ممنوع الاختلاط رجاءً
عبد الجبار سبتي
في اليمن السعيد ....حيث كل الايام عيد...ظهر الرئيس الصنديد ...يفند المؤامرة
فعلى ما يبدو ان الايام السعيدة ولت على الاقل بالنسبة للرئيس المفدى ... وهو يشاهد الشعب يثور بوجهه ولا يرتضي بغير المغادرة والرحيل عنوانا لثورته .
شاهدته امس .. وكان وجهه ينبئ عن اشياء (ما كانت ابدا بالحسبان) ... فالسلطان علي عبد الله صالح لم يتوقع يوما ولم يدر في خلده ابدا ان تصل الامور الى حد الاختلاط.... نعم الاختلاط ..هل ترون معي ومع عبدالله صالح ما وصلت اليه الامور في بلداننا .. وكم هو حجم المؤامرة على مجتمعنا ... وماذا يريد بالضبط الصهاينة والاستعمار منا .
الرئيس المفدى يعي جيدا ان بلاده على شفا مجاعة , ويعرف ايضا حجم تخلف وطنه, ويعي ان البلاد قد تساق الى حرب اهلية , ويمكن ان يحدث انفلات كامل في كل مرتكزات (الدولة) ...لكن كل هذه الامور لا تشغل اهتمامه .. ولا تعنيه .. فهو رئيس بالفطرة .. وقائد منذ نعومة اضافره.. وهو ضرورة قصوى .. وهو رئيس شرعي ان بات في قصره او في جحره او في زنزانة .. انما ما شغل باله الكريم وفكره العظيم .. الاختلاط... ياللغيرة .. يالشهامة اليعربية .. ويالنبل.. والايمان ...والتقوى؟؟؟؟؟؟
قد بصر صالح ما لا تبصرون.. ونظر ابعد مما تتصورون.. كيف لا وهو المخضرم , والمطلع على خفايا الامور .. ان ما شغل بال صالح هو الشرف اليعربي والدين والديانة .. كيف لا وهو حامي حمى الاسلام .. والشيخ الورع .. لم يستطع المفدى حفظه الله ورعاه ان يرى الاختلاط بين الجنسين الناعم والخشن (بالرغم اني لم استطع التمييز بينهما) في ساحات وشوارع صنعاء وعدن وتعز وغيرها من مدن اليمن السعيد .. فانبرى ليدعو الناس الى تجنب الاختلاط فقط لكي لا يحصل ما لايحمد عقباه .. وبحسب تصريح مصدر موثوق (ليس اليدين طبعا) فأن تقارير مؤكدة وصلت الى يد سماحته (الرئيس المتدين) تفيد بأن اسرائيل والغرب استغلوا هذه النقطة بالذات للنيل من سمعة العرب وعرضهم .. لذلك فأن صالح سارع لاجهاض المخطط الصهيوني وذلك من خلال الدعوة لعزل المتظاهرات عن المتظاهرين اما من خلال العمل بنظام الفردي والزوجي (يوم للنساء واخر للرجال) او من خلال تخصيص ساحات نسوية واخر ذكورية ...كما وقد صرح مصدر موثوق اخر(هذه المرة موثوق العينين والعقل وربما اعمى البصيرة حتى) بأنه ينفي نفيا قاطعا ما ادعته المعارضة من ان صالح يخشى الاختلاط خوفا من تزايد نسل المتظاهرين وبالتالي زيادة عددهم , فالمعروف قطعا انه لو اجتمعت الجن والانس في مظاهرات ضد رئيس عربي فلن يزحزحوه من مكانه ما دام يملك حرسا جمهوريا او ملكيا او قواة تقاتل الى جانبه حتى ولو وصل الامر الى القتال من زنكة لزنكة .. لكن صالح خشي على الشرف والمروءة العربية من غمزة هنا او نظرة عشق هناك .. وهذا ما قد يؤدي الى طمس عاداتنا وتقاليدنا التي نتمسك بها منذ زمن ابا جهل ..
ما دعى له صالح امس هو تفرد انفرد به وامتياز امتاز به على غيره من رؤساء العرب الذين ربما فاتتهم هذه النقطة بالذات او ربما ان اجهزة مخابراتهم انشغلت عن هذا المخطط الصهيوني البشع بضرب المتظاهرين بالعصي والايدي والرصاص والدبابات .. لذلك فانا ادعو هنا الشاب غينيتس الى تسجيل ما قاله صالح في موسوعته على انه سبق وبراءة اختراع .
واعتقد لو اننا استطعنا ان نقيس كذب رؤسائنا بمقياس من 100 درجة مثلا فلا اظن ان المقياس سيعمل وسيتعطل حتما , لان كذبهم وزيفهم ودجلهم يوقف العقول وليس المقاييس فقط