مدينة الصدر هي المعقل الأساسي للتيار الصدري الذي بزعامة مقتدى الصدر تعتبر مقرا لجيش المهدي التابع له، واندلعت يوم السبت الماضي اشتباكات مسلحة عنيفة بالأسلحة الرشاشة ادت الى عدد من القتلى و الجرحى في مدينة الصدر, بين عناصر من جيش المهدي وأتباع القيادي المنشق عن التيار والملقب أبو درع والذي كان يعتبر من أبرز قيادات جيش المهدي سابقا وكان مسجونا لدى القوات العراقية بتهم مشاركته في أعمال عنف إلا انه أفرج عنه في ظروف غامضة في نيسان من العام الماضي.
اندلعت الاشتباكات في قطاعات 75 و80 و35 في مدينة الصدر وادت الى ألحاق أضرار مادية بعربتين عسكريتين تابعتين لقوات الجيش العراقي التي هرعت إلى مكان الاشتباك لاحتوائه و حماية المواطنين. و اكد شهود عيان ان الاشتباكات اندلعت على خلفية مشاجرة تورط بها شقيقي أبو درع حليم وسليم وابنه حيدر وجماعتهم الذين قاموا بحرق البيوت وتهجير ستة عوائل من بيوتها وكانوا يلبسون الملابس السوداء ويطلقون النار في شوارع الحي ويطلقون الأهازيج.
لايقتصر وجود السلاح على جيش المهدي بل هو موجود لدى ارهابيي القاعدة والبعث وبدر وحمايات المسؤولين الكبار والصحوات والعشائر والبيشمركة و غيرهم و بهذا سوف ندخل في دوامة الحرب الاهلية اذا ما قامت الاحزاب بتكوين جيوشها الخاصة و ادارة البلد على هواها او محاولة تطبيق القانون حسب رؤيتهم الخاصة.
ان هذه الاشتباكات المسلحة هي رسالة تحذير لكل العراقيين الذين عانوا من تسلط العصابات الطائفية وعودة حالة التمترس الطائفي والمناطقي والفئوي البغيضة و تشجع أطرافاً أخرى على حمل السلاح لإثبات قوتها اضافة الى ماقد يسببه ذلك من تأخير في جلاء القوات الامريكية عن الاراضي العراقية ويوفر لها المبرر والغطاء للتمديد والبقاء لفترة اطول.
ومن المؤكد ان الخاسر الاول من الاشتباكات المسلحة هو شعبنا العراقي الذي يأمل بدء حياة آمنة بدون ضغوط واملاءات او مفخخات او اصطدامات مسلحة.كنت اتصور ان الجيش العراقي هو الجيش الوحيد الذي يضطلع بمهمة حماية العراقيين و العراق لكن الامر اصبح شائكا و اصبح من الصعب معرفة عدد الجيوش في العراق بعد قيام المليشيات بتكون جيوش خاصة بها ومحاولة تطبيق قانونها الخاص. ان مؤسسات الدولة الامنية هي الجانب الوحيد الذي يحق له حمل السلاح لاجل حماية الشعب هذه الجيوش الخاصة ليس لديها ضوابط او ايديولوجيات محددة و تفتقر الى الالتزام و اذا حمل كل منا سلاحه فعلى العراق السلام.