طفلكما حسّاس؟ أحسنا التصرّف معه
بعض تصرفاتنا يعلّم أطفالنا كيف يصبحون أقوياء ويتعلّمون من تجارب الحياة، لكنّ البعض الآخر يثبط عزيمتهم. أطفالنا حسّاسون لذا علينا الإنتباه لخطواتهم كافة في المنزل وفي المدرسة وخلال الزيارات والتسوّق ففي كل من هذه الأماكن صعوبات قد تواجههم.
كيف يمكننا مساعدتهم على استخدام ما يملكون من مواهب ليتخطوا ضعفهم ويستقلّوا مواجهين الصعوبات بأفضل السبل؟
طفلي خجول
التصرف المعهود: نتعاطف معه، محاولين إبعاده عن المواقف التي تشعره بعدم الارتياح فندعم تصرفه ونهبه انطباعاً بأنه عاجز عن تخطي هذا الموقف.
التصرف الصحيح: يجب تشجيعه على التقرب من الآخرين من دون إرغامه على ذلك كي لا يشعر بالخوف. يمكننا وضعه أيضاً أمام بعض التحديات الصغيرة، كأن يشتري الخبز بمفرده ويلقي التحية على الجيران. لو تخطّى ذلك بنجاح فامدحوه. يجب حثّه أيضاً على الانخراط في نشاط يبرع فيه (كالرسم أو رياضة الجودو) ليعزز ثقته بنفسه
يريدني أن أقوم بكل شيء
التصرف المعهود: تسهل في أكثر الأحيان الاستجابة لطلبه. إنما لهذا التصرف سلبياته إذ يدفع بالطفل إلى الاعتماد الدائم على سواه ما يجعله يعيش وهماً. يعتقد أن في إمكانه الحصول على أي شيء في أي وقت.
التصرف الصحيح: يجب أن نبقى صارمين. في حال لم يكن يحسن ربط شريط حذائه لا بد من تشجعيه على التخلي عن مساعدتنا قائلين إن في استطاعته القيام بنفسه بهذا الأمر بمفرده، لكن من دون أن نكون لجوجين. يجب ألا نقوم عنه بالأمور التي نعرف أنه قادر على تنفيذها من غير الاعتماد على أحد.
سقط طفلي أرضاً
التصرف المعهود: حين يقع الطفل، نهرع إليه لضمّه قائلين له إن الأمر بسيط. هذا التصرف يشعره بالارتياح غير أنّه يسلبه التصميم والإرادة.
التصرف الصحيح: إن لم يتعرض الطفل لأذى يجب أن نهدّئ من روعه أو نحضّه على الوقوف مجدداً بمفرده. حين يفعل نمدحه لأنه تصرف كالكبار.
ينزعج لأدنى سبب
التصرف المعهود: حين نسخر منه تزداد رهافة إحساسه. نعمد أحياناً إلى توبيخه من دون استيعاب ما يقول ونطرده إلى غرفته حيث يبقى وحيداً مع آلامه.
التصرف الصحيح: يجب أن نأخذ رهافة إحساسه في الاعتبار. لذا من الضروري أن نعزز ثقته بنفسه ونجعله يركز اهتماماً أقلّ على نفسه ليصبح أكثر توازناً. إن لم يتقبل إحدى ملاحظاتكم ففي إمكانكم أن تشرحوا له أنكم لم تقصدوا أذيته.
يخاف من كل شيء
التصرف المعهود: نميل عادةً إلى الافراط في حمايته. يتعزّر شعوره بالخوف. ثم نحثه على طرد هذا الشعور قائلين إنه يبدو غبياً حين يخاف، ما يجعله في حالة عجز.
التصرف الصحيح: يجب ألا نعامله بقسوة ونرغمه على القيام بما يخيفه. على العكس، يجب سؤاله عن سبب خوفه. أما الخطوة الثانية فتكمن في عدم التكرار على مسمعه ضرورة الحذر من أيّ شيء لأن ذلك يضاعف خوفه.
يريد المزيد دوماً
التصرف المعهود: نجعله يشعر بالذنب حين نردد باستمرار أنه طفل مدلّل. لكننا في الوقت عينه لا يسعنا إلا تقديم المزيد له لإرضائه. مهما أعطيناه تزداد طلباته.
التصرف الصحيح: الطفل الذي ينال أيّ مطلب هو طفل لا يخضع لأي قيود أو رغبات. من الضروري معرفة كيف نقول له «لا». قبل الذهاب إلى المتجر مثلاً، يمكننا انذاره بعدم شراء أي لعبة له. على الطفل أن يفهم من لهجتنا أنه لن يحصل على شيء حتى لو أصرّ على طلبه.
يبكي طوال الوقت
التصرف المعهود: رغم انزعاجنا نسأله ما الخطب محاولين مواساته. لكن بهذه الطريقة سيفهم أنه، لو بكى، سنلبي طلباته كافة.
التصرف الصحيح: الطفل الذي يبكي هو طفل عاجز عن مواجهة إحباطه. كي لا نعزز تصرفه هذا، ينبغي أن نحثه على البوح بما يزعجه. «إن لم تخبرني ما الخطب من دون البكاء فلن أستمع إليك». عندئذ يشعر بأننا جادون في كلامنا، فيكفّ عن البكاء ويتوقّف تصرفه الطفولي هذا.
يغار من شقيقه أو شقيقته
التصرف المعهود: نقول له أحياناً إنه يجب أن يخجل من نفسه. عندئذ يشعر الطفل، الذي يعاني حقاً غبناً ويعتقد أن والده يتصرف بطريقة مجحفة.
التصرف الصحيح: يمكننا أن نقول له بلطف ألا يغار من أخيه ويجب ألا نخلق روح المنافسة داخل العائلة من خلال مقارنات بينه وبين أخيه. ينبغي أن يشعر بأن والدَيه يحبانه. لا ضرر من تمضية بعض الوقت معه على انفراد من أجل رفع معنوياته.
علاماته المدرسية سيئه
التصرف المعهود: نولي أهمية كبرى لعلاماته المدرسية فنميل إلى توبيخه أو معاقبته. هكذا يشعر الطفل بالاذلال مرتين.
التصرف الصحيح: بعض العلامات السيئة لا يجعل منه طفلاً طائشاً، لكنه مؤشر خطير يجب معرفة سببه. قد يكون الطفل قليل الاستيعاب أو مقصراً في واجباته المدرسية. ربّما يعجز عن التركيز أو يفتقر إلى الثقة بالنفس. من الضروري مساعدته على القيام بواجباته المدرسية وتهنئته ما إن يحرز تقدماً.
رد مع اقتباس
مشاركة: طفلكما حسّاس؟ أحسنا التصرّف معه
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرة العين
.gif "66 (46)")
مشاركة: طفلكما حسّاس؟ أحسنا التصرّف معه
