قصائدي لم تزل تبكي
قصائدي لم تزل تبكي على أَلَمِي ... وأبحر الشعر تَبغي جَمعَ أوصالي
لي عبرة وسط روحي كنت أكتمُها ... فاضت على الصدر كي تخبركَ أحوالي
أمسيتُ لاأملكُ من دنياكَ غير أسى ... لما عرفتُكَ ضاعت كل أموالي
يابلسماً كان فيك الموت تجربة ... عبرتهُا بين أمواج وأهوالِ
أتيتُ بالنفس لا أئبه بما تَعِبَتْ ... حَتى أشتَكَتْ من عيونِ الناسِ أَسمالي
نامتْ جبال الاسى يوما على طرفي ... لما استفاقتْ بكت من عظم أثقالي
إني وحيدٌ ورغم الدار قد مُلئتْ ... فليسَ لي صاحب أُسْمِعهُ أقوالي
حملتُ نفسي على نفسي مكابرة ... وقلتُ لليل مرحا أيها الغالي
أخفيتَني من عيون لا أروقَ لها ... كأنني غصة في صدر عذالي
ماأجمل الليل إذ كان الظلام به ... سِترا لكل فقير ثوبه بالي
مات الهوى حيث إن الشَيب يقتِلهُ ... أما عَلِمتَ بأن الشَيبَ قتاّلِ؟
فقري أنا ليسَ فقر المالَ ياوَلَدي ... وإنَّما فقرَ أعمامي وأخوالي
فالكل راح ولم يبقى بهم أحد ... ودورهم لاتزال اليوم أطلالِ
وصحبة قض ذاك الدهر مضجعهم ... وقد ألفتُهُمُ كفؤا وأبطالِ
كل تفرق في الامصار يتبعه ... هم التغرب في حلِّ وترحالِ
كفاك يادهر لابالبؤس مقتنع ... ولا بموت الفتى ..إلا بإذلالِ؟
هللاّ ذكرتَ ذنوباً كنتَ تعرفَها ... إن كنتَ تصدق فاعرضْ كل أَعمالي
فلم تجدْ في سجلاتي سوى حسنٍ ... ودمعة ٌذُرِفَتْ في السبطِ والآلِ
وألبسُ الحزنَ في عاشورِ متشحاً ... حيثُ السوادَ يغُطي كلَّ أطفالِ
نفسي وحزني تؤم في تشابههم ... والله مااختلفا يوماً بمثقالِ
لو كنتَ شَهماً لَما أثقَلتَ كاهِلنا ... تَعساً وقُبحاً فَقد خَيبَّتَ آمالِ
أدبرتَ عني سنيناً والصِبا ولهاً ... مانفعَ في الشيبِ أشواقٌ وأقبالِ
أُغرب بعيداً فما بالروح حاجَتَها ... فالكأسُ فاضٍ وما بالقعرِ أوشالِ
قصائدي لم تزل تبكي على ألَمِي ... وأبحر الشعر تَبغي جَمعَ أوصالي
ابو حيدر الشريفي
27\9\2010