أبي أحتاجك
و العين تداري مدامعها
و ذكرى القلوب
يدقّ مسامعها
أعطنّي بعضا من عطر روحك
ذلك العطر المقطّر من سواعد
لم تمتدّ الّا للخير
.
أبي
لطالما لُمتني أنّي كثيرة البكاء
و أنّي لا أكبر أبدا
لكنّك كنت تتكلم و عينيك يملؤهما الحزن
أتُراك كنت تعلم
أنّي لن أقوى على ارتداء ملامح غير ملامحي
أو أن أحيا في أرض بعيدة عن وطني
.
لقد عانيت في العيش المرار
لم أفهم السياسة
و لم أتعلم كيف تخفى الأسرار
كيف تُحفر الخنادق أو تُبنى الأسوار
.
أبي
تمنّيت أن يكون لي وطنا بلا سلاح
و حرية تجوب الفضاء بلا جناح
و بيت يحميني
من أهلي قبل جيراني
من خيانة أعزّ خلّاني
و من يخطف بادّعاء الطهر أمني و سلامي
.
أبي
أنا لست ضحيّة
و لست من الخطأ محميّة
لكنّي سليمة النيّة
دافعت عن نفسي بكل إقتدار
بالثورة , بالنار
حين اتهموني أنّي أصوليّة
.
ألبسوني ثوب العار
تهمة التخلفّ و قتل الأحرار
لكنّي ما قتلت نفسا
و المؤامرات كانت عنّي مخفيّة
.
نادوني بغير اسمي
و ختموا على هويتي بصمة
إرهابيّة
سهلة النسخ
و صورة أشبه بالمسخ
أبي
لقد شوّهوا حتى ملامحي الشرقية
.
باسمي الجديد
رسموا خارطة للعالم
و بدمائي
لونّوا أخطر البقع الأرضيّة
فاستنزفوني حتى العمق
و جرّدوني من الصدق
و لفّوا حول نحري جرائمهم اليومية
.
أبّي
ما عهدتني يوما أختبؤ في الجحر
و أنّي رغم ثورتي , أُتقن الصبر
سأعود كما ربّيتني
أعاود الحياة من نقطة الصفر
فالصفر كائن يكبر ككل الظواهر الكونية
.
لن أكون الضحيّة في قصص الأبطال
و لا الرهينة في يد ظالم جبّار
أو أن أصمت و أبتلع النار
لن أرقص على موسيقاهم الشيطانية
.
لن أحلّ دمائي لمن يعتبرني من الكفّار
إيماني في صدري
لا أحد يملك في أمري القرار
أو يلقّنني دروسا في القضايا القومية
.
أبي
أنا كما ربّيتني
مسلمة حرّة
في قلبها تجتمع
أسمى معاني الإنسانيّة
.
بقلمي
ورد