لقد قرأت تحقيق صحفي منذ عدة أيام عن رجل عراقي أسمه سمير رزاق والذي أضطر إلي بيع كل ممتلكاته والرحيل مع عائلته من العراق إلي سوريا للهرب من العنف والحرب الطائفية التي أجتاحت العراق في الأعوام العديدة الماضية. و ذكر التحقيق الصحفي أن سمير رزاق الذي ترك العراق منذ خمسة أعوام قد قرر العودة مرة أخرى إلي العراق للبحث عن مكان آمن في بلده العراق بعد تفجر العنف والأضطرابات بشكل غير مسبوق في سوريا والكثير من البلدان الأخري بالمنطقة. ويتوقع المسؤولون العراقيون أن سمير رزاق لن يكون العراقي الوحيد الذي يقرر العودة إلي البلاد في تلك الأيام, ويؤكدون أنهم يتوفعون عودة المئات بل الألاف من اللاجئين العراقيين من العديد من البلدان العربية مثل سوريا ومصر وليبيا واليمن والتي تجتاحها أضطرابات وعنف غير مسبوق ومتزايدة.
ولقد صرح سلام الخفاجي نائب وزير الهجرة العراقي أن المئات من العراقيين يعودون يوميا إلي العراق في الفترة الحالية وقال أن أعداد العائدين تزداد بشكل يومي. وأضاف نائب الوزير أن حكومته على علم بأن العديد من المواطنيين العراقيين أصبحوا غير قادريين على ترك الكثير من تلك البلدان التي تشهد الأضطرابات بسبب تعطل خطط الترحيل الخاصة التي تقوم بها الحكومة العراقية لغياب التنسيق بين المؤسسات العراقية المختلفة أو بسبب غياب مكاتب تمثيل للحكومة العراقية في تلك البلدان.
لقد أصبح العراق في السنوات التي تلت الحرب دولة مهددة بالأنهيار وغير قادرة عل فرض سلطتها أوحماية مواطنيها. وقد دفع ذلك الوضع العديد من العراقيين للرحيل تاركين خلفهم أسرهم وذكرياتهم وأملاكهم التي عملوا سنوات طويلة من أجل الحصول عليها. وقد عمدت كذلك القاعدة وجماعة الصدر والعديد من الجماعات المتطرفة الأخري التي دعمتها أيران ودول أخري من دول المنطقة علي نشر العنف في البلاد ودفع العراق إلي حافة الحرب الأهلية والفوضي لدفع القوات الأمريكية للرحيل عن المنطقة والعراق أو لاقناع العراقيين أن العراق تحت حكم صدام كان أكثر أستقرارا وأمنا مما يعيشونه اليوم.
لم يتوقع أحد في تلك الأيام البائدة أن يخرج العراق من تلك المحنة التي قضت على الأخضر واليابس وأضطر الكثير من العراقيين إلي الرحيل للبحث عن الأمن والأمان وحياة أفضل في بلاد أخرى. وقام بقية العراقيين الذين لم يقدروا غلي مغادرة البلاد لسبب أو أخر بدعوة الجيش للتدخل وحكم العراق بيد من حديد للخروج من تلك المحنة.
لقد برهن العراق مرة أخرى للعالم ولكل العراقيين أن أحتيارهم والذي تمثل في طرد صدام حسين الديكتاتور وبناء عراق جديد يحترم الديمقراطية وحقوق الأنسان كان الاختيار الصحيح الذي سيحفظ العراق والعراقيين خاصة بعد ما أثبتت الأضطرابات الأخيرة في العالم العربي أن الديكتاتوريات والأنظمة القمعية لا تستمر لفترة طويلة ولا تجلب على شعوبها غير الأهوال وعدم الأستقرار. وعلى العكس مما حدث لأغلب دول المنطقة في الفترة الأخيرة فأن الديمقراطية وحكم القانون برهنت أنها الطريق الوحيد للحماية العراقيين والحفاظ على العراق في تلك الظروف الصعبة. فلاح عمر