا من عمله في ترميم البنايات الأثرية الآيلة للسقوط ، وللشوارع العتيقة هناك 0

    يقول هذا المهندس ، اعمل هنا منذ ثلاث سنوات، وأسافر يوميا ذهابا وإيابا في رحلة عذاب، تبدأ ولا تنتهي باعتداءات المستوطنين، وباستفزازات نقاط التفتيش، والحواجز العسكرية المبعثرة هنا وهناك،، في جميع إرجاء المدينة ،والتي تنغص على المواطنين صغارا وكبارا ادق تفاصيل حياتهم اليومية 0
    في احد الأيام بينما كنت عائدا من عملي بعد يوم عمل طويل ومرهق وشاق ،

    وفي الطريق وتحديدا على احد الحواجز العسكرية الإسرائيلية الثابتة ، أوقفني احد جنود ما يسمى بحرس الحدود الاحتلالي .....وهو في العشرينات من العمر، متوسط الطول ،ابيض البشرة نحيف ،ذو لحية سوداء خفيفة، طلب مني بطاقة هويتي الشخصية، وأمرني بالوقوف والانتظار بالقرب من الجدار المقابل لنقطة التفتيش ........كان يفصلني عنه حاجز بلاستيكي مقوى ملئ بالرمل الأصفر، انتظرت وانتظرت على أمل ان يعيد لي بطاقتي ويطلق سراحي، خاصة وان النهار بدا يختفي والشمس تقترب من الأفول، ولكن هيهات فلا حياة لمن تنادي،

    أنا انتظر وهو يلهو بالمارة تارة ،وبجهاز ألاسلكي والتلفون تارة أخرى، بدء صبري بالنفاذ رويدا رويدا، تشجعت وتوجهت نحوه طالبا منه وبكل أدب، أن يعيد لي بطاقتي، لكي يتسنى لي العودة الى منزلي قبل حلول الظلام، صاح بي ( تحزور بحزراه عربي ملخلاخ ) (ارجع إلى الوراء عربي وسخ) ، رجعت وتسمرت مكاني ولم أنبس ببنت شفه، لكنه لم يكتف بذلك وبدء بمسلسل استفزازي لا ينتهي ،وطلب مني عنوة بان اتقدم الى الامام وارجع إلى الخلف، وأتقلب ذات اليمين وذات الشمال، وكأنني في ساحة تدريب عسكري، شعرت كم هو قاصد اهانتي حتى اعماق جوارحي، ورغم ذلك امتثلت مكرها لكل أوامره ،

    لم يكتف بذلك، إذ فوجئت به وهو يمسك بياقة قميصي، ويشدني بكل ما أوتي به من قوة وعزم ، ودفعني باتجاه الحاجز البلاستيكي المقوى ، حيث أصبح صدري ملامس للحاجز، واخذ يضغط على صدري وراسي محاولا إركاعي على الأرض ، لم افهم لماذا يحمل كل هذا الحقد الأعمى والغل الدفين في صدره ، وهو يتلذذ بإهانتي، وبقيت هادئا محافظا على رباطه جأشي، ويبدو أن هذا ما استشاطه مني غضبا،لم أحاول أن أقاوم رغم إحساسي المرير بالإهانة، ورغم أنني كنت أتفجر ألما وغضبا وسخطا وحقدا ، ليس عليه فقط ،

    بل على ما اوصلتنا الايام إليه من حالة ذل ومهانة وتحقير ، على يد صعاليك هذا الزمان ، بعدما كنا نحن العرب ، نتربع عرش العالم قرونا وقرونا دون منازع، وها نحن اليوم نعيش زمن التخلف والموت والاندثار ، والغرق الحتمي في هاوية الحضيض ،ولا نملك من امرنا رشدا ، سألته لماذا تفعل بي ذلك ، فقط سالت ! حينها ثارت سورته وهاجمني كالثور الهائج ، بل اقل شانا ومكانة ، وبدا يشتمني ، ويلكمني , ويدفعني إلى الجدار، بكل ما أوتي من قوة حيوانية ,

    ارتطمت في الجدار وشج راسي ، ونزف دما بلل جزء من قميصي ,عندها تحول هذا الوحش (الادمي)الى مجرد جبان ليس الا ، وبدء يرتجف والخوف والارتباك يطاردانه ، وعلى الفور احضر لي بطاقتي وطلب مني المغادرة ....كان في المكان فريق من بعثة التواجد الدولي (TEMBORARY INTERNATIONAL BRESENCE IN HEBRON ) والمعروف بالأحرف المختصرة ( TIPH ), والذين اكتفوا بالتقاط بعض الصور لما يجري ! لم يقدم لي الجنود أية إسعافات أولية ، تقدم لي احد سكان الحي العرب عارضا عليّ المساعدة ، شكرته, وتوجهت إلى بوابة الحاجز , قاصدا مخفر الشرطة القريب من الحرم الإبراهيمي الشريف , والذي يبعد عن مكان النقطة العسكرية , مسافة لا تزيد عن خمسين مترا , لكن الجندي منعني , لكي لا اقدم شكوى ضده , غيرت مساري , والتففت مسافة طويلة , الى ان أفلحت اخيرا بالوصول الى مقصدي , لكن الشرطي المناوب رفض شكواي , وطلب مني الذهاب الى شرطة مستوطنة كريات أربعة ،

