طبعا يعتبر افلاطون من الثلاثي الفلسفي الذهبي مع استاذه سقراط وتلميذه ارسطو .. الذين وضعوا مبادئ الفلسفة والتي اشتقت منها وعلى اسسها الفلسفات والنظريات الحديثة.
افلاطون صاحب المدرسة المثالية. ودراسته وفهمه يتطلب الكثير من التمعن والتمحيص والتمهل في فكره. وساخذ اليوم موضوعا صغيرا لقصة كتبها افلاطون الا وهي اسطورة او نظرية الكهف.
يقول افلاطون : تخيل وجود اناس مسجونون في كهف منذ نعومة اظفارهم فهم قد ولدوا في ذلك الكهف. لكن هؤلاء الاشخاص وجدوا انفسهم مقيدين بحبال او سلاسل مع بعضهم البعض لايقوون على المشي او الالتفات. فقط وجوههم تنظر باتجاه واحد الا وهو امامهم ولا ترى غير جدار الكهف. ويفترض افلاطون وجود نار خلفهم لتقوم بتدفئتهم ضد جو الكهف البارد وتنير المكان. عندها يرى هؤلاء الاشخاص السجناء ظلالهم ملقاة على الحائط امامهم. وهم بالتاكيد يشعرون بحرارة النار دون ان يرونها. وعندما تتاجج النار تتحرك ظلالهم وتكبر. تلك هي الحركة الوحيدة التي يشاهدونها.
ثم افرض ان هؤلاء الناس جاء لهم الفرج واطلق صراحهم. فيبدؤن الواحد تلو الاخر بالخروج من الكهف عندها سيرون النور الحقيقي خارجا ويبدؤن يفركون اعينهم من شدة الالم الذي يصيب عيونهم بعد البقاء طوال عمرهم في ظلام الكهف او خفة الضوء هناك. فيصبحوا امام امرين. اما الرجوع الى الكهف الذي خرجوا منه او قبول النور الحقيقي الموجود بالخارج بعد صراع والم مريرين.
انتهت القصة واليكم التحليل .. :
هؤلاء الناس المسجونين في الكهف هم كل انسان. والكهف والسجن والنار هي كل ما نعرفه او نمتلكه من معرفة بالحقيقة في هذا السجن الصغير اي العالم. وما نراه هو ليس الاصل وليس الحقيقة بل هو شبيه الحقيقة وشبيه الاصل. اي مثل النار التي في الكهف هي ليست حقيقية مثل نور الشمس. وهكذا يريد افلاطون ان يقول بان الانسان عندما يعرف حقيقة ما فهو يتالم ولايستطيع قبولها الا بعد صراع. والصراع شرط عند افلاطون لقبول الحقيقة. فاما ان نقبل بما نملكه من معرفة ( وبهذا نشبه الراجعين الى ذلك الكهف ) او نحاول ان نكتشف الاصل والحقائق الجديدة وهذا ياتي بالعناء.
لذا يفترض افلاطون ان هذا العالم الارضي ليس الا بحلم وخيال وهو ليس الاصل حتى نحن باجسامنا. بل الاصل لكل شئ موجود في عالم الفوق عالم المثال والكمال. ونحن يوجد لنا اشباه عليا هي اقوى منا واقدر ونستطيع ان نتقرب من نفسنا العليا من خلال الصراع لمعرفة الحقائق والكمال ياتي بعد الموت حيث تنجلي الانا العليا. ويعتبر فكر افلاطون هذا اساس في علم النفس بالنسبة للانا العليا والسفلى.
اذن كما ان اناس الكهف هؤلاء لم يعرفوا من الدنيا غير تلك الظلال هكذا نحن براي افلاطون لانعرف من الحياة غير الاشياء المحسوسة التي نراها باعيننا ونلمسها بايدينا. وهذا اذن ناقص وليس بكل شيء بل الحقيقة المطلقة مخفية ولانعرفها الا بالمرور بالديالكتيك اي (الصراع)..