تكمن اهمية الملف الأمني في كونه الملف الذي يتعامل مع أرواح الناس وسلامتهم والحفاظ على ممتلكاتهم ومثل هذا الأمر يحظى بالعناية الاستثنائية من قبل الدول ويتم وضع الخطط الستراتيجية و استخدام التقنيات الحديثة في الكشف عن المتفجرات والسعي الى رفع كفاءة المقاتل وتوجيه الضربات الاستباقية من خلال تنشيط العمل ألاستخباري.
مؤخرا أصدر مجلس محافظة البصرة قراراً يقضي بمنع دخول القوات الأمريكية إلى المدينة وإلزامهم بالخروج من مطار البصرة الدولي كونه مطار مدني وبوابة للاستثمار فضلاً عن رفع توصية الى مجلس النواب العراقي بعدم الموافقة على تمديد الاتفاقية الأمنية والالتزام ببنود اتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين العراق والولايات المتحدة.
الجهة التي تبنت القرار هي كتلة الاحرار الصدرية حيث صرح رئيس كتلة الأحرار في البصرة مازن المازني إن "26 عضواً من أصل 35 في مجلس محافظة البصرة صوتوا خلال الجلسة الاعتيادية، على مشروع قرار تقدمت به كتلة الأحرار ويقضي بعدم السماح للقوات الأمريكية بدخول مدينة البصرة" و بالتاكيد ان الاحرار يتبنون مشروع من هذا النوع نظرا لكونهم متاثرين بشكل او باخر بالرأي الايراني الذي يروج للتسريع باخراج القوات الامريكية من العراق و يرفض اي فكرة لتمديد بقائهم ذلك ليتسنى لهم السيطرة على العراق و يعرف الجميع مدى التاثير الايراني في مناطق جنوب العراق و خصوصا البصرة قبل عملية صولة الفرسان التي حدت من نشاط المليشيات المسلحة التابعة للاحزاب الدينية.
يتركز وجود القوات الأمريكية في الجانب العسكري من مطار البصرة الدولي، نحو 14 كم شمال غرب مركز مدينة البصرة، حيث ينقسم المطار إلى جانبين عسكري ومدني، ويخضع الجانب المدني منه لسيطرة السلطات العراقية بالكامل، فيما تتخذ القوات الأميركية من جانبه العسكري قاعدة عسكرية لها، تحتوي على القنصليتين الأمريكية والبريطانية. و كنا و لا زلنا نسمع و نقرأ بان القوات الامريكية الباقية هي لتقديم العون, المشورة, التدريب و الاسناد للقوات العراقية , علما ان العراق يمر بفترة حرجة في ظل تصاعد الهجمات المسلحة في الفترة الاخيرة, فقد شهدت محافظة البصرة في العام الماضي وقوع هجمات بسيارات ملغومة وعبوات ناسفة أسفرت عن سقوط مئات المدنيين بين قتيل وجريح.
لكن مجلس البصرة قام في نفس الجلسة بالمصادقة على الخطة الأمنية الجديدة لمحافظة البصرة المقدمة من قبل مديرية شرطة المحافظة حيث ان رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة علي غانم المالكي قال إن تشديد الإجراءات الأمنية في الآونة الأخيرة يعود الى توفر معلومات تفيد بوجود مخطط لتنظيم القاعدة يقضي بشن هجمات مسلحة في المحافظة مؤكدا أن تلك الإجراءات تضمنت زيادة عدد نقاط التفتيش وإغلاق بعض الطرق ولفت المالكي إلى أن الخطة الأمنية الجديدة تقوم على أساس تفعيل دور الأجهزة الأمنية المعنية بجمع وتحليل المعلومات ولفت إلى أن تلك الأجهزة بحاجة ملحة إلى الدعم من قبل الحكومة.
اذا كانت قواتنا لا تزال بحاجة ملحة للدعم و الاسناد من اجل توفير الحماية و السيطرة على الملف الامني بشكل يظمن امن و سلامة المواطنين من التهديدات الارهابية من القاعدة او من سيطرة المليشيات التي تدعمها ايران و التي تعمل على زيادة النفوذ الايراني برحيل القوات الامريكية و تحول البصرة الى مدينة ايرانية. فلمذا هذا الاستعجال في اخراج القوات الامريكية قبل استتباب الامن في العراق؟ بتصوري ان على الحكومة العراقية ابقاء عدد من القوات في الوقت الحالي على الاقل.