يمشي في الشارع وعلى هيئته سيماء الصالحين ، ومن ورائه الاتباع والمريدين ، يمشي بخطو ثابت ومهيب وكأن على رأسه ( السلطانية ) .. عفوا الطير ، في موكب مهيب يبدأ من شارع محمد علي وينتهي عند مدخل شارع الهرم ، يحمل بيده اليسرى ( شيشه ) وباليد الاخرى صورة الفقيد رمز العروبة والشرف العريض جمال عبد الناصر ، في صورة عائلية تظهر فيها كل من حرمه المصون الحصون نجوى فؤاد ، وهو يحمل بيده أمل الامة وقائد اللمه حسني مبارك . فهذا القنفذ من ذلك الفرس .
يمشي وترفرف فوق صلعته لافتة كتب عليها ( داود الفرحان جدا حزنان على القائد ) وفي مشهد حزين ، تمشي او تنسحل وراءة ابنته المعاقة ( نغم عبد الزهره ) التي ابت ان تبقى في فراش المرض من دون أن تسجل حبها للرئيس مبارك . ويا له من مشهد حزين صبته هذه الفتاة المعاقة على شاشات التلفزة وهي تصيح بأعلى صوتها وبرغم عاهتها التي اصيبت بها - بعد إفراطها بتناول جرعة حساء الفول ومسحوق الترمس – كانت تلهج بأسم الرئيس مبارك ( بابا اتني اني تلس أأبك ) يعني بابا حسني اني كولش احبك ، ولكن وللاسف لم يمهلها الدهر لاكمال جملتها فقد كانت المسكينة مصابة بالاسهال .
وعلى مفترق اربعة طرق التقت وفود النواحين ، تنعى حسني وحزبه الضرورة ، فلم يكن الفرحان الوحيد الذي لمعت في باله فكرت لحس مواعين مبارك بعد هدوء الأوضاع . فمن جانب كان وفد الطرشان بقيادة الفرحان ، ومن الاخر وفد الماجدات بقيادة ام محمد ( رغده ) ، ومن جانب ثالث وفد ممثل شرفاء السينما المصريه محمد صبحي ، والوفد الرابع وكان الاضخم عددا وعدة ، والادسم من حيث الخلاعة ويحدوهم سعد البزاز مع ابنته المستوره ام ستوري .
أجتمعت الوفود الاربعة عن غير قصد وبالصدفة ، ورب صدفة خير من الف ميعاد ، ولوما تشابهنا ماتلاگينا وألتم المدعوس على خايب الرگى . وهنا عبر كل وفد عن أصل معدنه ، فالاول ( داود الفرحان ) وكعادته يشمر حچي على الرايح والجاي وجماعته من الخرسان لايفقهون شيء مما يقول ، فهذا الكهل نسى أصول صنعته بأضحاك الناس ، وأم محمد رغده القت خطبة عصماء ذكرت الحشود بقائد العوجه صدام أبو مصيول ، ومحمد صبحي لم يترك الامر من دون الحصول على سبق يجعله بصدارة الحاصلين على المليون بعد ان سأم من قناع سنبل وقرر هذه المرة لبس قناع قرد مستبرد لينال عطف المحسنين ، والاخير أي الاستاذ سعد البزاز صاحب قناة الشرجية ، أنتهز فرصة تسليط أضواء الكاميرات على وفده فدفع بأبنته ميس گمر لكي تعرض غراضها على الشاشات حتى تتمكن جوگته من جمع اكبر قدر من المال من منظمات حقوق الحيوان وحفظها بالبنك لتكون بمثابة منحة تقاعدية للرئيس مبارك بعد ازاحته من السلطة ( أن شاء الله ) .
ووسط هذا الهرج والمرج ، وتناثر بسطات بيع الضمائر والاخلاق على ارصفة طرقات شارع محمد علي ، ساد الصمت وسكت المهرجون ، فهنالك اصوات علت من كل مكان تطالب بخلع هذا المبارك من كرسي مصر ، وأخذت الحشود تنظر لبعضها ، فليس هناك من مخرج لينجيهم من غضب الشعب ، وبحركة لطيفة دفع داود الفرحان ابنته المعاقة نغم على اقرب بالوعة ، واخرج سعد البزاز عباءة وبوشي سعودي والبس ابنته ميس محاولا ستر شرفها ، ونزع محمد صبحي قناع القرد وأستبدله بأخر لمحبوب الجماهير شكوكو ، واستبدلت رغده صور صدام بأخرى لماري منيب .
ولكن كل هذه التمويهات لم تنفعهم وأنهال الشعب المصري عليهم ضربا وأشبعهم ركلا وأمطر عليهم وابلا من البصاق ، وحاولوا ، أن يهدءوا من نقمة الناس وأخذوا يستعرضون بضائعهم للمرة الاخيرة عسى ان تنجيهم . فواحد يذكرهم بنكاته المبتذلة الرخيصة ، والاخر دفع بأبنته للرقص عسى أن تنشغل الحشود بها ويفر هو الى مضارب أبو متعب ، وسنبل بعد أن اصبح شكوكو أخذ يغني ( من ناحية ألبي ونار ألبيواتحب بموت وحسني لو غاب يوم عني أرقع ميت صوت ) ، ورغده صأحت بهم على طريقة عنتريات وكلاوات باب الحارة ضنا منها انها ستخيف الحضور ( ولاااااااااك شو هالحكي ) ولكن عبثا يحاولون . وأنتهى بهم الحال مكدسين فوق بعضهم كبضاعة فاسدة بأنتظار نار الرقابة كي تحرقهم وتخلص العقول من سمومهم .