ان احداث الفلوجة الاخيرة بدأت تثير الرعب في قلوب الفلوجيين من عودة الارهاب الذي اكتووا بناره وهم الذين عانوا ماعانوا من ويلات وخراب وارهاب وقتل واغتصاب عندما سيطر مصاصي الدم على اكبر قضاء في محافظة الانبار واحد اكبر الاقضية في العراق عام 2004.
ورغم التضحيات التي قدمها ابناء الفلوجة والدمار الذي لحق بمدينتهم اثناء عمليات التحرير, تنفس الفلوجين الصعداء عندما طردت قوات التحالف والقوات العراقية الارهابيين من الفلوجة وحررتها في معركتين.
منذ ذلك الحين والوضع في الفلوجة في تطور ولو انه بطيء بعض الشيء لكن الناس كانت تشعر بالامن والامان خصوصا بعد انضمام اعداد كبيرة الى افواج الصحوات التي استحدثت لمقاتلة القاعدة والمجاميع الارهابية المنضويه تحت امرتها.
لكن هذه الايام يشهد الامن تراجعا في الفلوجة وشهد يوم الاثنين الماضي استشهاد وجرح 28 شخصا غالبيتهم عناصر أمن نتيجة انفجار عبوتين ناسفتين وتفجير انتحاري وسط المدينة حسب المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد العسكري. وقال العسكري أن الانفجار الأول كان بعبوة ناسفة أعقبه انفجار أخر بناسفة أيضا استهدفتا تجمعا للمدنيين وعناصر امن، ثم اعقبهما تفجير انتحاري بسيارة مفخخة.
اختلف العراقيون في تشخيص سبب التراجع الامني في الفلوجة وفي اماكن اخرى من العراق, فبعضهم عزاه الى تلكؤ الحكومة في تعيين وزراء امنيين ياخذون على عاتقهم تطوير الامن ومكافحة الارهاب, وعزاه البعض الاخر الى تراخي قوى الامن وابناء الصحوات في الفلوجة وعدم الانتباه الى مايحيق بهم من اخطار, لكن آخرين وانا منهم عزا سبب المشكلة ,اضافة الى ماسبق, الى عدم تقديم الدعم الشعبي المطلوب لقوى الامن. فلو بلغ كل فلوجي الشرطة والجيش عن كل نشاط مشبوه وكل شخص مشكوك في تحركاته لما كان باستطاعة الارهابيين ان ينجحوا في قتل هذا العدد الكبير من ابناء الفلوجة العزل.
انا اعتقد ان اهل الفلوجة وحدهم من يستطيع توفير او تدهور الامن في مدينتهم. وكلما تعاون الناس مع قوى الامن كلما تطور الامن والعكس صحيح.