+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من أين؟ قال: من كوردستان

  1. #1
    فراتي مهم جدا عراقي هواي وميزة فينا الهوى is on a distinguished road الصورة الرمزية عراقي هواي وميزة فينا الهوى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    ارض الله الواسعه
    المشاركات
    5,119

    افتراضي من أين؟ قال: من كوردستان


    تصدر للمرة الأولى، في تاريخ السياسة العراقية، الوفد العراقي إلى مؤتمر قمة عربية كورديان: رئيس الجمهورية جلال الطالباني، ووزير خارجيته هوشيار زيباري. كانت هاتان المنزلتان عربيتين بلا منازع، وربما شيد مثل هذا العُرف حاجزاً نفسياً بين الكورد وبغداد. وكانت الذريعة أن المحيط العربي لا يتقبل صلة من خارج جنسه! وهي ذريعة أسقطها مؤتمر القمة الأخير بالرياض. وقبل هذا لم يتعذر وزراء الخارجية العرب بلكنة لسان الوزير زيباري، وهي تبدو أفصح وأوضح من بعض العرب أنفسهم. هذا، مع علمنا أن من أفاضل مدرسي نحو وصرف العربية بالعراق كانوا كورداً وتركماناً وكلداناً ومن آل آشور. وقد يزال العجب إذا علمنا أن الفقيه الشافعي الكوردي عبد الله البيتُوشي (ت نحو 1796) لُقب لتضلعه بالعربية بسيبويه الثاني (الآلوسي، مختصر التحفة). وهو المولود في قرية بيتُوش عند منحدر الزاب الأسفل، والدارس ببغداد! فأين نحن العرب العراقيين من لغة أبناء وطننا!

    وعلى العموم، ليس هناك أكثر حفظاً لشعر الجواهري من الطالباني، ومات الشاعر وهو يضع على رأسه غطاءً مهدى منه. وكان كورد العراق سباقين إلى تكريم الشاعر (العام 2000)، وتراه أورد في قصيدته «كوردستان» ما يبرئ بقية العراقيين من نكبات الدولة ضد مواطنيها: «يا ابن الشمال ولستُ مسعر فتنة.. أنا في وداعتي الحَمام وأَنعم». قالها في زمن كانت الدارعات تقصف المكان. وحينها، حسب شاهد عيان، هو الباحث التركماني فوزي عبد الرزاق، أن تحلق طلبة كلية الشريعة بصحن الإمام أبي حنيفة ببغداد حول الرئيس عبد السلام عارف (قُتل 1966)، ولما خاطبه الطالب الكوردي ملا محمود: «يا سيادة الرئيس رحمةً بالكورد»! رد عليه بقسوة التفرد القومي: «إلي يحرك ذيله انقطع رأسه»! والشيء بالشيء يذكر، لما طُلب منه بناية جديدة للكلية المذكورة أجاب الرئيس بالقول: «الفلوس عند العروس، والعروس بالحمام»! انتهت تلك الأيام، وخرجت العروس، وأصبح من الكورد رئيساً!

    لا أخفي غبطتي بمشهد استقبال الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده رئيس العراق الكوردي، لحضور المؤتمر (19) من مؤتمرات القمة العربية، وهي المرة الأولى قطعاً. إنها خطوة نحو تكريس الوحدة العراقية الصحيحة، والتحرك سوية من صرة العراق بغداد، تلك الوحدة التي ظلت طوال عقود من الزمن مجرد مجاملات، والتي لا نرجو دوامها بثياب المحاصصة، وهي أسوأ وأشنع!

    وعلى العموم، إذا ما حاولنا التفتيش عن دولة قومية سواء كانت عربية أو كوردية، خالصة للعرب أو الكورد، لا نجد سوى جغرافيا سكانية، مع اختلافات حادة في المزاجات واللهجات. وقد نجافي الوقائع إذا تحدثنا عن دولة عربية واحدة ممتدة من المحيط إلى الخليج، أو دولة كوردية اجتمع فيها كورد المنطقة جمعاء. فليس لنا اعتبار الدولتين الأموية أو العباسية عربيتين، بقدر ما كانتا دولتين إسلاميتين. لأن الجزء الأكبر منهما يضم بلاد فارس، وما وراء النهر، والهند والسند... الخ. ولا تبدو تسمية مخلفات الدولة العثمانية بالدولة التركية صحيحة، لأنها بلاد ليست خالصة للترك وحدهم!

