لقد قامت الجماعات الأرهابية بشن أكثر من 42 هجوم أرهابي على العراق يوم الأثنين الماضي فيما وصف بأنها هجمات منظمة ومتزامنة تهدف إلي أرسال رسالة واضحة إلي كل العراقيين بأنه لايوجد أى مكان أمن في العراق وأن الأرهابيين يملكون القدرة على شن هجماتهم البشعة في أي مكان وفي أي وقت.
حصدت تلك الهجمات مجتمعة والتي أستمرت حتى غروب شمس يوم الأثنين الماضي وبدء العراقيين بالأفطار بعد يوم طويل من الصيام أكثر من 89 قتيل ومايقارب 315 مصابا. وهدفت تلك الهجمات واسعة النطاق والتي جاءت في معظمها لتتصف بالبشاعة والقدرة على قتل أكبر عدد من العراقيين إلي أراهاب كل العراقيين بما حملته من أشارات واضحة بأن تلك الجماعات الأرهابية بقيادة المليشيات المدعومة من أيران أوعناصر القاعد في العراق قد عادت مرة أخرى وزادت قدرتها على نشر العنف والفوضى التي عانا منها العراقيين خلال الأيام السوداء التي أنتشرت بها العنف الطائفي.
وقد ألقت الكثير من وسائل الاعلام والمراقبيين السياسيين بالمسئولية عن تلك الجهمات على المليشيات المدعومة من أيران واكدوا أنها وحدها القادرة على القيام بمثل هذا العمل الأجرامي. وأكدوا أن السيبب خلف قيام تلك المليشيات بهذه الهجمات هو التوافق الذي ظهر مؤخرا بين أطراف الحكومة وطوائف الشعب العراقي على أبقاء القوات الأمريكية لفترة أخرى بالعراق.
وخالف مراقبون أخرون تلك الرؤى وألقوا باللوم على تنظيم القاعدة في العراق, وقالوا أن الهجمات ما هى إلا محاولة مقصودة من قبل التنظيم لأرهاب العراقيين ودفعهم إلي طلب بقاء القوات الأمريكية بالعراق. وأكدوا أن تنظييم القاعدة بالعراق قد قدم على تلك الخطوة لأدراكه أن الأنسحاب الأمريكي من العراق سوف يقضي على الأسباب الحقيقة لبقاء التنظيم على قيد الحياة.
وأستشهد هؤلاء المراقبون بأحد الرسائل الصوتية التي قام تنظيم القاعدة بالعراق ببثها على الأنترنيت الأسبوع الماضي. وقد تم تسجيل تلك الرسالة الصوتية من قبل أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي بأسم تنظيم القاعدة في العراق والذي أدعى أن التنظيم يعد العدة لهجوم واسع وشامل بالعراق, وقال كذلك "أعدكم أننا على الطريق الصحيح." وأستمر العدناني ليقول "لا تقلقوا, أن أيام الزرقاوي سوف تعود من جديد . فنحن نملك رجال طلقوا الحياة والشهادة هى أمنيتهم وهم يحبون الموت أكثر من حبكم للحياة."
وبصرف النظر عن هوية من قاموا بتلك الهجمات وعما أذا كانوا من صفوف المليشيات التابعة لأيران أو تنظيم القاعدة فأنه من الواضح للجيمع أن هؤلاء القتلة لايبغون غير نشر العنف وأشعال الحرب الطائفية مرة أخرى بالعراق بهدف الضغط على الحكومة العراقية.
وفي أغلب الظن فأن تلك الهجمات والتي تشبه كثيرا الهجمات التي استهدفت ضريح العسكري في عام 2006 بكربلاء ما هى إلا رسالة من جيران العراق إلي الحكومة العراقية والولايات المتحدة بأن الدماء العراقية يمكن اراقتها مرة أخرى وأن تلك الجماعات بصرف النظر عن كونها تتبع القاعدة أو أيران بأمكانها حرق الأخضر واليابس بالعراق.
ونحن العراقيين ليس أمامنا الان غير طريق واحد للخلاص من هذا القتل المنظم والتدمير الشامل للعراق وهذا الطريق هو الوحدة القوية بين كل الطوائف العراقية والوقوف صف واحد بوجه هؤلاء القتلة.