شكك العديدين بامكانية العراق بالنهوض و التوحد طيلة السنوات السابقة, و قام العديد من المتشائمين بتصوير العراق كدولة غارقة بحر من الدم و الحروب الطائفية و ان العراق دولة ضعيفة عسكريا و مخترقة كليا من دول الجوار الامر الذي ادى الى احباط العديد من العراقيين نفسيا, لكن ها نحن الان بعد كل هذه السنين لا نزال دولة موحدة و برغم مشاكلنا و التي سوف نجد لها الحلول بعون الله لانزال نعيش اخوة في بلد واحد.
لكن ديمومة بقاء بلدنا موحدا يتطلب الكثير من العمل و الإستمرار في تنمية قدرات القوات العسكرية العراقية من أجل الحفاظ على سيادة العراق وإستقراره تجاه أي خطر يواجهه. و قد صرح رئيس الوزراء نوري المالكي لدى استقباله قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جيمس ماتيس في بغداد إن القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية أصبحت على درجة عالية من الأداء وتحمل المسؤولية الكاملة في عموم البلاد و أن العراق سيتبوأ مكانه المناسب في المنطقة والعالم، مشددا على ضرورة استمرار التعاون بين العراق والولايات المتحدة في مختلف المجالات، خصوصا اتفاقية الإطار الاستراتيجي. و أكد جيمس ماتيس استعداد بلاده للتعاون مع العراق في جميع المجالات، ولاسيما مجالات التسليح والتدريب والتجهيز، مشيدا بمستوى أداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية وقدرتها على الحفاظ على الأمن والاستقرار
لقد تم تنفيذ الجزء الأكبر من متطلبات الانسحاب الذي تنص عليه الاتفاقية الامنية وهو إغلاق القواعد الكبيرة المنتشرة في مختلف المحافظات و المدن العراقية و الخروج من المدن و تسليم المعسكرات الى السلطات العراقية لتكون مقرات لقوات الجيش والشرطة ،
وقد اكدت وزارة الخارجية الأمريكية مرات عديدة إلتزامها بالشراكة مع حكومة العراق وانها سوف تتحمل المسؤولية الكاملة عن تدريب وتطوير الجيش و الشرطة أعتباراً من شهر تشرين الأول 2011 وذلك مع تخفيض تواجد الولايات المتحدة العسكري في العراق.
ان المرحلة القادمة هي مرحلة بناء تتطلب منا التركيز على تمتين علاقاتنا بكافة الدول لذلك فان اقامة علاقات صداقة و شراكة مع اميركا مبنية على اساس الاحترام المتبادل و المصالح المشتركة مع اميركا او اية دولة في العالم تكن الخير للعراق و اهله هي الخطوات الضرورية التي ستعزز مكانة العراق و عودته للساحة العالمية قويا كما كان على الدوام .
نامل ان تستمر مثل هذه الجهود من قبل جميع مؤسسات و وزارات الدولة للاستفادة من الخبرات الاجنبية المتواجدة حاليا في العراق لاعادة بلدنا الى سابق عهده و تعويض ما فاتنا من تطور خلال السنوات الماضية و اعطاء الفرصة للشعب العراقي ان يثبت للعالم اجمع انه نهض من جديد و انه شعب يستحق التقدير و الثناء.