    للأسف، مازال مبرر الدولة القومية عائقاً أمام التعايش بين شعوب الدولة الواحدة، بل منذراً بكوارث اجتماعية، وبفرقة لا سداد لها. إنها أوهام المشاعر التي عمقتها السياسات الشوفينية. وبطبيعة الحال، لا تورث الإبادات والممارسات الشنيعة، التي مارستها السياسات القومية الشوفينية بالمنطقة، إلا التعصب. فسبق الأنفال وحلبجة ترحيل الألوف المؤلفة من كتب التراث الكوردي، بعد جمعها من المراكز والمكتبات، إلى معمل الورق، وفي الوقت نفسه لم ينج أي تراث يتعارض مع مفهوم تلك السياسات، سواء كان كوردياً أو عربياً أو بأي لغة أخرى، إنها سياسة التدمير الشامل. هذا ما ذكره لي، والدموع تلتمع في مقلتيه، المؤرخ الكوردي المعروف كمال مظهر foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?، مع أنه لم يهجر صومعته العلمية، ولا أجيال طلبته بجامعة بغداد حتى هذه اللحظة.

    ربما لا يرضى الكثيرون، كورداً وعرباً، من المتلبسين بوهم الدولة القومية لا الوطن المتعدد، قولة ان ما بين العراق وكوردستانه هو ذاته ما بين جلال الطالباني ومحمد مهدي الجواهري. أقولها ليست قدحة عاطفة تجاه وحدة العراق، أو قلقاً من بقائه بلا رأس إذا ما انفصلت عنه جباله، بل اتكئ على تاريخ طويل من التعايش الجغرافي والاجتماعي والسياسي ما بين أربل (أربيل) وبغداد، سوى ما كان من عهد بابل حيث اسم أربيل (أربلو) الأربعة آلهة، وبيت عشتار هناك، أو في العهد العباسي ثم المغولي. وبطبيعة الحال، أرجو أن لا يفهمني أحد بأني أخفي في داخلي هيمنةً أو استلاب حقوق أحد: اللغة، التقاليد، والسياسة، وأعني الفدرالية.

    لا أجد بديلاً من تعميق الهوية العراقية، وما سواها الانتحار بعينه، والعرضة لمطامع الكبار والصغار، فإذا ما تحصن العراق ـ الكل ـ تحصنت الأجزاء، وآمنت من خوف وأطعمت من جوع. تظل بغداد أقرب من حبل الوريد، لشمال وجنوب، ومنها يرد على مَن يهدد الجبال بعاصفة، إن هبت، والعراق متشرذم، لن تبقي ولن تذر، ومنها يُرد على مَنْ يريد جعل البصرة بشطها وأهوارها طوعاً لعمامة الولي الفقيه من جهة الشرق.

    وسط ما دار ويدور من لغط حول العلم العراقي واستفتاء كركوك سألت شاباً كوردياً ربطني به نسب الغربة المشترك وسببها الواحد: من أين؟ قال: من كوردستان! قلت: من أي البلاد؟ كرر: من كوردستان؟ قلت له إذا سألتني فأنا من العراق، ورئيسه جلال الطالباني! وأنت مَنْ هو رئيس بلادك؟ قال: الطالباني! عندها حدق في عيني وضحكنا معاً لمفارقة أن تفرقنا السياسات بنكباتها، ويجمعنا المنطق الأرسطي بحسبةٍ بسيطة.

  2. #2
    فراتي جديد قلم رصاص is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الدولة
    السويد
    المشاركات
    6

    افتراضي مشاركة: من أين؟ قال: من كوردستان

    تحية لك أيها العراقي الاصيل...نعم العراقيون أبناء بلد ووطن واحد وإن إختلفت القومية او المذهب أو الدين...

    نعم الأكراد ذاقوا الامرّين من الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية ومن قادتهم الجدد...نعم قادتهم الجدد الذين

    أشعلوا المنطقة بحروب حزبية لولا المصالح الامريكية ما انتهت حتى يومنا( أقصد حرب التسعينات)...

