في زمن كان الصمت هو السائد في العراق وبعد ماعناه المواطن العراقي من كبت للحريات وقمع والقبول بالامر الواقع والحزب الواحد والقائد الواحد ( قائد الضرورة ) ومامرت به من ويلات وحروب وحصار وغربة في داخل الوطن كما قال الامام علي عليه السلام ( المال في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة ). وتمر السنون وحدث ماكان غير متوقع بعدما ايقن الشعب العراقي ان هذا القائد لايمكن ازاحته عن السلطة . ولكن اخيرا سقط التمثال وحدث بعدها ما حدث من عمليات حواسم وسلب ونهب ومن المؤكد ان القائد الضرورة كان يعلم بان نهايته اوشكت لذلك بدأ يطلق الشعارات ( الرنانة ) ويحاول ان يصنع من الشعب علي بابا وحسناً فعل الشاعر حمزة الحلفي عندما رد على كل من قال بأن العراقيين ( حرامية ) في قصيدته المشهورة ( مو علي بابا العراقي ) . واليوم وبعدما شاهدنا بأم اعيننا الديمقراطية الحقيقية من خلال حكومة منتخبة من قبل الشعب ومنها انتخب مجلس النواب ومجالس المحافظات وغيرها من المناصب من خلال الاقتراع . وفي الاونة الاخيرة ظهرت بعض السلبيات من قبل بعض المسؤولين في الحكومة وباجتهدات فردية للحد من الحرية الشخصية للمواطن متجاوزا كل بنود الدستور التي تضمن الحرية الشخصية والدين والمعتقد . ومنها ماقام به رئيس مجلس محافظة كبيرة وعريقة في تاريخها تغنى لها الكثير من الشعراء العراقيين والعرب والمستشرقين ومنها ولدت اسطورة الف ليلة وليلة . وذلك بعدما أمر بغلق الاماكن الترفيهيه في المنتديات والاتحادات والنقابات واستخدم شتى الاساليب من اجل ان يقمع ماضمنه الدستور حقا للمواطن . وهنا نتساءل هل هذه الاماكن وكرا للارهاب ؟ فاذا كانت وكرا للارهاب فأنا اول من يؤيد اغلاق هذه الاماكن , ولو انه ارسل بعض البصاصين من اتباعه ليراقب مايحدث داخل هذه الاماكن لوجد الجلاس واحاديثهم الممتعة ويتبادلون اطراف الحديث حول اغنية او قصيدة او قصة او عن عمل جديد او يغنون( على شواطي دجلة مر .. يامنيتي وكت العصر ) ليعيدوا الى أماسي بغداد فرحها , واغلب هذه الجلسات تتم مساءا بعدما قضوا وقتهم معظمه في العمل المتعب والصعب . ولم تجمعهم سوى هذه الاماكن ليتبادلوا الاحاديث ويتسامرون فهل هذا يسبب ضررا او اخلالا في الامن . فكيف اتخذ هذا القرار ومن هو المسؤول عنه وعن تنفيذه ؟ الا يعلم بأن العراق يجمع الكثير من الاديان ففيه المسلم وفيه المسيحي وفيه الايزيدي والصابئي وغيرها . فهل ستقمع حريات هؤلاء وماهو السبب ؟ واقول هل السيد المسؤول يحاول نقل التجربة القندهارية الى بغداد ؟ واذا كان هو مسلما فكيف يقمع حريات الاديان الاخرى فالاسلام دين التسامح والمحبة وحتى في زمن الفتوحات الاسلامية لم يجبر الاسلام الدول التي فتحها على دين الاسلام وكما يقول كتاب الله (لكم دينكم ولي ديني ). كذلك كان جارا يهوديا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في زمن الاسلام . زاره الرسول يوما في بيته بعدما لم يشاهده لاكثر من يوم وسلم عليه ووجده مريضا فقال اليهودي كيف عرفت اني مريض
فما كان من الرسول الا ان رد عليه :لانني لم ارى النفايات امام داري ليومين , ولتكن هذه عبرة للذين يجتهدون في قراراتهم الفردية والذين يحاولون النيل من حريات المواطن العراقي التي كفلها الدستور .


رد مع اقتباس