بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
أختي المؤمنة
وأنت تعيشين أجواء كربلاء والتي فيها سطر سيد الشهداء ملحمة عظيمة بقيت تفيض على المؤمنين والأحرار بالخلق الحميد والفضيلة التي تجسدت في لتكون منارة تضيء لتصل بهم إلى حيث الخلود
نعم في هذه الثورة كان للمرأة دور عظيم لا يقل أبدا عن دور الرجال ولولا ذاك لما كان لهذه الثورة أثرا يذكر
وحيث أنك تبحثين عن القدوة الحسنة التي توصلك إلى بر الأمان وقد يفوتك أن تجدي هذه القدوة من خلال تصفحك لمقتل سيد الشهداء حيث المصيبة التي حلت به من قبل الأعداء وقد يرجع سبب ذلك إلى أنك عشت الألم والبكاء وابتعدتي عن قراءة المواقف التي سجلتها المرأة في ذلك الموقف الرهيب
نعم أختي الفاضلة في هذه الدقائق القليلة سأكون بمعيتك لنرحل سويا إلى حيث هناك لنرى ببصيرتنا ما للمرأة من دور في بقاء شعلة النور الذي أضاءت الدنيا بدم الحسين وبصبر أخته عقيلة بني هاشم على السباء وكيف حولت نشوة النصر المزعومة من قبل حكام بني أمية إلى هزيمة وخزي جعلت منهم أقزاما يبحثون عن ذؤيعة تجنبهم نقمة الأحرار ممن قرأ سطور تلك الثورة من خلال الإعلام الصادق بقيادة الحوراء عليها السلام وبمشاركة مجموعة نساء أبي عبد الله وبناته اللواتي لم يقصرن في تبيان حقيقة ما جرى للحسين عليه السلام بعد أن حاول السلطان الجائر أن يوهم الناس بأن الحسين خارجي ويستحق القتل ليكون عبرة لمن يحاول الخروج عليه من سائر الناس
نعم إن كربلاء جمعت بين الحرب العسكرية والحرب الإعلامية وقد تصدى للحرب العسكرية سيد الشهداء واوصى أخته الحوراء بأن تكون هي مصدر الحرب الإعلامية والتي بها تتحقق أهداف الثورة الحسينية
وقد تم ذلك بحمد الله وبشجاعة وبسالة وقوة إيمان الحوراء ومن معها من النساء حيث قارعن السلاطين ونصدين لإعلامهم بإعلام مضاد يحمل الصدق في اللهجة بالمواجهة المباشرة على رءوس الأشهاد وبالدمعة بها تمكن من الدخول إلى قلوب الأحرار ليشعلن في نفوسهم الحمية التي كادت أن تموت والإيمان الذي كاد أن يزول والشجاعة التي كادت أت تضمحل فهيأن النفوس للتصدي للتسلط والتجبر الذي اتسمت به حكومة بني أمية فكان لتلك النساء الفاضلات الفضل في انهيار حكومة بني أمية
وكان لهن الفضل في بقاء صوت الحسين وثورة الحسين وأيام الحسين ليحييها المؤمنون على مر الاجيال
نعم اختي المؤمنة
هذا جانب من جوانب المواقف المشرفة للمرأة وهو الجانب الإعلامي وحيث أنك اليوم تملكين وسيلة سهلة تمكنك من إيصال صوتك للعالم وأنت في بيتك فعليك أن تسخريها في خدمة المذهب وإيصال أهداف أهل البيت وفضائلهم وطيب الخلق الذي يتحلون به من خلال ما تسطرينه في متصفك وتنشرينة إلى العالم تبدين فيه جمال روحك وحسن خلقك وتعاملك الصادق والحسن مع الاخرين وتقفي بشجاعة كما وقفت زينب عليها السلام في التصدي لكل من يريد سوءا بهذا المذهب وذلك من خلال الكلمة الطيبة والخلق الحميد واللهجة الصادقة لتيني للعالم كيف تعيش المرأة الزينبية وكيف تتعامل مع الآخرين فأنت تنتسبين إلى العقيلة وعليك أن توصلي رسالة مفادها أن الحوراء زينب عليها السلام قد ربت نساء فاضلات من خلال مواقفها الشجاعة ليكن صورة طيبة لها ومرآة عاكسة لأخلاقها وحسن منطقها وكيفية تعاملها في المواقف التي تحتاج إلى المرأة في بيان الحقائق