    ولكن ياأخي ماجد رفض العلم العراقي من قبل القادة الاكراد تحت حجج -أقل ما يقال عنها إنها مضحكة-هي طعنة لإخوانهم

    العرب وبنفس الوقت يتناقض مع المراكز المتقدمة التي إحتلوها بالدولة العراقية الجديدة والتي أشرت إليها(رئيس جمهورية-

    وزير خارجية)

  3. #3
    فراتي ibn-BAGHDAD is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    الدولة
    UK
    المشاركات
    42

    افتراضي مشاركة: من أين؟ قال: من كوردستان

    أخي ماجد:

    أحييك على المشاركة الأكثر من رائعة وتمنياتي لكم بالصحة والسلامة. شخصياً كنت قد علقت في السابق حول الكيفية التي يجب أن نجعل الكوردي والكوردية أن يفخروا وأن يعتزوا بجنسيتهم العراقية. للأسف الذي عانوا منه لعقود من الزمن في الماضي أثر سلباً على العلاقة ليس فقط بينهم وبين السلطة العراقية بل في بعض الأحيان حتى على علاقتهم بالعرب. فالكوردي لم يكن يتصل إلا بالعربي الذي يأتي لتخريب كوردستان وأعني بهؤلاء الأمن والمخابرات وأجهزة العسكرتاريا القمعية ولم يكن إتصاله وتماسه بالعربي الحقيقي والعربية الحقيقية ملموساً. مضافاً لهذا كون الحكم التسلطي الذي خلق حالة من كون الكوردي مواطن من الدرجة الثانية إلا إذا أثبت عكس ذلك للنظام السابق البغيض والسئ الذكر من خلال العمل في صفوف اجهزته القمعية.
    سؤالي هو كيف نعمل على جذب الكوردي والكوردية وكسبه\ كسبها لصفنا لا أن يستغل أعدائنا هذه المسألة وأن يكون الكوردي خصماً للعربي والعياذ. أعتقد بأن طريقة أخي ماجد كانت إستخدام العقل والحكمة في جعل هذا الكوردي الذي سأله من أين أنت؟ كان بإمكان ماجد أن ينحى منحىً يؤدي لعواقب لاتحمد وهي مثلاً أن يقول ليس هنالك بلاد بهذا الإسم (وهذه حقيقة) بل هناك منطقة بهذا الإسم وهكذا تستمر المنافرة لا المناقشة. لكن كون أخي ماجد أذكى من أن يقع في هذا المطب نحى بالمنحى الصحيح بإستخدامه الفطنة والحكمة.

    مسألة العلم هي أمر آخر.

    أؤمن شخصياً بأن هذا العلم يجب أن يبدل بالكامل فهذا لايمثل العراق بل يمثل حزب البعث، وحسب ظني إن هذا الحزب كوادره التي مازالت تمارس العملية السياسية (سراً أو علانية) هم إرهابيون. وهو يذكرني بسنوات القمع والإضطهاد التي مورست خلالها أبشع الجرائم تحت سارية هذا العلم. هذا هو السبب الذي يجعل الكورد يرفضون العلم الحالي. وأقول للذين يقولون بأن الكورد لايرفعون العلم العراقي، الكورد يرفعون العلم العراقي. يرفعون علم الجمهورية العراقية التي آخت بين أبناءها دون تفرقة، علم ثورة 14 تموز عام 1958. والقادة الكورد معتزون بعراقيتهم لكن هذا ليس هو الشعور الذي ينتاب الكوردي عندما يرى بأن العربي في العراق يتكلم بلهجة متعالية معه وكأن الكوردي ليس له خيار آخر إلا أن يكون تحت راية العراق أو إيران أو تركيا. الكورد كأي شعب آخر له الحق في تقرير مصيره وقد تكون هناك موانع في الوقت الحالي لكن من يدري ماذا يخبئ الزمان. واجبنا إذا كنا حريصين على هذا الإتحاد الإختياري أن نقطع السبل التي قد تؤدي بنا لإنفصال الكورد لكن بطرق حكيمة ومنصفة دون أن نجعل الكردي يشعر بأنه مغبون وهنا لاأقصد القادة بل الفرد الكوردي البسيط.

    تحية مرة أخرى لمقالك أخ ماجد، تحية كعراقي كوردي أو ككوردي عراقي لكم وأتمنى ألا تحرمونا من مشاركاتكم التي تبعث على السرور.

    ibn-BAGHDAD

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك