ياأُمّـــةاقـــرأ
بيننا وبينالكتاب عقدة نفسية، ونحن أمة اقرأ، ولكن ثقلت علينا المعرفة، وخف علينا القيلوالقال، ولو سألت أكثر الشباب: ماذا قرأت اليوم؟ وكم صفحة طالعت؟ لوجدت الجواب: صفرمكعَّب
*******
إذا ركبت مع أوربي وجدته خانساً منغمساًيقرأ في كتاب، وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي، أو كالعاشق الهاوي،يتعرف على الركاب، ويُثرثر مع الأصحاب والأحباب
نحن شعب يأكل كلماوصلت اليه يداه
سل الصحون التباسي عن معالينا
واستشهدالبَيْضَ هل خاب الرجا فينا
كم كبسة شـهدت أنا جحافلهـا
وكـم خـروفٍ نـهشناهبـأيدينا
*******
يحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية علىالقراءة، لأنهم وزّعوا الأوقات على السمر مع الشاشات، أو متابعة آخرالموضوعات
الإنسان بلا قراءة قزم صغير، والأمة بلا كتاب قطيع هائم، طالعت سِيَرالعظماء العباقرة فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف وهيامهم بالمعرفةوعشقهم للعلم، حتى مات الجاحظ تحت كتبه، وتوفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً،وكان أبو الوفاء ابن عقيل يقرأ وهو يمشي، وقال ابن الجوزي: قرأت في شبابي عشرين ألفمجلده، وقال المتنبي
وخير جليس في الزمان كتاب
*******
سألت شباباًعن مؤلفي كتب مشهورة فجاءت الإجابات مضحكة، قال صاحب كتاب فن الخطابة: العظمة هيقراءة الكتب بفهم، وقال الروائي الروسي الشهير تيولوستي: قراءة الكتب تداوي جراحاتالزمن، وقال الطنطاوي: أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسيبها
جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ
بعدَالمماتِ جمالُ الكتبِ والسيَرِ
صح النوم يا شباب فقد انقضى العمر،وتصرّمت الساعات، وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلانوعلاّن
*******
استيقظوا يا أصحاب الهمم الهوامد،والعزائم الخوامد، والذهن الجامد، والضمير الراقد
وَلَو نارنفخت بِها أَضاءَت
وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ
قاتل الله التسويفوالإرجاف، وسحقاً لمن زرع شجرة: ليت لتثمر له: سوف، وتخرج له: لعلَّ.. ليذوقالندامة
وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُعُمرَهُ
حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ
حيّا الله الهمم الشماء،والعزيمة القعساء، التي جعلت foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? بن حنبل يطوف الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث فيالمسند، وابن حجر يؤلّف فتح الباري ثلاثين مجلداً، وابن عقيل الحنبلي يؤلف كتابالفنون سبعمائة مجلد، وابن خلدون يسجّل اسمه في عواصم الدنيا، وابن رشد يجمعالمعارف الإنسانية
لولا لطائف صنع الله ما نبتتْ
تلكالمكارم في لحمٍ ولا عصبِ
*******
وددتُ أنَّ لنا يوماً فيالأسبوع يخصص للقراءة، ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرّة النافعة عشر صفحات كليوم تُقرأ بفهم من كتاب مفيد لنحصد في الشهر كتاباً وفي السنة اثني عشر كتاباً،ولتكن قراءة منوّعة في ما ينفع لتتضح أمامنا أبواب المعرفة وتتسع آفاقنا، وتُنارعقولنا
فيا أمة اقرأ هيا إلى قراءة راشدة، واطلاع نافع، وثقافة حيّة، ومعرفةربانية، وسوف تنتهي بكم التجارب إلى أن الكتاب خير جليس، وشكراً للأمير بن صمادححيث يقول
وزهدني في الناس معرفتي بهم
وطول اختباريصاحباً بعد صاحبِ
فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني
مباديه إلاّ ساءني فيالعواقبِ
ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ
من الدهر إلاّ كان إحدىالمصائبِ
فليس معي إلاّ كتاب صحبته
يؤانسني في شرقهاوالمغاربِ