    تلك المستوطنة الجاثمة على صدر مدينة خليل الله إبراهيم عليه السلام ، والتي يقطنها غلاة المستوطنين المافونين الأكثر كرها للعرب ، ومنها خرج علينا احد أنبياء بني إسرائيل الجدد ،ألا وهو المجرم سيء الصيت والسمعة (باروخ جولد شتاين ) ، مرتكب أبشع مجزرة في التاريخ المعاصر، ضد المصلين السجد الركع في صلاة الفجر، داخل الحرم الإبراهيمي الشريف ، والمفارقة أن جولد شتاين هو طبيب من مدينة نيويورك (الأمريكية ) ، ومن المفروض أن يعالج مرضى الإنسانية ، وليس قتل الروح التي حرم الله قتلها الا بالحق ، (فالداخل منا الى هذه المستعمرة مفقود والخارج منها مولود ) ،

    لكني اصريت على تقديم الشكوى ، ووصلت إلى هناك بعد عناء ، وطلبت مقابلة الضابط المسئول ، قابلني بعد طول انتظار ، كان الضابط المناوب ( عربيا ) درزيا ، قصير القامة ابيض ، في الأربعينيات من العمر ، همست إلى نفسي انه عربي ، ولا بد ان تحن القشرة الى العود ، تونست به ، طلب مني ان أقص له القصة ، وبعدها اصطحبني الى مكان الحاجز العسكري ،وهناك طلب مني التعرف على الجندي المعتدي ، أشرت إليه ، كانا اثنان ، تحدث إليهما بنبرة عنيفة ،

    كان الجندي وزميله مرتبكين ، استمر الحديث هنيهة ، أحسست أن الضابط كان متعاطفا معي ، فتجرأت وأخبرته بان هناك شهود عيان ، هم أصحاب محلات تجارية شاهدوا ما حدث لي بام أعينهم، وبالفعل قام الضابط بالاستماع إليهم ،لم يكتب الضابط او يسجل أي كلمة من اقوال الجنود او الشهود ، فتقدمت إليه طالبا تقديم شكوى رسمية ضد هؤلاء الجنود ، سألني إذا ما كنت مصرا على ذلك ، فأجبت بنعم، هنا بدأت ملامح وجهه تتغير، نظر إليّ نظرة استعلائية

    وقال: أنت موقوف على ذمة التحقيق، وعلى الفور نقلت الى مركز شرطة مستوطنة كريات أربع ، حينما وصلت إلى هناك , كان في انتظاري في ساحة المخفر العديد من جنود حرس الحدود ، كانوا كما يبدو يحضرون الى حفل استقبال من نوع آخر, ربما يليق في نظرهم بعربي (وسخ ومشاكس ) مثلي , وبدءوا على الفور إمطاري بأبشع كلمات التهديد والوعيد والشتائم , بحجة اعتدائي على زميلهم الموقر جندي حرس الحدود , ومن يجرؤ منا نحن الفلسطينيون على رد كلمة واحدة لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو (قوات حرس الحدود) ؟؟؟0

    بعد هنيهة , احضر الجنديان ودخلنا ثلاثتنا الى غرفة التحقيق , وسردا قصة ملفقة مفادها انني رفضت الامتثال الى الاوامر العسكرية , وحاولا الإمساك بي، وان إصابتي نتيجة لمحاولتي الهرب ، ويجب عليّ أن اشكرهم وforaten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? الله ليل نهار لعدم تعرضي لإطلاق النار!!!. فندت للمحقق ما لفقه الجنديان ، ولكن بدون جدوى , بعدها خيرني المحقق بين الاعتقال او دفع كفالة مالية بمقدار 2500 شيكل , قلت : أنا المشتكي أنا الضحية لست متهما أو معتديا ,

    قال : ليس لك خيار اخر , اما الاعتقال , وإما دفع الكفالة, وحدد موعدا لجلسة المحكمة في محكمة عوفر العسكرية , همست في نفسي هذا هو الزمن الهلامي الردئ !!!. سألملم ما تبقى لي من كرامة !!!, وسأظل عصيا على الانكسار او الاندثار , في انتظار غد أفضل وأجمل, ينتشلنا من حضيض الذل والهوان والمهانة 0



  2. #2
    فراتي فضي ليالي العراق is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    614

    318 مشاركة: حين ما تصبح الضحيه متهمه

    مشكوووووورة قصة مؤلمة وان شالله ياخذون جزائهم
    تحياتي

  3. #3
    فراتي مهم جدا ارشيف الفرات will become famous soon enough
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    13,849

    افتراضي مشاركة: حين ما تصبح الضحيه متهمه

    مشكوووووووووووووره على القصه المؤثره سلمت اناملك

    تحياتي

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك