الحكاية ياسلوى
بدأت من هنا
حين وضعت كتبى تابوتا وألقيته فى النيل
وذهبت لدراسة النقوش بمعبد " الكرنك "
كانت هياكل الموتى تتراقص ببطء
واحمرار وجهك
يشعل التاريخ بما فعلت " كيلو باترا "
ترقبين دخان الخلود بنصف رغبة
وتتهمين الموت بسوء السمعة
كنت تتأهبين للهروب من القبو
وكلما لاحقتتك
لاحقتنى ضمائر مستترة
أوسعتنى عقابا باتساع عينيك
وكلما تلمست جدارك المغطى بالثلج
تلمستنى أروارح صغيرة كعقارب الوقت
يستفتون أقلامهم أيهم يحمل سلوى
وأنا الواقف بلا حراك
تشيعنى الاماكن بعفوية ليل طويل
ولأاننى لا أحسن طقوس المضاربة
ولا أملك مكانا معدا لكفالتك
اكتفيت بهوس البارحة
وعاودت قراءة ما فعلت "كيلوباترا "
انشغلت بغرس الفسائل وعقل التوت
حيث لم أجرؤ على مصافحة عنيك
فالأرواح
مازالت تداهم الأماكن
بعنف
يباغتنى احمرار وجهك من جديد
منتشيا بالغناء
ومستسلما للغة الريح
فالنخيل
ضمير غائب
والساعة
حبلى بألحانها الجنائزية
مفتونة بالرصد
تصرخ كلما حان وقت الخروج
فتكف الهياكل عن الرقص
وتتحسس الظلام
نحو مساكن بارده الظل
أنفاسك المستترة
ابجيات لغة جديدة
وحدها القادرة على مشاكسة الريح
ورفع المشتهين حد الرطب
وحدها
تعلم غير القادرين قراءة ملصقات الزمرد
وتدفعهم نحو فضاء اشتهائك
فكل تفاصيل وجدك
نابضة بالغيم
كطفولة عينيك
تغلف بالسوسن الازقة الهاربة من حلم المدينة
تحاول العبور لسدرة المشتهى
وتواصل
رسم أغنية للمطر الذى غاب طويلا
لتسطر
جدوى احتفاء الحاضرين بكسوف الشمس
سأستعير كتابا يحمل اسمك وبعض الرسوم
وأبدأ من سطرة الأخير
وصولا لحروف المتاهة فى جسدك النحيل بلا مبرر
وانت المصابة بفقر الخوف
ونبض عروق الربيع
الكل ما عداك إلى ذبول
فبللى ظلى بقوه الأشياء والخيال
حددى ثلاثة أعداد
لانتهاك حرمة البداية واضطراب الفصول
فالفراشات حولك
تحثك على الرقص وممارسة الدفء بانفراد
فعِّلى دهشتى كيف شئت
قومى بهدم المعايير وأشرعة الشمس الباردة
ولا تدعى مجالا للمسافة الواقية أن تنحنى للشتات
الكل ما عداك لايتقنون لغة الغياب
فادخلى شرفتى بحروف تلهث
عبئى زفيرك بياض السطور
حاصرى جزرى حتى انسحاب المساء من أوردتى
ولا تدعى مجالا لما تبقى من الوجد للهروب
فتدوسه لذة العابرين
بشهوة الوهم