يبدو إن علي أن أمارس الحلم
يووووووه ...من جديد
نعم وماذا إذا ...
سأكون كانسان وجد وقد عاش حياته في غابة ... توحشت مشاعره وحركاته وفكره ..ثم فجأة تسلط عليه الأضواء بعد أن اكتشفه العالم المتمدن والمتحضر
نعم ستضعونني في قفص أليس كذلك
انظر إليكم وانتم ترمون إلي بمقرضة الأظافر
لأقلم الحوافر ...لا لا عذرا الأظافر ..اجل فانتم أيها المتمدنون تحبون تسمية الأشياء بأسماء غريبة
ثم ستحلقون لي شعري الذي لا اعرف أين رأيتموه وقلدتموه في تقليعاتكم
وستضعونني في القفص ...لأمارس وحدتي هناك
حيث حريتي المنتهكة والمسلوبة منذ غادرت غابتي الثكلى
وستأتون في أفواج تتشابه لا اعرف لماذا ..وكأن من أنجبتكم كانت ام واحدة فقط ...لتلقون علي نظرة بلهاء كلما اشتقتم للضحك او الهراء
وستلقون علي ببعض من فتات الأطعمة
وستعلمونني عادتكم السمجة ...وتلقون الأوامر
افعل ...لا تفعل ...اصبر ..انتظر ..وأخيرا اخرس ...أو قد تطلقون علي في النهاية سهم ناري من عصيانكم التي تحملونها بتبختر
اااااااااااااااااااه ...أين أنت ياامي الغولة
لتأتي وتنظري منظرا أضحكني حد البكاء
لقد أتى لي كريمهم اليوم
وحاول أن يكرمني ...حين قشر موزة ...وأعطى لبها للطفل الذي معه ..ورمى لي بالقشر ..
ذلك أقصى ما يستطيعون أن يفعلوا هؤلاء الحمقى المساكين
الذين يركضون صباح مساء ...لا اعرف إلى أين ومن أين ...فقط يتسابقون ...على ماذا لا ادري ولا اعرف
كم اشتقت لأركض في غابتي يا أماه ...وكم أتعطش لاعتلاء شجرة ومشاهدة العصافير وهي ترقص وتغني أغاني الحب والعطاء ...فهنا ياامي الحب يقاس قياسا ويحسب حسابا كأنه كومة من ذروق تلك العصافير المغنية للحياة والحرية ...كل شئ مقيد هنا بقيود ...وكلهم تعلوهم نظرة من البلاهة ...مشاعرهم جامدة وجاحدة وكأن أصابهم حول مزمن ...يتجهون يسارا بينما المفروض أن يتجهوا يمينا وبالعكس ...
كم اشتقت لأنحني وارتشف شربة ماء من ذلك الجدول العذب ...وكم اشتقت لأتنفس هواء نقيا كمثل نقاء عينيك يا أمي الغولة
كم اشتقت لأريح فكري من التعذيب المستمر
كم اشتقت لأنظر لعينيك فتفهمين ما يجول في خاطري من غير أن أتفوه بالكلام
نعم اشتقت كثيرا ...لكن لا اعرف كيف سيكون بإمكاني أن أعود ...كيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن سيدلني الطريق
ومن سيعيد لي حوافري ...وشعري الذي أزالوه من على راسي ...وقد كان بمثابة التاج
كيف ؟؟؟ ومتى ؟؟؟؟ وأين؟؟؟ لا اعرف
غدا صباحا سأعاود التفكير ...وربما سأحلم ليلة أخرى ...وقد أموت قبل أن يكتب لي العودة مرة أخرى لغابتي الثكلى
لكني لن أعدك بالتوقف عن الضحك المر ...ما دمت ااكل قشور الموز تلك
وما داموا يطالبوني باسترجاع أثمانها
حلم أيقض فزعي