بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
أهديكم أحبتي الأفاضل تلك التحية التي تعبق بالولاء لآل بيت المصطفى صلى الله عليه وآله
قائلا فزتم والله بهذا الولاء فمرحا لكم وهنيئا لكم الجنة وسلام عليكم وعلى هذا الولاء المعطر بعطر من توالون ورحمة الله وبركاته
جميل أن تقرأ أو تسمع موضوعا فيه من الكلمات ما يمكن عدها على أصابع اليد وله من المعاني ما يملأ دفتي كتاب وهذا يدل على فصاحة وبلاغة ذلك الكاتب أو ذلك المتكلم
وخير كلام في هذا المجال هو كلام الله جل وعلا الذي يبين لنا من خلال آية او سورة فيها من الكلمات عدد قليل ولها من المعاني ما يغني عن البحث والتكليف عن ما هية المعنى المراد منها
والشاهد على ذلك قوله تعالى
( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )
هذه آية من كتاب الله يمكن لأي إنسان بسيط في فهمه أن يعي عن أي شيء تتحدث ويستنبط منها أفكارا وفوائد جما رغم قلة كلماتها
شاهد آخر قوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم :( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )
هذه سورة كاملة تتحدث عن موضوع عظيم يتطلب في تفسير معانيها واستخراج الأفكار والفوائد منها ما يملأ دفتي كتاب وقد أجملت بهذه الكلمات القليلة
نعم هنا تتجلى البلاغة ويظهر الإعجاز القرآني واضحا مبينا فهذا الموضوع العظيم لا يمكن لمخلوق أن ياتي به من خلال هذه الكلمات القليلة بمعانيها الواضحة وأهدافها الجليلة
وإذا جئنا إلى من هم عدل القرآن وهم محمد وآله الطاهرين نجد أنهم قد ساروا على هذا النهج الطيب لبلاغتهم وفصاحتهم وغزارة علمهم وشاهد على ذلك قول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
( الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا )
يتجسد في هذا الحديث موضوعا عظيما يحتاج من غير النبي الأكرم ليبينه لساعة أو ساعتين على الأقل
شاهد آخر قول أمير المؤمنين عليه السلام
( سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن طرق السماوات أنا أعلم بها من طرق الأرض )
والشواهد على ذلك كثيرة أكتفي بما ذكرت
وقبل أن أختم موضوعي هذا ألتمس من خطبائنا الأجلاء وكتابنا الأفاضل إذا أرادوا الحديث أو الكتابة عن موضوع ما أن لا يبتعدوا كثيرا عن أساس الموضوع حتى لا يتيهوا بتشعب المواضيع وتكون النتيجة كلام متناثر ومستعمين أو قراء مجهدين ومتململين ووقت مهدور لا فائدة فيه
لا ضير إن كان الموضوع ذو فائدة ويدور حول محور واحد أن يأخذ وقتا كافيا ليثرى بجميل الكلام وحسن المعاني
ويستحب لمن يريد أن يتحدث أو يكتب عن موضوعا ما أن يبدأ بهذه الآية الكريمة التي تقول
( رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )
أسأل الله التوفيق لكل من مر بموضوعي هذا